• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

اشارة

وجد الحسين (ع) نفسه بعد وفاه معاويه و تسلم يزيد ابنه مقاليد السلطه الاسلاميه امام خيارين: احلاهما مر، اما السله و المهادنه والذله، او المواجهه والتصدي مع قله العدد والعده، لكن مع اصرار السلطه الحاكمه علي مبايعته، و بما عرف عنه من شهامه واباء، اختار المواجهه والثوره‌ورفع شعارا تعبويا هو: (هيهات منا الذله)، و قرر الخروج من المدينه المنوره خوفا علي ثورته من ان يقضي عليها وهي في المهد. و توجه في‌اول الامر الي مكه المكرمه لثلاث من شعبان سنه ستين للهجره، واختارفي مسيره الطريق العام، ولم يسلك الطرق الفرعيه الوعره مما يغلب علي الظن بان الحسين (ع) كان يبتغي اعلان دعوته علي الراي العام، و هذا الامر لايتحقق علي الوجه الاكمل لو سلك الطرق الجانبيه التي قد تومن له الاستتار لاغير.يذكر الشيخ باقر شريف القرشي انه (ع): سلك الطريق العام الذي يسلكه الناس من دون ان يتجنب عنه، و اشار عليه بعض اصحابه ان يحيد عنه مخافه ان يدركه الطلب من السلطه في يثرب، فاجابهم (ع) و كله ثقه في النفس قايلا:«لا والله لافارقت هذا الطريق ابدا، او انظر الي ابيات مكه، او يقضي الله في ذلك مايحب ويرضي..».ثم ان عدم اتجاه الامام الحسين (ع) الي العراق بصوره مباشره و هو مقصده الرييسي وذهابه الي مكه في موسم الحج يعطينا قناعه راسخه بانه يريد اعلان دعوته علي الملا، وخاصه في هذا الوقت الذي يكون عاده‌ وقتا مناسبا لتجمع الحجيج من كل فج‌ عميق.مهما يكن من امر فانه (ع) توجه الي مكه لثلاث مضين من شعبان سنه ستين للهجره، فاقام بها و قضي فيها عده اشهر: شعبان و رمضان و شوال و ذي القعده.و لابد من التنويه علي ان مكه اصبحت القاعده الرييسيه للمعارضه ضد السلطه الامويه، وفيها تحصن عبد الله بن الزبير المعارض الثاني من حيث الاهميه بعد الحسين بن علي (ع). وكان بامكان الامام ان يتحصن‌في مكه، ويستفيد من موقعها الديني المقدس و طبيعه ارضها الوعره الصالحه لخوض حرب العصابات، لكن الامام (ع) غادرها خوفا علي قدسيتها من الدنس و خشيه‌ من اراقه الدماء فيها.فبادر بالخروج منها قبل ان يبادر الطرف المعادي و يسعي لمحاصرته او اغتياله، حتي ان الفرزدق الشاعر عندما لاقي الحسين(ع) في الطريق ساله باستغراب قايلا له: مااعجلك عن الحج؟!...فاجابه الحسين (ع): «لو لم اعجل لاخذت».اما السلطه الامويه، فبعد ان تبين لها بان الحسين (ع) ـ وهو الذي تحسب له الف‌ حساب ـ قد رفض البيعه وغادر المدينه، ثارت ثايرتها و وضعت قواتها في المدينه و مكه و الكوفه في حاله استنفار دايم لمراقبه‌تحركات الامام في حله و ترحاله.وقد زاد من توجسها وصول سفير الحسين (ع) مسلم بن عقيل الي الكوفه و قيامه باخذ البيعه للحسين (ع) وتهييته للمقدمات اللازمه لمقدم الامام (ع)، و سعيه للسيطره علي بيت الاماره في الكوفه.وكانت الاستخبارات الامويه‌نشطه وفعاله في الكوفه، فقامت بارسال‌التقارير الدوريه عن تحركات مسلم بن عقيل (رض)، وكذلك عن حاله‌امير الكوفه «النعمان بن بشير» الذي كان ـ حسب تقييمهم ـ ضعيفا اومتضاعفا لعدم تصديه الحازم لنشاطات مسلم بن عقيل(ع)، ولعدم سيطرته علي الاوضاع المضطربه في هذه الاماره ذات الاهميه الاستراتيجيه.درست القياده الامويه‌في الشام الموقف من جميع جوانبه؛ فقد عقد يزيد بن معاويه مجلسا استشاريا بحضور احد كبار مستشاريه و يدعي: سرجون النصراني، و كان الاخير قد اشار علي يزيد بتوليه عبيد الله بن زيادوالي البصره علي الكوفه بما عرف عنه من قسوه لامتناهيه وسعه حيله، فاصدر يزيد بن معاويه امرا عسكريا مقتضبا تقدح عباراته نارا و شررا، و مما جاء فيه: «فسر حين تقرا كتابي الكوفه، فتطلب ابن عقيل طلب الخرزه حتي تثقفه فتوثقه او تقتله او تنفيه، والسلام».لقد وجدت القياده الامويه بان‌ مرور الوقت ليس في مصلحتها، فكل‌تاخير او تهاون سوف يودي الي وصول الحسين (ع) الي العراق، و من يهيمن علي هذا البلد الحيوي فسوف يتمكن من تهديد معقل القياده و خطوط مواصلات الشام، و ربما يجدد العراق علي الشام حرب صفين، في وقت تخلو ارض الشام من الداهيتين معاويه وابن العاص.وصل عبيد الله الي الكوفه ليلا متخفيا وعليه عمامه سوداء، و هو متلثم، و الناس قد بلغهم اقبال الحسين (ع) فهم ينتظرون قدومه، فظنوا حين راواعبيد الله انه الحسين، فاخذ لايمر علي جماعه من الناس الا سلموا عليه و قالوا: مرحبا يابن رسول الله، قدمت خير مقدم، فراي من تباشرهم بالحسين ماساءه. ولما ادرك خطوره الموقف، قام بالسيطره علي المراكز الحساسه في الكوفه، و عزل اميرها«النعمان بن بشير»، واتبع اسلوب «الترغيب و الترهيب» مع اهلها، واخذ باعتقال و اعدام كبارالزعماء الموالين للحسين (ع)، وتمكن بواسطه مخابراته من تحديد مكان اقامه «مسلم بن عقيل»(رض) في دار هاني‌ء بن عروه، فسارع الي اعتقاله واعدامه، كما اتخذ تدابير عسكريه عاجله منها ارسال مجموعه من دوريات الاستطلاع لمراقبه حدود الحجاز و سد الطرق منها واليها، كما ارسل دوريه قتاليه مولفه من الف فارس بقياده الحر بن يزيد الرياحي، لتحول دون وصول الحسين (ع) الي الكوفه او الاقاليم القريبه منها، اذ كان‌التخوف الاموي شديدا من وصول الدعوه الحسينيه الي ماوراء الفرات و حدود بلاد العجم.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page