الحاير بعد الالف ياء مكسوره وراء، هو في الاصل حوض طبيعي لانخفاضه يجتمع فيه مياه الامطار فيركد فيه لما لا يري مخرجا اخفض من مستواه، و عند هبوب الرياح يتحرك الماء بطبيعه الحال اذ يرجع اقصاه الي ادناه ينتهي الي المحل الذي ابتدا منه اولا فيتحير منه. او بالهبوب يتحرك بحركه دوريه علي نفسه و هو مطمين الوسط مرتفع الجوانب.و ذكروا في جمعه حوران، و نفي ابوالقاسم بروايه الحموي في المعجم من ان يكون له جمع علي انه اسم علم لموضع قبر الحسين (ع) 135 .و ليومنا لم يطرا علي وضعه الطبيعي الذي وصفوه اي تغيير، سوي ارتفاع مستواه و قاعدته عما كان عليه يوم ضمت تربتها اجداث الجثث صفحه 104 الطاهره. فاذا قصد الوارد الي الروضه الزاكيه ينحدر الي الصحن الشريف من كافه جهاته مع اختلاف في الارتفاع الذي كان الجرف لنفس الحوض. و من الممكن ان يكون سبيل مصب المياه فيه كان من قسمه الشرقي لما ورد عن الامام الصادق في ترتيب آداب الزياره منه الدخول الي مستوي هذا الحوض، اي الحاير. و لتوالي الابنيه التي كانت تقام للروضه الطاهره بحكم الضروره و التجديد في ادوار متعاقبه تكون بالتدرج ارتفاع مستواه 136 .بلغني عند تبليط الصحن الاقدس و بناء اسرابه في العقد العاشر من خاتمه القرن الثالث عشر الهجري، شوهد في القسم الجنوبي قطعه من حصن قايم لاحد ادوار تطور البناء يقارب شرفاته مستوي التبليط تقريبا. صفحه 105 و شاهدت بنفسي عند اخذ اساس الضلع الغربي من الصحن بامر المغفور له عبدالحميد الثاني العثماني لتجديد البهو الكبير و غرفه الشماليه في مستهل القرن الرابع عشر: تنور، و الطابق الاول من دور ما لا يقل انخفاضه عن مستوي التبليط باقل من خمسه امتار تقريبا.لم يغب عن ذاكره الحسين (ع) مع حراجه موقفه و تكابده لاهوال غير مستطاعه من عطف النظر حتي الي ما بعد مصرعه ليلا يدع سبيلا لغرض الاشلاء الي الضياع و التلف. اختار مركزا في وسط مستوي هذا الحوض و علمه بفسطاط يقاتلوا امامه و لنقل الاشلاء من مصارعهم في ساحه المعركه اليه. امر فتيانه بحمل ولده (علي) من مصرعه حتي وضعوه بين هذا الفسطاط. و حمل بنفسه الزكيه جسد ابن اخيه القاسم و القاه مع ولده و حوله القتلي من اهل بيته الهاشميين بجانب دون جانب انصاره. و لولا عطفه كان من المستحيل تمايزهم خاصه بعد ان اقتطفت الرووس من الاجساد و رفعت علي الرماح. و امام هذا الفسطاط في نفس الحوض شاهده عبدالله بن عمار البارقي بمفرده و هو راجل، فشد عليه رجاله من يمينه و شماله، حمل عليهم ان ايذعروا قال: ما رايت مكسورا و قيل مكثورا قط قتل ولده و اهل بيته و اصحابه اربط جاشا و لا امضي جانبا و اجرا مقداما قبله و لا بعده مثله. و كانت الرجاله تنكشف عنه يمينا و شمالا انكشاف المعزي اذا شد فيها الذيب. و في عين الحال برزت السيده زينب تقول (ليت السماء تطابقت) و اشارت الي ابنسعد: ايقتل ابوعبدالله و انت تنظر اليه، سالت دموعه علي خده و لحيته و ادار طرفه و هو يتقي الرميه و يفترس العوره و يشد علي الخيل حتي ضربه زرعه بن شريك علي حبل عاتقه و كفه اليسري. و انفرجوا عنه فصار ينوء و يكبو. ان بلغ مقتله من محل مصرعه.
الحائر
- الزيارات: 851