فاختلف في يومه وشهره ، فقال المفيد في مسارّه وحدائقه والشيخ في مصباحيه وصاحب المناقب ومؤلّف إعلام الورى ومصنّف تاريخ الغفاري في النصف من جمادى الاولى (1).
وقال الفتّال في روضة الواعظين : لتسع خلون من شعبان (2).
وقال في الفصول المهمّة والدروس وكشف الغمّة : في خامس شعبان (3).
واختلف في سنته ، فقال الكليني ، والمفيد في إرشاده ومسارّه والشيخ في تهذيبه والفتّال وابن الخشّاب ، وفي الفصول ، والدروس والكشف والمناقب
وإعلام الورى والتذكرة : إنّه في سنة ثمان وثلاثين (4) ورواه ابن الخشّاب عن الصادق عليهالسلام (5) وبه قال في إثبات الوصيّة (6).
وقال المفيد في حدائقه والشيخ في مصباحيه في ستّ وثلاثين (7). وقيل : في سبع وثلاثين. وقيل : في خمس وثلاثين. ولم أقف على قائلهما.
والتعويل على الأوّل ، فروى الكليني صحيحا ـ على الأصحّ في ابن سنان ـ عن الصادق عليهالسلام أنّه قبض وهو ابن سبع وخمسين سنة في عام خمس وتسعين سنة ... إلخ (8) فإنّه لا ينطبق إلاّ عليه.
وقال عليّ بن أحمد الكوفي في استغاثته : إنّه في سنة إحدى وثلاثين ، حيث جعل سنّه يوم الطفّ ثلاثين. ونقل عن الزيديّة وأنساب العامّة أنّه كان ذلك اليوم من أبناء سبع سنين في قول بعضهم ، وأربع سنين في قول آخر (9). ولا عبرة بقوله ونقله ممّا تفرّد به بعد قول أئمّة الرجال ـ ابن الغضائري والشيخ والنجاشي ـ : إنّ في كتبه تخليطا.
واختلف في أنّه الأكبر سنّا أو أخاه المقتول ، فقال ابن بكّار وابن قتيبة وابن جرير وابن أبي الأزهر والجنابذي ومصعب الزبيري والدينوري والبلاذري والمزني والعمري وأبو الفرج الأصبهاني وصاحب الزواجر من العامّة ، وابن همّام صاحب الأنوار والمسعودي صاحب المروج وأبو الفضل الصابوني وابن إدريس الحلّي من الخاصّة إنّه عليّ الأصغر (10).
وذهب المفيد وعليّ بن أحمد الكوفي في استغاثته والشيخ في رجاله وابنا طاوس ـ عليّ وأحمد ـ والعلاّمة في الخلاصة وابن داود في رجاله إلى أنّه عليّ الأكبر (11) استنادا إلى أنّ الواجب بمقتضى الخبر الصحيح كون الإمام أكبر ولد أبيه (12) ولذا ضلّ جمع في عبد الله بن جعفر الصادق عليهالسلام وهم الفطحيّة ، لكن يشترط فيه عدم العاهة وكان ذا عاهة. وإلى ما رواه الإقبال عن مختصر المنتجب في زيارات عاشوراء زيارة ، وفيها : « وعلى ولدك عليّ الأصغر الّذي فجعت به » (13) والمراد به « ابن ليلى » على المشهور من انحصار التسمية بهما.
لكن الظاهر صحّة القول الأوّل ، والمسلّم من حديث اشتراط الأكبر حين الاستخلاف ، ولم يكن « ابن ليلى » ذاك الوقت حيّا ، والزيارة غير مسندة إلى معصوم.
وقد صرّح أبو الفرج بأنّ المقتول ولد في خلافة عثمان (14) ولا خلاف في أنّ السجّاد عليهالسلام ولد في خلافة جدّه في أوّله أو أوسطه. وقال أيضا : إنّ يزيد لمّا قال للسجّاد عليهالسلام ما اسمك؟ فقال له : عليّ ، فقال : أو لم يقتل الله عليّا؟ قال قد كان لي أخ أكبر منّي يسمّى عليّا فقتلتموه.
وفي أنساب قريش الزبيري : أنّ ابن زياد لمّا قال للسجّاد عليهالسلام : أو لم يقتل الله عليّا؟ قال : كان لي أخ يقال له : عليّ ، أكبر منّي ، قتله الناس (15).
هذا ، وأمّا خبر الخصال عن سليم في الأئمّة الاثني عشر « فابنه عليّ بن الحسين الأكبر » (16) فالظاهر أنّ « الأكبر » كان حاشية ممّن عقيدته ذلك ، فخلط بلفظ الخبر ، فالكليني والنعماني والشيخ رووا الخبر بدونه (17) كما أنّ الظاهر أنّ « الأصغر » في الزيارة المتقدّمة كان كذلك.
وخالف كمال الدين بن طلحة الإجماع فوصفه عليهالسلام بالأوسط (18) زاعما أنّ الرضيع هو الأصغر مع أنّه مسمّى بعبد الله بالاتّفاق ، والمسمّى بعليّ ينحصر به عليهالسلام وبابن ليلى.
__________________
(1) مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٥٢ ، مصباح المتهجّد : ٧٩٢ ، المناقب ٤ : ١٧٥ ( وفيه جمادى الآخرة ) ، إعلام الورى : ٢٥١ ( وفيه جمادى الآخرة ) ولا يوجد عندنا حدائق المفيد ، وتاريخ الغفاري.
(2) روضة الواعظين : ٢٠١.
(3) الفصول المهمّة : ٢٠١ ، الدروس ٢ : ١٢ ، كشف الغمّة ٢ : ٧٣.
(4) الكافي ١ : ٤٦٦ ، الإرشاد : ٢٣ ، مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٥٣ ، التهذيب ٦ : ٧٧ ، روضة الواعظين : ٢٠١ ، الفصول المهمّة : ٢٠١ ، الدروس ٢ : ١٢ ، كشف الغمّة ٢ : ٧٣ ، المناقب ٤ : ١٧٥ ، إعلام الورى : ٢٥١ ، تذكرة الخواصّ : ٣٢٤.
(5) عنه في كشف الغمّة ٢ : ١٠٥.
(6) إثبات الوصيّة : ١٤٥.
(7) مصباح المتهجّد : ٧٩٢ ، وعن حدائق الرياض السيّد في الإقبال : ٦٢١.
(8) الكافي ١ : ٤٦٨.
(9) الاستغاثة : ٨٤.
(10) السرائر ١ : ٦٥٥ ، ونقل عن المذكورين أيضا.
(11) الإرشاد : ٢٥٣ ، الاستغاثة : ٨٤ ، رجال الطوسي : ١٠٢ ، الخلاصة : ٩١ ، رجال ابن داود : ٢٤٠. ولم نظفر بمأخذ ما نسبه إلى ابني طاوس.
(12) الكافي ١ : ٢٨٤.
(13) إقبال الأعمال : ٥٧٢.
(14) مقاتل الطالبيّين : ٥٣.
(15) نسب قريش : ٥٨.
(16) الخصال : ٤٧٧ ، أبواب الاثني عشر ، ح ٤١.
(17) الكافي ١ : ٥٢٩ ، الغيبة للنعماني : ٦٠ ، الغيبة للشيخ : ٩١.
(18) لم يصرّح بلفظ « الأوسط » نعم يستفاد من كلامه ، راجع مطالب السئول : ٢٦٨.
وأمّا مولد السجّاد عليهالسلام
- الزيارات: 946