الأحاديث الكثيرة التي مرّ بعضها ممّا صرّح بعدم إدراكه بالحواس .
وللمثال لاحظ بيان أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث ذعلب الوارد في الكافي جاء فيه :
« لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان » (1).
ولاحظ خطبة سيّدة النساء فاطمة (عليها السلام) في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) التي هي بيان كامل للمعارف الكاملة جاء فيها توصيف الله تعالى بما يلي :
« الممتنع من الأبصار رؤيته ، ومن الألسن صفته ، ومن الأوهام كيفيته » (2).
والوهم على سعته لا يمكنه درك خالقه ، فكيف بالعين الصغيرة ؟
كما تلاحظ في الحديثين التاليين :
1 ـ حديث الأشعث بن حاتم أنّه سأل الرضا (عليه السلام) عن شيء من التوحيد ؟
فقال :
« ألا تقرأ القرآن ؟ قلت : نعم ، قال : اقرأ : ( لاَ تُدْرِكُهُ الاَْبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الاَْبْصَارَ ) (3) ، فقرأت ، فقال : وما الأبصار ؟ قلت : أبصار العين ، قال : لا إنّما عنى الأوهام ، لا تدرك الأوهام كيفيّته وهو يدرك كلّ فهم » (4).
2 ـ حديث أبي هاشم ، عن الإمام أبي جعفر الجواد (عليه السلام) نحوه ، إلاّ أنّه قال :
« الأبصار هاهنا أوهام العباد ، والأوهام أكثر من الأبصار ، وهو يدرك الأوهام ولا تدركه الأوهام » (5).
_________________
(1) اُصول الكافي : (ج1 ص138 ح4) .
(2) العوالم : (11/2 ص655) .
(3) سورة الأنعام : (الآية 103) .
(4) بحار الأنوار : (ج3 ص308 ب13 ح46) .
(5) بحار الأنوار : (ج3 ص308 ب13 الحديث المنقول عن المحاسن) .
ومن السنّة :
- الزيارات: 667