طباعة

السابعة : أنّه تعالى ليس بمحتاج إلى شيء ، لا في ذاته ولا في صفاته بل هو الغني المغني

    ومعنى الغِنى هو عدم الحاجة والإحتياج ، ولذا ذكر في الصفات السلبية .
    ومعنى كونه غنيّاً غير محتاج ، هو أنّه الغني بنفسه عن غيره وعن الإستعانة بالآلات والأدوات وغيرها ، كما فسّره الشيخ الصدوق (1).
    وهو الذي استغنى عن الخلق وهم إليه محتاجون ، فلا تعلّق له بغيره لا في ذاته ولا في شيء من صفاته ، بل هو منزّه عن العلاقة كما فسّره الشيخ الكفعمي (2).
    وهو الغني الذي لا يحتاج إلى أحد والكلّ محتاج إليه ، وهو الغني مطلقاً لا يشاركه فيه غيره ، كما فسّره الشيخ الطريحي (3).
    وحاصل المعنى في هذه الصفة ، استغناؤه الذاتي المطلق وعدم إحتياجه إلى شيء ، وقد دلّ على غناه الكتاب والسنّة والعقل بالبيان التالي :

  1 ـ دليل الكتاب :
    في آيات كثيرة منها قوله تعالى : ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِىٌّ حَمِيدٌ ) (4).
    2 ـ دليل السنّة المباركة :
    في أحاديث متعدّدة نظير أسماء الله الحسنى التي منها (الغنيّ) في حديث الإمام الصادق (عليه السلام) الذي تقدّم عن التوحيد (5).
    3 ـ دليل العقل في حكمه بغنى الله تبارك وتعالى بوجوه عديدة :
    الأوّل : أنّ الحاجة مختصّة بمن يجوز عليه الضرر والنفع ، والله سبحانه لا يصحّ عليه الضرر ولا النفع ، فلا تقع عليه الحاجة .. وإذا استحالت الحاجة ثبت كونه غنيّاً كما إستدلّ به أبو الصلاح الحلبي (6).
    الثاني : أنّ الحاجة إمّا أن تكون في الذات أو في الصفات ، وكلا القسمان باطلان في حقّه تعالى لوجوب وجوده فلا يكون فيه نقص ، ولا يفتقر إلى غيره فهو الغني بذاته ، كما إستدلّ به العلاّمة الحلّي (7).
    الثالث : أنّه قد ثبت قِدَمه عزّ اسمه بالبراهين القطعية ، والقديم هو الذي يتقدّم على الكلّ فيكون غنيّاً عن الكلّ كما إستدلّ به السيّد الشبّر (8).
___________________________
(1) التوحيد : (ص286) .
(2) المصباح : (ص325) .
(3) مجمع البحرين : (ص67 مادّة ـ غني ـ ) .

(4) سورة البقرة : (الآية 267) .
(5) التوحيد : (ص194 ب29 ح8) .
(6) تقريب المعارف : (ص87) .
(7) نهج المسترشدين : (ص47) .
(8) حقّ اليقين : (ج1 ص37) .