خاتمة المطاف
إن نظرة واحدة إلى الساحة الإسلامية في حالتها الراهنة ، تكفي للتدليل على صحة ما نقول ، فقد أصبحت ساحة العلم بلا أسوار ، فهي الآن مستباحة لكل ناعق ، فكل من أراد الدخول دخل وسمى نفسه عالما واتبعه شراذم من الناس : وكل دعي وصلا بليلى وليلى لا تمت له بذاكا إن نظرة إلى مجموعة الأحاديث السابقة الواردة في علي وآل البيت ( عليهم السلام) وهي - ليست كل ما عندما فما زال في جعبتنا الكثير - تكشف عن صورة واضحة خاصة ، إذا أضيفت إليها أحاديث الأئمة الاثني عشر وهي أن القيادة الطبيعية للأمة الإسلامية تتمثل في أئمة أهل البيت سفينة النجاة ، الثقل الأصغر الذي إن تمسكنا به نجانا الله من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ، وإن الذين ينكرون هذه الحقيقة لا يملكون تصورا محددا يمكن تقديمه للأمة الإسلامية ، بل كل ما يقدرون عليه هو الانكار والتشكيك ، تارة يقولون :
هذا الحديث ضعيف وتارة أخرى منكر ، وأعجب أشد العجب من إجماع أهل السنن جميعهم على رواية هذه الأحاديث ثم وقوفهم منها موقف اللاموقف ، وفهمهم فيها هو اللافهم .
حتى تلك الأحاديث الواضحة في دلالتها على حتمية اتباع العترة اتباعا منهجيا وقفوا منها أيضا اللاموقف فقد أثبتوها نصا ، ولكنهم لم يخرجوا منها بأي نتيجة ، وأعجب من هؤلاء أولئك الذين يصرون إلى يومنا هذا على ترديد مقولة ( عبد الله بن سبأ ) فهل كان عبد الله بن سبأ راوي حديث الثقلين ؟
أم أنه روى حديث خلفاء الرسول الاثني عشر ؟ ، أم أنه هو الذي روى حديث آية التطهير ؟
أم آية المودة في القربى ؟ ، أي منطق هذا يريد أن يسيطر على عقول الناس بإرهابهم بأن أصل هذا الكلام هو عبد الله بن سبأ اليهودي ( ائتوني بكتاب الله من قبل هذا أو أثارة علم إن كنتم صادقين ) ( الأحقاف / 4 ) .