• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

3 ـ باب ( ما جاء في جهل عثمان بالكتاب والسنّة ) ( 1 ) ( 2 ) .

1 ـ قال الإمام مالك : إنَّ عثمان بن عفان أُتي بامرأةٍ ، قد ولدت في سِتَّة أشهر ؛ فأمر بها أنْ تُرجَم ؛ فقال له عليّ بن أبي طالب [ عليه السلام ] : ( ليس ذلك عليها ؛ إنَّ الله تبارك وتعالى يقول في كتابه :
( ... وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً ... ) الأحقاف : 15 .
وقال : ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ... ) البقرة : 233 .
؛ فالحمل يكون ستَّة أشهُر ؛ فلا رجم عليها ) .
فبعث عثمان في أثرها ، فوجدها قد رُجِمت ( 3 ) .
2 ـ روى أبو جعفر الطبري بسنده ، عن بعجة بن زيد الجهني : أنَّ امرأة منهم دخلت على زوجها ، وهو رجل منهم ـ أيضاً ـ فولدت له في سِتَّة أشهُر ، فذُكِر ذلك لعثمان بن عفان ؛ فأمر بها أنْ تُرجَم ، فدخل عليه عليّ بن أبي طالب ، فقال : ( إنَّ الله تبارك وتعالى يقول في كتابه :
( ... وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً ... ) الأحقاف : 15 .
وقال : ( ... وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ... ) ) .
قال : فو الله ، ما عَبَد عثمان أنْ بعث إليها تُرَدُّ .
قال : يونس ـ يعني : الراوي ـ قال ابن وهب عَبَد استنكف ( 4 ) .
المؤلِّف : فيكون المعنى هكذا : فو الله ، ما استنكف عثمان أنْ بعث إلى المرأة ، التي أمر برجمها أنْ تُردُّ .
3 ـ السيوطي في ذيل تفسير قوله تعالى :
( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً ... ) الأحقاف : 15 قال :
وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن بعجة بن عبد الله الجهني ، قال :
تزوَّج رجل مِنَّا امرأة مِن جهينة ، فولدت له تماماً لسِتَّة أشهُر ، فانطلق زوجها إلى عثمان بن عفان ؛ فأمر برجمها ، فبلغ ذلك عليَّاً فأتاه ، فقال : ( ما تصنع ؟ ) .
 قال :
ولدت تماماً لسِتَّة أشهُر ، وهل يكون ذلك ؟!
قال عليّ : ( أما سمعت الله يقول :
( ... وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً ... ) .
وقال : ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ... ) ، فكم تجده بقي إلاّ سِتَّة أشهُر ! ) .
فقال عثمان : والله ما فطنت لهذا ، عَلَيَّ بالمرأة ، فوجدوها قد فُرِغَ منها .
وكان من قولها لأُختها : يا أُخيَّة ، لا تحزني ، فو الله ، ما كشف فرجي أحد قطّ غيره .
قال : فشبَّ الغلام بعد ، فاعترف الرجل به ، وكان أشبه الناس به ( 5 ) .
4 ـ روى الإمام أحمد بن حنبل بسنده ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي ، قال :
كان أبي ـ الحارث ـ على أمرٍ مِن أمرِ مَكَّة في زمن عثمان ، فأقبل عثمان إلى مَكَّة .
ـ فقال عبد الله بن الحارث ـ : فاستقبلت عثمان بالنزل بقَديد ، فاصطاد أهل الماء حِجَّلاً ، فطبخناه بماء وملح ، فجعلناه عَراقاً للثريد ، فقدّمناه إلى عثمان وأصحابه ، فأمسكوا .
فقال عثمان : صيد لم أصطده ، ولم نأمر بصيده ، اصطاده قوم حِلٌّ ، فأطعموناه فما بأس .
فقال عثمان : مَن يقول في هذا ؟
فقالوا : عليّ ؛ فبعث إلى عليّ ؛ فجاء .
ـ قال عبد الله بن الحارث : ـ فكأنِّي انظُر إلى عليّ حين جاء وهو يَحتُّ الخبط عن كفَّيه .
فقال له عثمان : صيد لم نصطده ، ولم نأمر بصيده ، اصطاده قوم حِلٌّ فاطعموناه ، فما بأس ؟ ـ قال : ـ فغضب عليّ ، وقال :
( أَنشد الله رجُلاً ، شهد رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) حين أُتي بقائمة حمار وحش ؛ فقال رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) : إنَّا قوم حُرُمٌ ، فأطعموه أهل الحِلِّ ) .
ـ فقال : ـ فشهد اثنا رجُلاً مِن أصحاب رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) .
ثمَّ قال عليّ : ( أُشهد الله رجُلاً ، شهد رسول الله ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) إنّا قوم حُرُمٌ ، أطعموه أهل الحِلِّ ) .
ـ قال : ـ فشهد دونهم مِن العِدَّة مِن الاثني عشر .
ـ قال : ـ
فثنى عثمان وِركه عن الطعام ، فدخل رحله ، وأكل ذلك الطعام أهل الماء ( 6 ) .
المؤلِّف : ورواه بعد هذا بطريقين آخرين مُختصَراً .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) فيه أربعة أحاديث .
( 2 ) وقال الأُستاذ الكاتب المصري صالح الورداني :
والطريف في الأمر ، أنّ عثمان حين استُخلف واستتبَّ له الأمر ، خرج على الكتاب والسُّنَّة ، وسُنَّة الشيخين ، وكفر به القوم ، حتَّى الذين رشَّحوه واختاروه ...
والسؤال الّذي يطرح نفسه ، هنا هو : هل عمل عمر هذا يُطابق الشورى وروح الإسلام ... ؟
والجواب بالطبع : لا . فقد كان اختيار عمر لمجموعة الشورى ، يقوم على أساس قبلي بحت ، ولم يكُن وضع الإمام علي في هذه المجموعة ، سِوى مُحاولة للتغطية على الهدف الحقيقي ، مِن وراء اختيار هذه المجموعة ، الّتي أشار البعض على عمر أنْ يضع ولده عبد الله فيها . فتح الباري : 7/67 .
لقد سنَّ عمر للخطِّ الأُموي بهذا العمل ، سُنَّة أتاحت له فرصة البروز ، والحصول على الشرعيّة مِن خلال عثمان ... واستثمار هذه السُّنَّة ، فيما بعد في ضرب فِكرة الشورى في الإسلام ، ودعم نظام الوراثة ...
وجعلُ الشورى في سِتَّة أفراد مُتناقضين ، مُتنافرين ـ فضلاً عن كونه أمر مغرضٍ ـ هو يَصطدم بالقرآن الذي يقول : ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ... ) ، أيْ بين المؤمنين جميعاً ، وليس بين فِئة مُحدَّدة ... ويصطدم بسُنَّة الرسول ، الذي طبَّق النَّصَّ القرآني ، وعمل به بين الصَّحابة ، وفتح الباب لحُرِّيَّة الرأي الذي أغلقه أبو بكر وعمر ؛ ليفتح الباب على مصراعيه لدكتاتوريَّة الخطِّ الأُموي ...
وإذا كان عمر ، وهو يُنازع في حيرة مِن أمره ، يستخلف أو لا يستخلف ؟ مُردَّداً : إنْ لم أستخلف ، فلم يستخلف الذي هو خَيرٌ مِنِّي ـ أي الرسول ـ وإنْ أستخلف فقد استخلف أبو بكر . البخاري ومسلم .
وقد انتهز فُرصة حيرة عمر هذه ، رجل لم تَكشف لنا الرّوايات مَن يكون ، وقال له : استخلف عبد الله بن عمر ...
فقال عمر : قاتلك الله ، والله ما أردت الله بهذا . أستخلف مَن لم يُحسِن أنْ يُطلِّق امرأته ...
فتح الباري : 7/67 ، وانظر تاريخ الخلفاء.
إِلاّ أنَّ عمر مال إلى الاستخلاف ، في حدود مجموعة ، لنْ تَحيد عن الخطِّ القبلي ، الذي وضع أساسه مع أبي بكر ، وهي في النّهاية سوف تستقرُّ على واحد مِن أنصار هذا الخطِّ ، ولن تتَّجِهْ بحال إلى الحيدة والاتجاه نحو علي ...
وعلى الرغم مِن مَوقف عمر مِن ولده عبد الله ، وكونه صاحب شخصيَّة ضعيفة تَجعل منه عديم القُدرة على اتِّخاذ القرار ، على الرغم مِن ذلك جَعله في أهل المُشاورة ؛ جَبراً لخاطره .
وقال عمر : إذا اجتمع ثلاثة على رأي ، وثلاثة على رأي فحكِّموا عبد الله بن عمر ، فإنْ لم ترضوا بحُكمه ، فقدِّموا مَن معه عبد الرحمان بن عوف ، وإنْ ولي عثمان فرجل فيه لينٌ ، وإنْ ولي عليٌ فستختلف عليه النّاس ، وإنْ ولي سعدٌ ، وإِلاّ فليستعن به الوالي .
المرجع السابق ، والسؤال هنا لماذا لم يُرشِّح عمر أبا ذَر أو عمّار ـ مثلا ـ بدلاً مِن ولده ... ؟!
وما يجب ذكره هنا ، هو أنّ ابن عمر هذا رفض بيعة علي ، بعد عثمان ، وبايع معاوية وولده يزيد ، وقد أطال الله في عمره ، حتَّى لَحِق بالحجَّاج ، وكان يُصلِّى خلفه ، ومعه أنس بن مالك .
أُنظر : تاريخ ابن عمر في كتب التراجم .
وقال الأُستاذ الورداني :
فحين تشاور القوم مال الزبير لعليٍّ ، ومال سعد لعثمان ، ومال طلحة لعبد الرحمان ، ثمَّ انسحب عبد الرحمان ، ورفض ترشيح نفسه ، ومال لعثمان لتُصبح النتيجة ثلاثة إلى واحد .
ثلاثة مع عثمان ، وواحد مع علي . فعبد الرحمان عند ما مال لعثمان ، مال طلحة معه .
وفي رواية أُخرى انتهت النتيجة اثنين ، أي : تعادلت الأصوات ، وهنا عرض عبد الرحمان على الإمام ، أنْ يُبايع على كتاب الله وسُنَّة رسوله ، وسُنَّة الشيخين ، فأبى إلزامه بسُنَّة الشيخين . فطلب مِن عثمان ذلك ، فوافق ؛ فأعلن بيعته .
السيف والسياسة ص84 ـ 85 .
( 3 ) موطِّأ الإمام مالك : 2/825 ، كتاب الحدود ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي . السُّنَن الكبرى للبيهقي : 7/442 ـ 443 .
( 4 ) تفسير الطبري : 2/61ط بولاق مصر .
المُعلِّق : راجعنا تفسير الطبري سورة البقرة آية 33 ، في تفسير : ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ ... ) إلخ ، وراجعنا التفسير المذكور ، في آية 15 مِن سورة الأحقاف : ( ... وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً ... ) ، وراجعنا التفسير في سورة لقمان آية : 14 : ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ ... ) إلخ لم نعثر على رواية بعجة بن زيد الجهنى ، التي ذكرها المؤلِّف ( طاب ثراه ) والظاهر أنّها أُسقطت مِن الطبعة التي تلتها .
( 5 ) الدُّرُّ المنثور في التفسير بالمأثور : 6/40 .
( 6 ) المُسند : 1/100 . شرح معاني الآثار للطحاوي : 2/168 ، كتاب الحج ، رواه مُختصَراً . كنز العمَّال للمُتَّقى الهندي : 3/53ط حيدر آباد ـ الهند ، قال : أخرجه ابن جرير ، وصحَّحه وأخرجه الطحاوي وأبو يعلى . مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي : 3/229 ، قال : رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزَّار ، ثمَّ قال : فيه علي بن زيد ، وفيه كلام كثير ، وقد وثِّق .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page