ربيع القرآن
باء: ان شهر رمضان هو ربيع القرآن. وفي هذا المجال لدي ثلاث نصائح اقدمها، فيما يتصل بتلاوة القرآن في شهر رمضان:
1- علينا ان نجتنب قراءة القرآن لوحدنا، بل لنقرأه مع اولادنا وزوجاتنا، ولنبدأ بجلسة القرآن بعد وجبة الافطار مباشرة، وليحضر معنا حتى الطفل الرضيع مهما كان عمره، لان الانسان يتوجه منذ طفولته. وعلى هذا يجب علينا ان نضع برنامجاً لأولادنا، لان لهم حقاً علينا. فالقرآن الكريم يقول : « يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً » (التحريم / 6)، ويقول: « وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا » (طه /132)، فهل يحب أحدنا ان يحترق أولاده في نار جهنم ؟
2- لنقرأ في كل يوم جزء او جزئين من القرآن حسب قدرتنا، ولنخصص في كل يوم وليلة وقتاً معيناً للتدبر في القرآن .
3- لنحاول ان نحفظ سورة واحدة من سور القرآن المتوسطة كسورة الحجر، او الرعد، او ابراهيم. فقد روي في هذا المجال عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : عدد درج الجنة عدد آي القرآن، فاذا دخل صاحب القرآن الجنة قيل له : ارقـأ واقرأ لكل آية درجة فلا تكون فوق حافظ القرآن درجة .([24]) فليحاول كل منا ان يحفظ القرآن حسب استطاعته، وان يضيف الى رصيده في كل سنة سورة، ولاينس ان يقرأ هذه السورة في احدى صلواته. فلا تأتين يوم القيامة، وقد حصل الجميع على جوائز، وتقف أنت وقد لفتك الحسرة والندامة .
فلنفكر في انفسنا؛ اين سنذهب غداً، وماذا سيقولون لنا، وماذا يطلبون منا ؟
ولنعلم ان كلام اللغو واللهو لاينفع، فهو إن لم يضرّك فانه لاينفعك. فمن صفات المؤمنين انهم يعرضون عن اللغو، ويشغلوا انفسهم بدلاً من ذلك بالتسبيح، وقراءة القرآن، وبالتالي فانهم يستفيدون من اوقاتهم. فكل لحظة لايستغلها الانسان، سوف تتحول الى حسرة عليه يوم القيامة. ومن عادة المتحسر انه يعض انامله، ولكنه في يوم القيامة يعض كلتا يديه كما يقول سبحانـه : « وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ » (الفرقان / 27).
_______________________________
([24]) بحار الأنوار / ج 92 / ص 22 / رواية 22.