طباعة

1 ـ تعارض الحديث عن علي في وقت التحريم

لقد روي هذا الحديث عن الزهري، عن الحسن بن محمد بن علي وأخيه عبدالله بن محمد بن عليّ، عن أبيهما، عن علي عليه السلام أنه قال لابن عبّاس:
«إنك رجل تائه، إن رسول الله نهى عنها يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمرالإنسية» (1).
وعن الزهري، عنهما، عن أبيهما، عن علي... «يوم حنين»(2).
وعن الزهري، عن عبدالله بن محمد بن عليّ، عن أبيه، عن عليّ:
«إن النبي نهى عنها في غزوة تبوك»(3).
وعن... محمد بن الحنفية أنه قال عليه السلام لابن عبّاس:
«إنك رجل تائه، إن رسول الله نهى عن متعة النساء في حجة الوداع»(4).
وعن الشافعي عن مالك باسناده عن علي:
«إن رسول الله نهى يوم خيبرعن أكل لحوم الحمر الأهلية» ولم يزد على ذلك، وسكت عن قصّة المتعة»(5).
فهذه أخبارهم بالسند الواحد عن أمير المؤمنين عليه السلام حول أمر واحد... !!
فإن قلت: ليس كلها بصحيح عندهم.
قلت: أما الأول فقد اتفقوا على صحّته واستندوا إليه في بحوثهم.
وأما الثاني فهو عند النسائي وكتابه من صحاحهم.
وأما الرابع الذي رواه الطبراني فقد أورده الهيثمي وقال: «رجاله رجال الصحيح»(6).
نعم، الثالث ذكره النووي ثم قال نقلاً عن القاضي عياض: «لم يتابعه أحد على هذا وهوغلط»(7).
وقال ابن حجر: «وأغرب من ذلك رواية إسحاق بن راشد عن الزهري عنه بلفظ: نهي عن غزوة تبوك عن نكاح المتعة وهوخطأ أيضاً»(8).
أما الخامس فتتعلق به نقاط:
إنه لو كان قد ثبت عنده نهي عن المتعة يوم خيبر لما سكت عن القصة، لأنه تدليس قبيح كمالايخفى.
لكن الشافعي نفسه مّمن يرى أن التحريم من النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وفي يوم خيبر(9).
مضافاً إلى أن الحديث عن مالك، وهويروي في الموطأ: عن الزهري، عن عبدالله والحسن، عن أبيهما محمد بن الحنفية، عن أبيه علي أنه قال: «نادى منادي رسول الله، نادى يوم خيبر: ألا إن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه [وآله] وسلم ينهاكم عن المتعة»(10).


____________
(1) صحيح مسلم بشرح النووي ـ هامش القسطلاني ـ 6|129.
(2) سنن النسائي 6|126.
(3) المنهاج في شرح مسلم ـ هامش القسطلاني ـ 6|130.
(4) مجمع الزوائد 4|265.
(5) عمدة القاري ـ شرح البخاري.
(6) مجمع الزوائد 4|265.
(7) المنهاج ـشرح صحيح مسلم ـ 6|131.
(8) فتح الباري |137
(9) زاد المعاد في هدي خير العباد.
(10) الموطأ 2|74 بشرح السيوطي.