روي الشيخ الاجل علي بن محمد الخزاز القمي 1665 عن عمار انه كان مع رسولالله صلي الله عليه و آله في بعض غزواته، فقال له النبي في بعض حديثه: يا عمار سيكون بعدي فتنه فاذا كان ذلك فاتبع عليا و حزبه فانه مع الحق و الحق معه، يا عمار انك ستقاتل بعدي مع علي في صفين الناكثين و القاسطين ثم تقتلك الفيه الباغيه. قال: قلت يا رسولالله اليس ذلك علي رضا الله و رضاك؟ قال: نعم علي رضا الله و رضاي، و يكون آخر زادك شربه من لبن تشربه.فلما كان يوم صفين خرج عمار بن ياسر الي اميرالمومنين عليهالسلام فقال له: يا اخا رسولالله اتاذن لي في القتال. قال: مهلا رحمكالله، فلما كان بعد ساعه اعاد عليه الكلام فاجابه بمثله، فاعاد عليه ثالثا فبكي اميرالمومنين عليهالسلام، فنظر اليه عمار فقال: يا اميرالمومنين انه اليوم الذي وصف 1666 لي رسولالله صلي الله عليه و آله، فنزل اميرالمومنين عليهالسلام عن بغلته و عانق عمارا و ودعه ثم قال: يا ابااليقظان جزاك الله عن الله و عن نبيك خيرا فنعم الاخ كنت و نعم الصاحب كنت. ثم بكي عليهالسلام و بكي عمار، ثم قال: و الله يا اميرالمومنين ما تبعتك الا ببصيره فاني سمعت رسولالله صلي الله عليه و آله يقول يوم حنين: يا عمار ستكون بعدي فتنه فاذا كان ذلك فاتبع عليا و حزبه فانه مع الحق و الحق معه، و ستقاتل بعدي الناكثين و القاسطين، فجزاك الله يا اميرالمومنين عن الاسلام افضل الجزاء فلقد اديت و ابلغت و نصحت. ثم ركب و ركب اميرالمومنين عليهالسلام، ثم برز الي القتال ثم دعا بشربه من ماء فقيل: ما معنا ماء. فقام اليه رجل من الانصار فاسقاه شربه من لبن، فشربه ثم قال: هذا عهد الي رسولالله صلي الله عليه و آله ان يكون آخر زادي من الدنيا شربه من اللبن. ثم حمل علي صفحه 596 القوم فقتل ثمانيه عشر، فخرج اليه رجلان من اهل الشام فطعناه فقتل رحمهالله عليه.فلما كان الليل طاف اميرالمومنين عليهالسلام في القتلي فوجد عمارا ملقي، فجعل راسه علي فخذه ثم بكي و انشا يقول:الا ايها الموت الذي لست تاركي ارحني فقد افنيت كل خليلاراك بصيرا بالذين احبهم كانت تنحو نحوهم بدليل 1667 .قلت: اذا كان حال اميرالمومنين عليهالسلام بعد قتل عمار هكذا فكيف حال ابنه الحسين عليهالسلام بعد قتل اخيه و ناصره العباس و قد رآه ملقي علي الارض مقطوع اليدين معفر الخدين مضرجا بالدماء مرملا بالعراء.روي ان في غزوه احد لما قتل حمزه رضياللهعنه شق بطنه و اخذ كبده و مثل به، فلما وضعت الحرب اوزارها قال رسولالله صلي الله عليه و آله: من له علم بعمي حمزه؟ فقال له الحارث بن صمه: انا اعرف موضعه. فجاء حتي وقف علي حمزه فكره ان يرجع الي رسولالله صلي الله عليه و آله فيخبره، فقال رسولالله لاميرالمومنين: يا علي اطلب عمك. فجاء علي عليهالسلام فوقف علي حمزه فكره ان يرجع الي رسولالله صلي الله عليه و آله، فجاء رسولالله حتي وقف عليه، فلما راي ما فعل به بكي ثم قال: اللهم لك الحمد و اليك المشتكي و انت المستعان علي ما اري. ثم قال: لين ظفرت لامثلن و لامثلن 1668 فانزل الله عز و جل (و ان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به و لين صبرتم لهو خير للصابرين). فقال رسولالله صلي الله عليه و آله: اصبر اصبر 1669 .و روي ان النبي صلي الله عليه و آله القي علي حمزه برده كانت عليه فكانت اذا مدها علي راسه بدت رجلاه و اذا مدها علي رجليه بدا راسه، فمدها علي راسه صفحه 597 و القي علي رجليه الحشيش و قال: لولا ان احزن نساء عبدالمطلب لتركته للعقبان و السباع حتي يحشر يقوم القيامه من بطون السباع و الطير 1670 .و اما العباس سلاماللهعليه فقد انفلقت هامته في يوم عاشوراء و قطعت يداه و قتل بعد ان اثخن بالجراح و اخذ حكيم بن الطفيل اخزاه الله سلبه، فلما رآه الحسين عليهالسلام بكي. و حكي عنه عليهالسلام قال: الآن انكسر ظهري و قلت حيلتي 1671 .و يحق له عليهالسلام ان يقول ذلك فقد حكي انه قدم لقمان من سفر فلقي غلامه في الطريق، فقال ما فعل ابي؟ قال: مات. قال: ملكت امري. قال: ما فعلت امراتي. قال: ماتت. قال: جدد فراشي. قال: ما فعلت اختي؟ قال: ماتت. قال: سترت عورتي. قال: ما فعل اخي؟ قال: مات. قال: انقطع ظهري 1672 .و حكي انه لما توفي السيد الرضي رضياللهعنه في ست خلون من المحرم سنه ست و اربعمايه حضر الوزير فخر الملك و جميع الاعيان و الاشراف و القضاه جنازته و الصلاه عليه، و مضي اخوه السيد المرتضي رضي الله تعالي عنه 1673 . صفحه 598 من جزعه الي مشهد جده موسي عليهالسلام بن جعفر صلواتاللهعليه لانه لم يستطع ان ينظر جنازه اخيه و دفنه، و صلي عليه فخر الملك ابوغالب و مضي بنفسه آخر النهار الي السيد المرتضي الي المشهد الكاظمي سلامالله علي من شرفه فالزمه بالعود الي داره، و رثاه اخوه المرتضي بابيات منها:يا للرجال لفجعه جذمت يدي و وددت لو ذهبت علي براسيما زلت احذر ردها حتي اتت فحسوتها في بعض ما انا حاسيو مطلتها زمنا فلما صممت لم يثنها مطلي و طول مكاسي صفحه 599 و لقد رثي العباس سلاماللهعليه حفيده الفضل بن محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العباس رضياللهعنهم:اني لاذكر للعباس موقفه بكربلاء وهام القوم تختطفيحمي الحسين و يحميه علي ظم يء و لا يولي و لا يثني فيختلفولا اري مشهدا يوما كمشهده مع الحسين عليه الفضل و الشرفاكرم به مشهدا بانت فضيلته و ما اضاع له افعاله خلف 1674 .(بص): و انا استرق جدا من رثاء امه فاطمه امالبنين رضياللهعنهما الذي انشده ابوالحسن الاخفش في شرح الكامل، و قد كانت تخرج الي البقيع كل يوم ترثيه و تحمل ولده عبيد الله فيجتمع لسماع رثايها اهل المدينه و فيهم مروان بن الحكم فيبكون بشجي الندبه قولها رضياللهعنها:يا من راي العباس كر علي جماهير النقد 1675 .و رواه من ابناء حيدر كل ليث ذو لبدانبيت ان ابني اصيب براسه مقطوع يدويلي علي شبلي امال براسه ضرب العمدلو كان سيفك في يديك لما دنا منه احد(و قولها:)لا تدعوني ويك امالبنين تذكريني بليوث العرينكانت بنون لي ادعي بهم و اليوم اصبحت و لا من بنيناربعه مثل نسور الربي قد و اصلوا الموت بقطع الوتين صفحه 600 تنازع الخرصان اشلاءهم 1676 . فكلهم امسي صريعا طعينيا ليت شعري اكما اخبروا بان عباسا قطيع اليمين 1677 .
اخبار النبي بقتل عمار
- الزيارات: 867