• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

4 ـ باب ( في أمْرِ عثمان بحَرق المَصاحف ) ( 1 ) .

1 ـ روى البخاري في هذا الباب ، رواية طويلة مُفصَّلة ، وقال في جُملتها : فأرسل ـ أيْ عثمان ـ إلى كلِّ أُفق بمَصحف مِمَّا نسخوا ، وأمر بما سواه مِن القرآن في كلِّ صحيفة أو مَصحف أنْ يُحرَق ( 2 ) .
2 ـ روى البيهقي بسنده ، عن أنس بن مالك : أنَّ حذيفة بن اليمان ، قَدِم على عثمان بن عفان في ولايته ـ فسَاَقَ البيهقي الحديث إلى أنْ قال : ـ ففزع لذلك عثمان ، فأرسل إلى حفصة بنت عمر أنْ أرسلي إلينا بالصُّحف التي جُمع فيها القرآن ؛ فأرسلت بها إليه حفصة ، فأمر عثمان زيد بن ثابت ، وسعيد بن العاص ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمان بن الحارث بن هشام ، أنْ ينسخوها في المَصاحف ـ إلى أنْ قال ـ ففعلوا ، حتَّى كُتِبت المَصاحف ، ثمَّ ردَّ عثمان الصحف إلى حفصة .
وأرسل إلى كلِّ جُنْدٍ مِن أجناد المسلمين بمَصحف ، وأمرهم أنْ يُحرقوا كلَّ مَصحف يُخالف المَصحف الذي أرسل به ، وذلك زمان أُحرقت المَصاحف ( 3 ) .
3 ـ روى الطحاوي بسنده ، عن سالم وخارجة : إنَّ أبا بكر كان جمع القرآن في قراطيس ، وكان قد سأل زيد بن ثابت النظر في ذلك ، فأبى عليه ، حتَّى استعان بعمر بن الخطاب ففعل . وكانت تلك الكتب عند أبي بكر حتَّى توفِّي . ثمَّ كانت عند عمر حتَّى توفِّي ، ثمَّ كانت عند حفصة زوج النبي ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) ، فأرسل إليها عثمان ، فأبت أنْ تدفعها إليه ، حتَّى عاهدها ليردَّنها إليها ، فبعثت بها إليه ، فنسخها عثمان في هذه المَصاحف ، ثمَّ ردّها إليها.  فلم تزل عندها حتَّى أرسل مروان بن الحكم ، فأخذها فحرَّقها ( 4 ) .
ورواه بعينه ـ سَنداً ومَتناً ـ في الجزء الرابع .
4 ـ روى المُتَّقي الهندي ، عن مصعب بن سعد ، قال : أدركت الناس مُتوافرين ، حين حرَّق عثمان المصاحف ، فأعجبهم ذلك ، ولم يُنكر ذلك منهم أحد .
قال : أخرجه ابن أبي داود ، وابن الأنباري في المَصاحف ( 5 ) .
المؤلِّف : ثمَّ إنّ ههنا حديثاً ، يُناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، وهو ما ذكره المُتَّقي الهندي ، عن النبي ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم )
قال : ـ ( 5 ـ ) ـ ( يجيء يوم القيامة : المَصحف والمَسجد والعِترة .
فيقول المَصحف : يا ربّ ، حرَّقوني  ومزَّقوني .
ويقول المسجد : يا ربّ ، خرّبوني  وعطَّلوني وضيَّعوني .
وتقول العِترة : طردونا وقتلونا وشرَّدونا .
وأجثو برُكبتيَّ للخصومة ، فيقول الله :
ذلك إليَّ وأنا أولى بذلك ) .
قال : أخرجه الديلمي
عن جابر ، يعني : عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) .
قال : وأحمد بن حنبل ، والطبراني ، وسعيد بن منصور ، وعن أبي أمامة ، يعني : عن النبي ( صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ) ( 6 ) .
المؤلِّف : ومِن العجيب جِدَّاً ما ارتكبه عثمان ، مِن الأمر بما سوى مَصحفه ، الذي أرسل به إلى الآفاق مِن المَصاحف الكثيرة أنْ تُحرق ، كما يظهر كثرتها مِن قوله في الرواية الأُولى : وأمر بما سواه مِن القرآن في كلِّ صَحيفة أو مَصحف أنْ يُحرَق ، أو في الرواية الثانية : وذلك زمان أُحرقت المَصاحف ، أو في الرواية الأخيرة : حين حرَّق عثمان المَصاحف .
وأعجب مِن ذلك كلِّه ، ما سمعته في الرواية الأخيرة ، مِن قوله : فأعجبهم ذلك ، ولم يُنكر ذلك منهم أحد ، أوليس الاحتراق هَتكاً للكتاب المُقدَّس الإلهي ؟! أوليس هذا أمراً واضحاً عرفيَّاً ، يعرفه كلُّ مَن له أدنى أدب وإنسانيَّة ؟! فلو كان مقصد عثمان هو إتلاف ما سوى مَصحفه مِن المَصاحف ؛ لئلاّ يحصل الاختلاف بين المسلمين في قرآنهم الكريم ، فما الذي دعاه إلى الأمر بالحَرق ، بلْ كان يحصل مقصده بمحو ما سواه مِن المصاحف ، أو بدفنه ، أو بإلقائه في بحر ، أو ماء جاري ، أو نحو ذلك مِن الإتلافات الغير الموجبة للهَتك ، ولا المُنافية للأدب الإنساني ، ولكن ما عسى أنْ أقول عن قوم أفضلهم بزعمهم : أبو بكر وعمر ، وقد رفعا أصواتهما عند النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، حتَّى نزل النهي : ( ... لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ  ـ إلى قوله : ـ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ ) ، وقد سمعت تفصيل ذلك كلِّه ، في مطاعن أبي بكر ، في باب مُستقلٍّ .
وقد قال عمر للنبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) عند مَماته ـ حين ما قال : ( ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده ) ـ : إنّه يَهجر ، أو غلبه الوَجع ، حسبُنا كتاب الله.
وقد عرف تفصيل ذلك ، في مطاعن عمر ، في باب مُستقلٍّ أيضاً .
وقد تجسَّر عمر على النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) في موارد أُخر شتَّى غير ذلك . حين جذبه عندما أراد الصلاة على عبد الله بن أُبي .
وحين صاح على النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) عندما تأخَّر ليلة مِن الليالي ، عن الخروج إلى صلاة العشاء .
وحين أخذ عِذق البُسر ، وضرب به الأرض ، حتَّى تناثر البُسر نحو وجه رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) .
وعرفت تفصيل هذه الموارد كلِّها ، في أبواب مُستقلَّة أيضاً .
فإذا كان عمر ، وهو أفضل مِن عثمان بكثير ، لا يرى هذا كلَّه قبيحاً ، خارجاً عن حدود الآداب والإنسانيَّة ، بلْ بعضه خارج عن حدود الإيمان بلا كلام .
فما ظنُّك بعثمان ، الذي هو دون عمر في الفضل بكثير .
بلْ وما ظنُّك بقوم يعتقدون بإمامة عثمان ، وأنَّه خليفة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وهم دون عثمان في الفضل بأكثر مِن ذلك .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) فيه خمسة أحاديث .
( 2 ) صحيح البخاري : 6/98 ـ 99 ، كتاب فضائل القرآن ، باب جمع القرآن ، ط استانبول . صحيح البخاري : 3/225 ، باب جمع القرآن بحاشية السندي .
( 3 ) السُّنن الكبرى : 2/41 ، وذكر هذا الحديث المُتَّقى الهندي في كنز العمَّال : 1/282ط حيدر آباد ـ الهند باختلاف يسير في اللفظ ، وقال : أخرجه ابن أبي داود ، وابن الأنباري معاً في المَصاحف ، وابن حبّان .
( 4 ) مُشكل الآثار : 3/4 الطبعة الأُولى .
( 5 ) كنز العمَّال : 1/281ط حيدر آباد ـ الهند .
( 6 ) كنز العمَّال : 6/46 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page