• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المسألة العاشرة الرد على نهي البديري عن زيارة معالم المدينة المنورة

قال البدير: (أيها الزائر المكرم! لايشرع زيارة شيء من المساجد في المدينة النبوية سوى هذين المسجدين مسجد رسول الله ومسجد قبا، ولايشرع للزائر ولغيره قصد بقاع بعينها يرجو الخير بقصدها أو التعبد عندها، لم تستحب الشريعة قصدها، وليس من المشروع تتبع مواطن أو مساجد صلى فيها رسول الله (ص) أو غيره من الصحابة الكرام، لقصد الصلاة فيها أو التعبد بالدعاء ونحوه عندها وهو (ص) لم يأمر بقصدها ولم يحث على زيارتها.
فعن المعرور بن سويد قال: خرجنا مع عمر بن الخطاب (رض) فعرض لنا في بعض الطريق مسجد فابتدر ناس يصلون، فقال (رض) : ماشانهم؟ وقال: هذا مسجد رسول الله (ص) فابتدر الناس يصلون فيه، فقال عمر (رض) : يا أيها الناس، إنما هلك من كان قبلكم باتباعهم مثل هذا حتى أحدثوها بيعاً، فمن عرضت له فيه صلاة فليصل، ومن لم تعرض فيه صلاة...) أخرجه بن أبي شيبة.
ولما بلغ عمر بن الخطاب (رض) أن ناساً يأتون الشجرة التي بويع تحتها النبي (ص) أمر بها فقطعت. أخرجه بن أبي شيبة) .
أيها المسلمون! ويشرع لزوار المدينة من الرجال زيارة أهل بقيع الغرقد وشهداء أحد للسلام عليهم والدعاء لهم.
عن أبي هريرة (رض) قال:كان رسول الله يعلمهم إذا خرجوا المقابر يقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم عافية) . أخرجه مسلم.
وزيارة القبور إنما شرعت لمقصدين عظيمين أولهما للزائر لغرض الإعتبار والإدكار، وثانيهما للمزور بالدعاء لهم والترحم عليهم والإستغفار.
ويشترط لجواز زيارة القبور عدم القول الهجر، وأعظمه الشرك والكفر. فعن أبي هريرة (رض) أن رسول الله (ص) قال: كنت نهيتكم عن زيارة القبورفمن أراد أن يزورفليزر ولاتقولوا هجرًا. أخرجه النسائي.
فلا يجوز الطواف بهذه القبور ولا غيرها، ولا الصلاة اليها ولابينها، ولا التعبد عندها بقرائة القرآن أو الدعاء أو غيرها، لأن ذلك من وسائل الإشراك برب الأملاك والأفلاك، ومن اتخاذها مساجد حتى ولو لم يبن عليها مسجد. فعن عائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: (لما نزل برسول الله (ص) الموت طفق يطرح خميصة على وجهه فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. يحذر ما صنعوا. أخرجه البخاري. وقال عليه الصلاة والسلام: إن من شرار الناس من تدرك الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد. أخرجه أحمد.
وعن أبي مرفد الغنوي (رض) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأرض كلها مسجد، إلا المقبرة والحمام. أخرجه أحمد.
وفي حديث أنس (رض) (إن النبي (ص) نهى أن يصلى بين القبور. أخرجه المحبان. ولايجوز السجود على المقابر، بل ذلك وثنية الجاهلية، وشذوذ الفكري، وتخلف عقلي.
ولا يجوز لزائر تلك القبور ولاغيرها التبرك بها بمسحها بتقبيلها أو إلصاق شيء من أجزاء البدن أوالإستشفاء بتربتها بالتمرغ عليها، أو أخذ شيء منها للإغتسال بها.
ولا يجوز لزائرها أو غيره دفن شيء من شعره أو بدنه أو مناذيره، أو وضع صورته أو غير ذلك مما معه، في تربتها لقصد البركة.
ولا يجوز رمي النقود أو شئ من الطعام كالحبوب ونحوها عليها، فمن فعل شيئاً من ذلك وجب عليه التوبة وعدم العودة.
ولا يجوز تخليقها ولا تقبيلها، والقسم على الله بأصحابها.
ولايجوز سؤال الله بهم أو بجاهم وحقهم، بل ذلك توسل محرم من وسائل الشرك.
ولا يجوز تصوير القبور، لأن ذلك وسيلة إلى تعظيمها والإفتتان بها) .
*  *

أولاً: أنهم انتقصوا من مقام المدينة المنورة وخالفوا النبي صلى الله عليه وآله

مشكلة بعض الناس أنهم لايعرفون قدر النبي صلى الله عليه وآله ولا قدر مدينته المنورة! وإلا فإن المسلم السويّ يكفيه أن يتذكر المدينة حتى ينبض قلبه بحبها، ويستشرف نسيم بقاعها الطاهرة، وما أن يدخل الى رحابها حتى يتنفس هواءها العابق فيشم منه نفح النبي وآله الأطهار وأصحابه الأبرار صلى الله عليه وآله وأنفاسهم المقدسة، وحياتهم وجهادهم الذي افتخر به الملأ الأعلى!
نقول ذلك، لأن أصح مصادرهم روت في فضل المدينة ما يهز الوجدان!
ففي البخاري ج2ص221:
(عن أبي هريرة أنه كان يقول لو رأيت الظباء بالمدينة ترتع ماذعرتها، قال رسول الله (ص) : ما بين لابتيها حرام) .
وفي فتح الباري ج4 ص79:
(وفي هذا الحديث فضل المدينة على البلاد المذكورة، وهو أمر مجمع عليه، وفيه دليل على أن بعض البقاع أفضل من بعض، ولم يختلف العلماء في أن للمدينة فضلاً على غيرها، وإنما اختلفوا في الأفضلية بينها وبين مكة) . انتهى.
بل رووا أن تراب المدينة شفاء للمرض، ففي صحيح البخاري ج7 ص24: (عن عائشة قالت كان رسول الله (ص) يقول في الرقية: بسم الله تربة أرضنا، وريقة بعضنا، تشفي سقيمنا، بإذن ربنا) .
وفي سنن أبي داود ج2 ص227:
(للإنسان إذا اشتكى يقول بريقه، ثم قال به في التراب...)
وفي مستدرك الحاكم ج4 ص412:
(عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا اشتكى الإنسان الشئ منه أو كانت به قرحة أو جرح، قال النبي صلى الله عليه وآله بإصبعه هكذا ووضع سبابته بالأرض ثم رفعها:بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) .
وقال النووي في شرح مسلم ج1 4 ص 184:
(قال جمهور العلماء المراد بأرضنا هنا جملة الأرض، وقيل أرض المدينة خاصة لبركتها) .
وفي فتح الباري ج10ص177:
(تنبيه: أخرج أبو داود والنسائي ما يفسر به الشخص المرقي، وذلك في حديث عائشة أن النبي (ص) دخل على ثابت بن قيس بن شماس وهو مريض فقال: إكشف الباس رب الناس، ثم أخذ تراباً من بطحان فجعله في قدح، ثم نفث عليه، ثم صبه عليه) .
وفي عون المعبود ج10ص264:
(وصب ذلك التراب المخلوط بالماء (عليه) أي ثابت بن قيس، والمعنى أي جعل الماء في فيه، ثم رمى بالماء على التراب، ثم صب ذلك التراب المخلوط بالماء على ثابت بن قيس......قال الحافظ ابن القيم: هذا من العلاج السهل الميسر النافع المركب، وهي معالجة لطيفة يعالج بها القروح والجراحات الطرية) . انتهى.
وابن القيم هذا هو تلميذ ابن تيمية، وهو متعصب له ولأفكاره!
فما دامت مكانة المدينة المنورة وتربتها عند الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله بهذه المكانة العظيمة، فكيف يقبل العقل أن يقول خطيب المسجد النبوي للحجاج (وليس من المشروع! تتبع مواطن أو مساجد صلى فيها رسول الله (ص) أو غيره من الصحابة الكرام، لقصد الصلاة فيها أو التعبد بالدعاء ونحوه عندها) .
ألا يفكر هؤلاء المتطرفون قليلاً قبل أن يطلقوا عشرات فتاوي التحريم من منبر مسجد النبي ويصفعوا بها وجوه حجاج بيت الله وزوار قبر نبيه صلى الله عليه وآله؟!
فكيف صار الحجاج أكفر الكافرين، وصارت أعمالهم في حرم نبيهم ومدينته المنورة، وصلاتهم في بقاعها المباركة، ودعاءهم فيها، صارت كلها معاصي وذنوباً وآثاماً، وبدعاً وشركاً؟!
لقد شذ هذا البدير ورفقاؤه حتى عن مذهبهم! فإن كانوا يفتون لأنفسهم فهو أمر يخصهم، لكن ليسمحوا من فضلهم لأمة رسول الله صلى الله عليه وآله التي لاتقلدهم، أن تأخذ بفتاوي أئمة مذاهبها بالتبرك بكل بقاع المدينة وذرات ترابها الطاهر، والصلاة والدعاء فيها، وتقديس مائها وهوائها!
والحمد لله أن المسلمين لايعيرون بالاً لفتاوي هؤلاء، بل تراهم يأخذون بالتوجيه المروي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (ومن المشاهد بالمدينة التي ينبغي أن يؤتى إليها وتشاهد، ويصلى فيها وتتعاهد: مسجد قبا، وهو المسجد الذي أسس على التقوى، ومسجد الفتح، ومشربة أم إبراهيم، وقبر حمزة، وقبور الشهداء. وينبغي للزائر أن يكون آخر عهده خارجاً من المدينة قبر النبي صلى الله عليه وآله يودعه كما يفعل يوم دخوله ويقول كما قال، ويدعو ويودع بما تهيأ له من وداع، وينصرف) . (البحار ج96 ص 379) .
وحتى لايقال إن هذا مغالاة من الشيعة في تقديس بقاع المدينة لارتباطها بأهل البيت عليهم السلام، نسجل أن أئمة أهل البيت عليهم السلام قد فضلوا مكة المكرمة عليها بينما فضل بعض علماء السنة المدينة على مكة!
قال ابن حجر في فتح الباري ج13ص259:
(وقد احتج أبو بكر الأبهري المالكي بأن المدينة أفضل من مكة بأن النبي صلى الله عليه وسلم مخلوق من تربة المدينة وهو أفضل البشر، فكانت تربته أفضل الترب. انتهى. وكون تربته أفضل الترب لا نزاع فيه، وإنما النزاع هل يلزم من ذلك أن تكون المدينة أفضل من مكة، لأن المجاور للشئ لو ثبت له جميع مزاياه لكان لما جاور ذلك المجاور نحو ذلك، فيلزم أن يكون ما جاور المدينة أفضل من مكة وليس كذلك اتفاقاً. كذا أجاب به بعض المتقدمين وفيه نظر) .انتهى.
ولم يحكم ابن حجر بأن مكة أفضل من المدينة!
بينما روى الصدوق في الفقيه ج2ص243:
عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: (أحب الأرض إلى الله تعالى مكة، وما تربة أحب إلى الله عز وجل من تربتها، ولا حجر أحب إلى الله عز وجل من حجرها، ولا شجر أحب إلى الله عز وجل من شجرها، ولا جبال أحب إلى الله عز وجل من جبالها، ولا ماء أحب إلى الله عز وجل من مائها) . انتهى.
نعم قد يوافق مذهبنا على ما قاله البهوتي في كشاف القناع ج2 ص548، قال: (قال في الفنون: الكعبة أفضل من مجرد الحجرة فأما والنبي (ص) فيها، فلا والله، ولا العرش وحملته والجنة، لأن بالحجرة جسداً لو وزن به لرجح. قال في الفروع: فدل كلام أحمد والأصحاب على أن التربة على الخلاف) . انتهى.
وقصده أن أحمد ابن حنبل وأصحابه يفضلون الكعبة على الحجرة النبوية، أما على التربة المدفون فيها النبي صلى الله عليه وآله، فمحل خلاف.

ثانياً: لمحة من جرائم فتاواهم في إزالة آثار النبي وآله صلى الله عليه وآله

لماذا هذه الحساسية عند هؤلاء المتطرفين من قباب المدينة المنورة، ومعالمها، ومساجدها الكثيرة، المباركة؟! فقد تتبعوا آثار النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته الأطهار عليهم السلام وصحابته الأبرار، في ربوع المدينة المنورة، وأبادوها!
وما زالوا يتتبعون ما بقي منها ويبيدونه! كأنهم إلى الآن لم يشفوا ما في قلوبهم من الغيظ من آثار النبي وآله الطاهرين صلى الله عليه وآله!!
لقد قاموا بهجومهم الكبير في8 شوال 1344 على مشهد الأئمة من أهل البيت النبوي صلى الله عليه وآله، وكان أكبر مشهد في البقيع، يقع على ربوتها الوحيدة التي هي أعلى نقطة فيها، فهدموا قبابه وخربوا ضريحه، وهدموا كل القباب المباركة وضرائحها المشيدة في البقيع وفي المدينة وضواحيها، وسووا قبورها الطاهرة بالأرض، وأزالوا مئات الآثار المميزة، وحرموا الأجيال من وثائق إسلامية مادية، وشواهد عينية محسوسة من حياة النبي وآله الطاهرين صلى الله عليه وآله وأصحابه الميامين!!
وفي كل سنة تراهم مدوا أيديهم الطويلة إلى أثر آخر فحرفوه، أو أزالوه! وفي سنة 1422 أخبرني بعض الحجاج بآخر تحريف قاموا به في الضريح النبوي الشريف، ثم تأكدت منه بنفسي حيث غيروا الكتابة التي على الشبابيك الثلاثة من جهة الرأس الشريف، وهي كتابة مصنوعة من النحاس على شكل تاج مثلث مكتوب فيه (يا الله يا محمد) وكانوا قاموا قبل سنوات بإزالة ياء النداء من الثانية فصارت الكتابة (يا الله ا محمد) وقد اشتريتُ صورتها بهذا الشكل المحرف كوثيقة.. وهذه السنة غيروا العبارة الى (يا الله يا مجيد) ! وإن سألتهم لماذا اخترتم (مجيد) من الأسماء الحسنى التسع والتسعين؟ لأجابوك لأنه أقرب إلى اسم (محمد) لكي نحافظ على شكل ما كان موجوداً! وهذا من مهارتهم في التدليس في تحريف نصوص الدين وآثاره، حيث يحرفون المضمون، ويبقون الشكل ليغشوا المسلمين!
كل هذا لأن أذهانهم الهوجاء وسليقتهم العوجاء تتخيل أن نداء النبي صلى الله عليه وآله (يا محمد) والتوسل به الى الله تعالى، شرك وكفر!!
أضف إلى ذلك أنهم حذفوا أوغيَّروا كثيراً من الكتابات وأبيات الشعر التي كانت على الضريح النبوي، وعلى أعمدة الروضة في المسجد الشريف!
وأزالوا الضريح الرمزي لفاطمة الزهراء عليه السلام في أواخر الحجرة النبوية الشريفة وغيروا مكان أبواب الحرم، ومنها باب جبرائيل، فموضعه الحالي ليس موضعه الأصلي، وقد جعلوا مكانه شباكاً. وأزالوا باب علي عليه السلام وهو من جهة البقيع، سدوه عند تجديد الحائط الشرقي، وجعلوا مكانه شباكاً.
وأزالوا الرخامة المكتوب عليها آية تغير القبلة في مسجد القبلتين! وهدموا كثيراً من المزارات الشريفة والآثار المباركة، وأزالوها.
وقد لاحقت فتاويهم ومعاولهم كل مكان في المدينة المنورة، حتى النخلات التي غرسها النبي صلى الله عليه وآله بيده، التي واصل المسلمون غَرْسَ مكانها من فِسْلانها كلما شاخت، فبقيت أثراً مباركاً يستشفي المسلمون بتمرها، وقد كانت الى مدة قريبة في بستان سلمان الفارسي رضي الله عنه، وقد أكلتُ منها للتبرك قبل أكثر من عشرين سنة، فطالتها معاولهم!
ولا يتسع المجال لتعداد أفاعيلهم في آثار النبي وآله صلى الله عليه وآله وأصحابه، التي جعلتهم منفورين عند كل مسلمي العالم بكل مذاهبهم!
فيكفي للمسلم أن يتذكر تكفيرهم للمسلمين، ومنعهم من تعظيم سيد المرسلين، حتى يشمئز منهم. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
لكن من عجائب هؤلاء المشايخ أن فتاويهم ومعاولهم خرست أمام حصن زعيم اليهود كعب بن الأشرف، العدو اللدود للنبي صلى الله عليه وآله، فما زال حصنه وآثاره في المدينة سليمةً معافاة! كأنهم أفتوا بوجوب المحافظة عليها؟!
ففي كتاب تاريخ معالم المدينة المنورة قديماً وحديثاً، لأحمد ياسين الخياري مع تعليق عبيد الله محمد أمين كردي، إصدار نادي المدينة المنورة الأدبي، مطابع شركة دار العلم في السعودية، كتب مؤلفه ص22:
(بقية حصن كعب بن الأشرف بأعلى بطحان وليس بالعوالي، قبل سد العوالي للصاعد إليه من العوالي، وترى آثاره على اليمين بعد حديقة البلدية بخسمأة متر تقريباً، وعليها لافتة من إدارة الآثار تمنع تغيير المعالم) !!
وفي موقع:
http://www.al-madinah.org/arabic/137.htm:

فارع، حصن كعب بن الأشرف

وهو قلعة صغيرة مبنية على هضبة صخرية في المنطقة الجنوبية الشرقية للمدينة، يبلغ طول الحصن 33 متراً، وعرضه 33 متراً، وارتفاع ما بقي من جدرانه 4 أمتار، وسمكها متر، وله باب واحد من الجهة الغربية، وثمانية أبراج ضخام مبنية من حجارة ضخمة، طول بعضها 140سم، وعرضها 80 سم، وسمكها 40 سم، وبوسطه رحبة واسعة مربعة تبلغ مساحتها ألف متر. وبجوانب الحصن من الداخل10 غرف، وبداخله بئر، وقد خرب هذا الحصن عندما أجلى الرسول (ص) بني النضير عن المدينة، وسمح لهم بحمل ما يستطيعون حمله من أمتعة دون السلاح.
وصاحب هذا الحصن كعب بن الأشرف، وهو يهودي عربي من قبيلة نبهان! أمه من بني النضير، وكان يؤلب المشركين على حرب المسلمين بشعره ويؤذي المسلمين، فأمر النبي (ص) بقتله، فذهب بعض الصحابة واحتالوا عليه وأخرجوه من حصنه ليلاً، وقتلوه سنة 2 للهجرة.
للتوسع: آثار المدينة المنورة / عبدالقدوس الأنصاري ص61. انتهى.
فما هو قصدهم بقولهم (وهو يهودي عربي من قبيلة نبهان) ؟! وهل عندنا قبائل عربية يهودية؟! لقد وقعوا في فخ الحزب القرشي حيث زعم أن كعباً كان عربياً، ليخفف من مؤامراته على الإسلام ونبيه صلى الله عليه وآله! فمتى سمح اليهود لعربي أن يترأس فيهم، خاصة بنو النضير أكثر اليهود تعصباً؟!
قال البيهقي في سننه ج9ص183:
(بعث رسول الله (ص) حين فرغ من بدر بشيرين إلى أهل المدينة، زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة، فلما بلغ ذلك كعب بن الأشرف فقال: ويلك أحق هذا؟! هؤلاء ملوك العرب وسادة الناس، يعني قتلى قريش، ثم خرج إلى مكة فجعل يبكى على قتلى قريش، ويحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم) !.
وفي فتح الباري ج7ص259:
(باب قتل كعب بن الأشرف أي اليهودي، قال بن إسحاق وغيره...وكان طويلاً جسيماً ذا بطن وهامة، وهجا المسلمين بعد وقعة بدر، وخرج إلى مكة فنزل على بن وداعة السهمي.... كان شاعراً وكان يهجو رسول الله (ص) ويحرض عليه كفار قريش....قدم على مشركي قريش فحالفهم عند أستار الكعبة على قتال المسلمين. ومن طريق أبي الأسود عن عروة أنه كان يهجو النبي (ص) والمسلمين ويحرض قريشاً عليهم...صنع طعاماً وواطأ جماعة من اليهود أنه يدعو النبي (ص) إلى الوليمة فإذا حضر فتكوا به، ثم دعاه فجاء ومعه بعض أصحابه فأعلمه جبريل بما أضمروه بعد أن جالسه، فقام فستره جبريل بجناحه فخرج، فلما فقدوه تفرقوا! فقال (صلى الله عليه وآله) حينئذ من ينتدب لقتل كعب) . انتهى.
فليت هؤلاء المشايخ يعاملون آثار النبي وأهل بيته وأصحابه صلى الله عليه وآله كما يعاملون آثار حصن كعب اليهودي!
بل ليتهم عاملوا مساجد المدينة الأثرية المباركة كما عاملوا حصن كعب اليهودي؟! فقد هدموا مسجد السـقيا الذي هو أحد المساجد السبعة المشهورة، وكذلك مسجد الشمـس الذي رد الله فيه الشمس من عند غروبها الى وقت العصر، فكانت معجزة للنبي صلى الله عليه وآله، فقد هدموه وجعلوه ورشة حدادة! وأقفلوا مسجد الغمامة، القريب من مسجد النبي صلى الله عليه وآله ومنعوا الزوار من التبرك به والصلاة فيه، مقدمةً لهدمه!
قلت لأحد هؤلاء المشايخ: مادامت آثار النبي وآله وأصحابه صلى الله عليه وآله وقبابهم على قبورهم بدعة يجب أن تهدم، لسد ذرائع الشرك وعبادة غير الله تعالى، فأفتوا لنا بهدم قبة أحمد بن حنبل في بغداد، ونحن نكفيكم إياها؟!
فنظر اليَّ بغضب ولم يجب! وحسبنا الله ونعم الوكيل.

*  *


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page