طباعة

في ورود اهل بيت الحسين الي الكوفة

و سار ابن‌سعد بالسبي المشار اليه، فلما قاربوا الكوفه اجتمع اهلها للنظر اليهن. قال الراوي: فاشرفت امراه من الكوفيات فقالت: من اي الاساري انتن؟ فقلن: نحن اساري آل محمد عليهم‌السلام، فنزلت المراه من سطحها فجمعت لهن ملاء و ازرا و مقانع و اعطتهن فتغطين (بها ظ).قال: و كان من النساء علي بن الحسين عليهماالسلام قد نهكته العله و الحسن بن الحسن المثني، و كان قد واسي عمه و امامه في الصبر علي ضرب السيوف و طعن الرماح و انما ارتث و قد اثخن بالجراح، و كان معهم ايضا زيد و عمر (عمرو خ ل) ولدا الحسن السبط عليه‌السلام، فجعل اهل الكوفه ينوحون و يبكون، فقال علي بن الحسين عليهماالسلام، تنوحون و تبكون من اجلنا فمن ذاالذي قتلنا 1121 . صفحه 358 اقول: روي عن عقيله الهاشميين زينب بنت علي بن ابي‌طالب عليهماالسلام: انه لما ضرب ابن‌ملجم اباها و رات اثر الموت فيه عرضت عليه حديث ام‌ايمن و قالت: حدثتني ام‌ايمن بكذا و كذا و قد احببت ان اسمعه منك. فقال عليه‌السلام: يا بنتي الحديث كما حدثتك ام‌ايمن، و كاني بك و نساء (ببنات خ ل) اهلك سبايا بهذا البلد اذلاء خاشعين تخافون ان يتخطفكم الناس، فصبرا صبرا، فو الذي فلق الحبه و برا النسمه ما لله علي ظهر الارض يوميذ ولي غيركم و غير محبيكم و شيعتكم 1122 .قال ابومنصور الطبرسي في الاحتجاج: خطبه زينب بنت علي بن ابي‌طالب عليهماالسلام بحضره اهل الكوفه في ذلك اليوم تقريعا و تانيبا:عن حذام (حذلم خ ل) بن ستير الاسدي قال: لما اتي علي بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام بالنسوه من كربلاء و كان مريضا و اذا نساء اهل الكوفه ينتدبن مشققات الجيوب و الرجال معهن يبكون، فقال زين العابدين عليه‌السلام بصوت ضييل و قد نهكته العله- ان هولاء يبكون فمن قتلنا غيرهم، فاومات زينب بنت علي ابن ابي‌طالب عليهماالسلام الي الناس بالسكوت.قال حذام الاسدي: لم ار و الله خفره قط انطق منها كانها تنطق و تفرغ علي لسان اميرالمومنين علي عليه‌السلام، و قد اشارت الي الناس بان انتصوا، فارتدت الانفاس و سكنت الاجراس ثم قالت بعد حمد الله تعالي و الصلاه علي رسوله صلي الله عليه و آله:اما بعد يا اهل الكوفه، يا اهل الختل و الغدر و الخذل، الا فلا رقات العبره و لا هدات الزفره، انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوه انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا دخلا، هل فيكم الا الصلف و العجب و الشنف و الكذب و ملق الاماء و غز الاعداء، او كمرعي علي دمنه او كفضه (كقصه خ ل) علي ملحوده الا بيس ما قدمت لكم انفسكم ان سخط الله عليكم و في العذاب انتم خالدون. اتبكون صفحه 359 ابي، اجل و الله فابكوا فانكم احرياء بالكباء، فابكوا كثيرا و اضحكوا قليلا، فقد ابليتم بعارها و منيتم بشنارها و لن ترحضوها ابدا، و اني ترحضون قتل سليل خاتم النبوه و معدن الرساله و سيد شباب اهل الجنه و ملاذ حربكم و معاذ حزبكم و مقر سلمكم و اسي كلمكم و مفزع نازلتكم و المرجع اليه عند مقاتلتكم و مدره حججكم و منار محجتكم، الا ساء ما قدمتم لانفسكم و ساء ما تزرون ليوم بعثكم. فتعسا تعسا و نكسا نكسا، لقد خاب السعي و تبت الايدي و خسرت الصفقه و بوتم بغضب من الله و ضربت عليكم الذله و المسكنه. اتدرون ويلكم اي كبد لمحمد صلي الله عليه و آله فرثتم، و اي عهد نكثتم، و اي كريمه له ابرزتم، واي حرمه له هتكتم، و اي دم له سفكتم، لقد جيتم شييا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه و تنشق الارض و تخر الجبال هدا. لقد جيتم بها صلعاء عنقاء سوداء فقهاء شوهاء خرقاء كطلاع الارض و ملاء السماء، افعجبتم ان تمطرت (مطرت خ ل) السماء دما و لعذاب الاخره اخزي و هم لا ينصرون، فلا يستخفنكم المهل فانه عز و جل لا يخفره البدار و لا يخشي عليه فوت الثار، كلا ان ربك لنا و لهم لبالمرصاد.ثم انشات سلام‌الله‌عليها تقول:ماذا تقولون اذ قال النبي لكم ماذا صنعتم و انتم آخر الاممباهل بيتي و اولادي و تكرمتي منهم اساري و منهم ضرجوا بدمما كان ذاك جزايي اذ نصحت لكم ان تخلفوني بسوء في ذوي رحماني لاخشي عليكم اني يحل بكم مثل العذاب الذي اودي علي ارمثم ولت عنهم.قال حذام: فرايت الناس حياري قد ردوا ايديهم في افواههم، فالتفت الي شيخ في جانبي يبكي و قد اخضلت لحيته بالبكاء ويده مرفوعه الي السماء و هو يقول: بابي و امي كهولهم خير الكهول و شبابهم خير شباب و نساوهم خير النساء و نسلهم نسل كريم و فضلهم فضل عظيم، ثم انشد:كهلولهم خير الكهول و نسلهم اذا عد نسل لا يبور و لا يخزي صفحه 360 فقال علي بن الحسين عليهماالسلام: يا عمه اسكتي ففي الباقي من الماضي اعتبار، و انت بحمد الله عالمه غير معلمه فهمه غير مفهمه، ان البكاء و الحنين لا يردان من قد اباده الدهر. فسكتت.ثم نزل عليه‌السلام و ضرب فسطاطه و انزل نساءه و دخل الفسطاط 1123 .