ومن أدعية الامام الصادق عليهالسلام ، الجامعة ، لامور الدنيا والآخرة ، هذا الدعاء الجليل ، رواه عنه الفقيه أبو بصير ، وهذا نصه :
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ ثَوَابَ الشَّاكِرِينَ ، وَمَنْزلة المُقَرَّبين ، وَمُرَافَقة النَّبِيِّينَ ، اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْأَلُكَ خَوْفَ العَاملِينَ لَكَ ، وَعَمَلَ الخَائِفينَ مِنْكَ ، وَخُشُوعَ العَابِدِينَ لَكَ ، وَيَقينَ المُتَوَكِّلِين عَلَيْكَ ، وَتَوَكُّلَ المُؤْمِنينَ بِكَ.
اللّهُمَّ ، إنَّكَ بِحَاجَتي عَالِمٌ غَيْرُ مُعَلَّمٍ ، وَأَنْت لهَا وَاسِعٌ غَيْرُ مُتَكَلِّفٍ ، أَنْتَ الذي لا يُحْيفك سَائِلُ ، ولا يَنْقصنك نَائِلٌ ، ولا يَبْلُغ مِدْحَتَكَ قَوْلَ قائلٍ ، اللّهُمَّ إجْعَلْ لي فَرجاً قَريباً وأَجْراً عَظيماً وَسِتْراً جَمِيلاً.
اللّهُمَّ ، إنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي على ظُلْمي لِنَفْْسِي ، وَاسْرَافي عليْها ، لَمْ أَتَّخِذُ لك ضدّاً ، ولَا نِدّاً وَلا صَاحبةً وَلا ولَدا ، يا مَنْ لا تَغْلِطُهُ المَسَائِلُ ، يا مَنْ لا يُشْغِلُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ ، وَلا سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ ، وَلَا بَصَرٌ عَنْ بَصَرٍ ، وَلَا يُبْرمْهُ إلْحاحُ المُلِحِّينَ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي ، في سَاعَتي هَذِهِ ، مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ ، وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ ، إنَّكَ تُحْيي العِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ، وَإنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، يا مَنْ قَلَّ شُكْرِي فَلَمْ يُمْرِضْني ، وَعَظُمَتْ خَطِيئَتي فَلَمْ يَفْضَحْني ، وَرَآنِي على المَعَاصِي فَلَمْ يَجْبَهْني ، وَخَلَقَني لِلْذِي خَلَقَني لَهُ ، فَصَنَعْتُ غَيْرَ الذي صُنِعْتُ لَهُ ، فَنِعْمَ المَوْلَى أَنْتَ يا سَيِّدي ، وَبِئْسَ العَبْدُ أَنَا وَجَدْتَني ، وَنِعْمَ الطَّالِبُ أَنْتَ رَبِّي ، وَبِئْس المَطْلُوبُ أَنَا أَلْفَيْتَني ، عَبْدُكَ ، وَابْنُ عَبْدِكَ ، وَابْنُ أَمَتِكَ ، بَيْنَ يَدَيْكَ ، ما شِئْتَ صَنَعْتَ بي.
اللّهُمَّ ، هَدَأَتِ الَأصْوَاتُ ، وَسَكَنَت الحَرَكَاتُ ، وَخَلَا كُلِّ حَبِيبٍ بِحَبِيبِه ، وَخَلَوتْ ُبِكَ ، أَنْتَ المَحْبُوبُ ، إلَيَّ ، فَاجْعلْ خَلْوَتي مِنَكَ اللَّيْلَةَ ، العَتْقَ مِنَ النَّار ، يا مَنْ ليْسَتْ لِعَالِمٍ فَوْقَهُ صِفَةٌ ، يا مَنْ لَيْسَ لِمَخْلُوقٍ دُونَهُ مِنْعَةُ ، يا أَوَّلَ ، قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَيَا آخِرُ ، بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ ، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ عُنْصُرٌ ، وَيَا مَنْ يَفقَهُ بِكُلِّ لُغَةً يُدْعَى بِهَا ، وَيَا مَنْ عَفْوُهُ قَدِيمٌ ، وَبَِطْشُهُ شَدِيدٌ ، وَمُلْكُهُ مُسْتَقِيمٌ ، أَسْأَلُكَ ، بِاسْمِكَ الذي شافَهَكَ بِهِ مُوسَى ، يا اللهُ ، يا رَحْمنُ ، يا رَحِيمُ ، يا لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، اللّهُمَّ ، أَنْتَ الصَّمَدُ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّي ، على مُحَمَّدٍ وَعلى آلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تُدْخِلَني الجَنَّةَ بِرَحْمَتكَ .. (١)
وهذا الدعاء ، من غرر أدعية الامام الصادق عليهالسلام ، وذلك لما حواه من المطالب الجليلة ، والمضامين العالية ، ولو لم يكن له من أدعية ، إلا هذا الدعاء الشريف ، لكفى في التدليل على سمو تراثه الروحي.
___________
١ ـ اصول الكافي ٢ / ٥٩٣ ـ ٥٩٥.
٩ ـ دعاؤه الجامع لامور الدنيا والآخرة
- الزيارات: 994