طباعة

المقدمة

المقدمة

في رحاب القرآن

آية الله السيد محمد تقي المدرسي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
منذ اللحظة الأولى لولادة البشرية بخلق الله تعالى أبونا آدم عليه السلام، وإلى آخر لحظة من حياة البشرية، لم يحض الإنسان بكتاب أشرف وأفضل من القرآن الكريم، وأنه قمة الكتب التي قرأها ويقرأها الإنسان.
إنه كتاب الله، وخاتم الرسالات السماوية، وقد جعله الله تفصيلاً لكل شيء، ولم يخصصه لجماعة دون غيرها، بل جعله كتاب الجميع، ميسراً لهم ذكره.
ومن عظمة القرآن أنه لم يكن كتاب علم خاص، أو موضوع محدد، بل هو كتاب الإنسان والمجتمع والحضارة، وهو كتاب التشريع والحكم، وهو كتاب الاقتصاد والسياسة، وهو كتاب العقائد والاخلاق..وبكلمة أنه كتاب الحياة.
وأكثر من ذلك إن آياته البينات لم تحددها معاني الكلمات، ولم تؤطرها عقول العباقرة.. بل هي كالشمس تشرق كل يوم لتلبس الكون حلة جديدة من أشعتها الذهبية. فكل مرة تقرأ القرآن تلمس فيه معاني جديدة، وتكتشف آفاقاً لم تكن قد خطرت على بالك من قبل.
إنه كتاب حي لا يجرء الموت الاقتراب منه، لأنه كتاب الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم.
من هنا يتأكد علينا أن نعي قيمة القرآن الكريم، ونعظم قدره في واقعنا، ونهتم به ونستفيد منه في صياغة شخصياتنا وبناء امتنا على غرار مناهجه وتوصياته.
ويجدر بنا أن لا نتوانى في هذا الطريق، لأنه يضمن لنا الحياة الطيبة في الدنيا والنجاة من النار والفوز بالجنة في الآخرة.
هذه الحقائق وغيرها فيما يتعلق بالقرآن، وجدناها في جملة أحاديث سماحة آية الله السيد محمد تقي المدرسي، والتي سجلها للبث التلفزيوني في جمهورية إيران الإسلامية. ونظراً لأهميتها، ورجاءاً في تعميم فائدتها، عمدنا إلى إعدادها في كتاب سميناه (في رحاب القرآن) راجين من الله تعالى أن يتقبله منا بقبول حسن إنه ولي التوفيق.