فقال الكليني وشيخه عليّ بن محمّد ، والمفيد في إرشاده ومسارّه ، والشيخ في مصباحه ، والكراجكي في نصف شعبان (١). ورواه الإكمال عن موسى بن محمّد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليهالسلام عن حكيمة (٢) وغيبة الشيخ عن موسى بن محمّد ابن جعفر ، وعن أبي عبد الله المطهّري عن حكيمة (٣). وهداية ابن حمدان وإثبات المسعودي عن جماعة من الشيوخ (٤) منهم علاّن الكليني وموسى بن محمّد وأحمد بن جعفر.
ولعلّ « موسى بن محمّد بن جعفر » في إسناد الغيبة محرّف « موسى بن محمّد ابن القاسم بن حمزة » كما في الإكمال ، أو محرّف « موسى بن محمّد وأحمد بن جعفر » كما في الهداية والإثبات.
وقال الفضل بن شاذان في غيبته المنقولة عن خطّ العاملي عن خطّ بعض المحدّثين : حدّثنا محمّد بن عليّ بن حمزة بن الحسين بن عبد الله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام قال : سمعت أبا محمّد يقول : قد ولد وليّ الله وحجّته على عباده وخليفته من بعدي مختونا ، ليلة النصف من شعبان ، سنة خمس وخمسين ومائتين ، عند طلوع الفجر ، وكان أوّل من غسله رضوان خازن الجنان مع جمع من الملائكة المقرّبين بماء الكوثر والسلسبيل ، ثمّ غسلته عمّتي حكيمة ... الخبر (٥).
وروى ابن حمدان أيضا : أنّه في ثامن شعبان (٦) وبه قال الحسن بن محمّد القمّي في تاريخ قم (7) ورواه الإكمال عن غياث بن اسيد (8).
ونقل المجلسي عن مؤلّف من الأصحاب رواية في كونه ثالث شعبان وقال كمال الدين بن طلحة في الثالث والعشرين من شهر رمضان ونقل الإكمال عن أبي الأديان وابن خيرويه وحاجز الوشاء وأبي سهل بن نوبخت عن عقيد الخادم غرّة شهر رمضان (9).
وروى الغيبة بإسناده عن محمّد بن إبراهيم وبإسناده عن محمّد بن عليّ بن بلال كليهما عن حكيمة ليلة النصف من شهر رمضان (10). هذا شهره ويومه.
وأمّا سنته فقال الكليني وشيخه والمفيد في إرشاده والكراجكي والفضل ـ كما تقدّم ـ أنّه سنة خمس وخمسين. ورواه الإثبات والهداية ـ كما تقدّم ـ ورواه الغيبة عن أبي عبد الله المطهّري في إسناد ، ومحمّد بن إبراهيم ومحمّد بن عليّ بن بلال في آخر عن حكيمة :
وقال المسعودي في الإثبات : إنّه سنة ستّ وخمسين. (11)
وفي باب من رآه عليهالسلام من الغيبة خبر سنده أحمد بن عليّ الرازي ، عن محمّد ابن عليّ ، عن محمّد بن عبد ربّه الأنصاري الهمداني ( إلى أن قال ) فسألت الهمداني فقلت : غلام عشاريّ القدّ أو عشاريّ السنّ ، لأنّه روي أنّ الولادة كانت سنة ستّ وخمسين ومائتين ... إلخ (12).
وهو يدلّ على أنّه كان مشهورا. ورواه الإكمال بإسناده عن معلّى بن محمّد (13) ورواه أيضا باسناده عن غياث بن اسيد (14) ورواه بإسناده عن أبي هارون ـ رجل من أصحابنا ـ وقال : رأيته عليهالسلام (15).
وروى الغيبة عن علاّن : أنّه رواه بإسناده (١6) لكن في نسخة الإثبات : أنّه روى في سنة خمس وخمسين (17). لكن الظاهر كونه من تحريف النسّاخ ، لوقوع التحريف في نسخته كثيرا ، ولأنّ الخبر مشتمل على كون مولده عليهالسلام بعد مضيّ أبي الحسن عليهالسلام بسنتين ، ولا خلاف في أنّ وفاته كانت سنة أربع (18) فلا يصحّ إلاّ أن يكون مولده عليهالسلام سنة ستّ ، وبه قال أبو سهل النوبختي ، فروى الشيخ في أخبار من رآه عليهالسلام عن أحمد بن عليّ الرازي ، عن محمّد بن عليّ ، عن عبد الله بن محمّد بن جابان الدهقان ، عن أبي سليمان داود بن غسّان البحراني ، قال : قرأت على أبي سهل إسماعيل بن عليّ النوبختي قال : مولد م ح م د بن الحسن بن عليّ عليهالسلام ( إلى أن قال ) ولد بسامراء سنة ستّ وخمسين ومائتين ، أمّه صيقل وكنّي أبا القاسم ، بهذه الكنية أوصى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ... الخبر (19).
وإليه ذهب الشيخ فقال : قد بيّنّا بالأخبار الصحيحة بأنّ مولد صاحب الزمان عليهالسلام كان في سنة ستّ وخمسين ومائتين (20).
وقال المفيد في مسارّه : إنّه سنة أربع وخمسين. ورواه الإكمال عن أبي الأديان وابن خيرويه وحاجز الوشّاء ، عن عقيد الخادم (21).
وفي الرواية الّتي نقلها المجلسي عن بعض مؤلّفات الأصحاب سنة سبع وخمسين (22) وعن أحمد بن محمّد الفاريابي ، وكمال الدين بن طلحة سنة ثمان وخمسين (23) وهو المفهوم ممّا رواه الإكمال بإسناده عن عليّ بن محمّد قال : حدّثني محمّد والحسن ابنا عليّ بن إبراهيم في سنة تسع وسبعين ومائتين قالا : حدّثنا محمّد بن عليّ بن عبد الرحمن العبدي من عبد قيس ، عن ضوء بن عليّ العجلي ، عن رجل من أهل فارس سمّاه ، قال : أتيت سرّ من رأى فلزمت باب
أبي محمّد عليهالسلام فدعاني من غير أن أستأذن ، فلمّا دخلت وسلّمت قال لي : يا فلان كيف حالك؟ ثمّ قال اقعد يا فلان ، ثمّ سألني عن رجال ونساء أشتري لهم الحوائج من السوق ، وكنت أدخل عليه من غير إذن إذا كان في الدار الرجال فدخلت يوما وهو في الدار والرجال ليست عنده ، فسمعت حركة في البيت وناداني مكانك لا تبرح! فخرجت عليّ جارية معها شيء مغطّى ثمّ ناداني ادخل ، فدخلت ونادى الجارية فرجعت وقال لها : اكشفي عمّا معك فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه ، وكشف عن بطنه فإذا شعر نابت من لبته إلى سرّته أخضر ليس بأسود ، فقال : هذا صاحبكم ثمّ أمرها فحملته ، فما رأيته بعد ذلك حتّى مضى أبو محمّد عليهالسلام فقال ضوء بن عليّ : فقلت للفارسي : كم كنت تقدّر له من السنين؟ قال : سنتين ، قال العبدي : قلت لضوء : كم تقدّر له الآن في وقتنا؟ قال أربع عشرة سنة ، قال أبو عليّ وأبو عبد الله ونحن نقدّر له الآن إحدى وعشرين سنة (24).
فإن المراد بأبي عليّ وأبي عبد الله ابنا عليّ بن إبراهيم اللذان حدّثا عليّ بن محمّد في سنة تسع وسبعين ومائتين.
وأمّا ما رواه الإقبال عن ابن عيّاش ، عن أبي منصور العبدي ، قال : « خرج من الناحية سنة اثنتين وخمسين ومائتين على يد الشيخ محمّد بن غالب الأصفهاني حين وفاة أبي رحمهالله وكنت حدث السنّ وكتبت أستأذن في زيارة مولانا أبي عبد الله عليهالسلام وزيارة الشهداء ... إلخ » (25) فقال المجلسي : يحتمل أن يكون المراد بالناحية العسكري عليهالسلام.
قلت : بل هو المقطوع ، فإنّه مع عدم قول أحد بكون مولده أقلّ من سنة أربع ولا ورود خبر به ، إنّما كان قيامه عليهالسلام بالأمر بعد أبيه سنة ستّين. ويشهد لإطلاق « الناحية » على العسكري عليهالسلام أيضا أنّ المسعودي في الإثبات قال : روي أنّ أبا الحسن صاحب العسكر عليهالسلام احتجب عن كثير من الشيعة إلاّ عن عدد يسير من
خواصّه ، فلما أفضى الأمر إلى أبي محمّد عليهالسلام كان يكلّم شيعته الخواصّ وغيرهم من رواء الستر إلاّ في الأوقات الّتي يركب فيها إلى دار السلطان ، وإنّما ذلك إنّما كان منه ومن أبيه قبله مقدّمة لغيبة صاحب الزمان عليهالسلام لتألف الشيعة ذلك ولا تنكر الغيبة ، وتجري العادة بالاحتجاب والاستتار (26). ويأتي عن قريب خبر معلّى وفيه : خرج عن أبي محمّد عليهالسلام حين قتل الزبيري.
ويمكن أن يريد بالناحية الحجّة عليهالسلام أيضا إن حملنا قوله : « وخمسين » على كونه محرّف « وستّين ».
وكيف كان ، فالأظهر هو القول الثاني ( سنة ستّ ) لكون رواياته خمسة ، بخلاف الأوّل ( سنة خمس ) فليس فيه إلاّ خبران : خبر حكيمة ، وخبر محمّد بن عليّ العباسي على النقل عن الفضل. وترجيح النوري الأوّل بأنّ خبر الفضل صحيح (27) غير صحيح ، لعدم وصول غيبة الفضل إلينا بإسناد ، وإنّما نقل عن خطّ مجهول ، والقدماء لا يجيزون العمل بمثله. وكذلك تأويل المجلسي الخبر الأوّل من أخبار الثاني ، وهو هكذا : عن معلّى بن محمّد قال : خرج عن أبي محمّد عليهالسلام حين قتل الزبيري « هذا جزاء من افترى على الله تبارك وتعالى في أوليائه ، زعم أنّه يقتلني وليس لي عقب ، فكيف رأى قدرة الله عزّ وجلّ؟ وسمّاه م ح م د سنة ستّ وخمسين ومائتين » بكون السنة ظرفا لخرج أو قتل (28) لا وجه له ، لعدم حصر المعارض به.
وقال : ويحتمل حمل ما دلّ على الخمس على الشمسي وهذا على القمري.
قلت : وهو وهم ، فإنّه مع عدم تعارف الشمسيّة في الكتب العربيّة ولا سيّما في الشرعيّة يكون التفاوت بينهما أكثر من ستّ سنين ، لا سنة.
__________________
(١) الكافي ١ : ٥١٤ ، روى عن عليّ بن محمّد ، إثبات الوصيّة : ٢١٨ ، الإرشاد : ٣٤٦ ، مسارّ الشيعة ( مصنّفات الشيخ المفيد ) ٧ : ٦١ مصباح المتهجّد : ٨٤٢ ، ولم نقف على ذكر يوم ولادته عليهالسلام في كنز الكراجكي ، نعم ذكر سنته ، انظر كنز الفوائد ٢ : ١١٤.
(٢) كمال الدين : ٤٢٤.
(٣) كتاب الغيبة : ١٤١.
(٤) روى عن حسين بن حمدان في البحار ٥١ : ٢٥ ( لكن فيه : لثلاث خلون من شعبان ) إثبات الوصيّة : ٢١٨.
(٥) عن كتاب إثبات رجعته الحرّ العاملي في إثبات الهداة : ١٣٩ ح ٦٨٣.
(٦) الهداية : لا يوجد عندنا.
(7) تاريخ قم : ٢٠٤.
(8) كمال الدين : ٤٣٢.
(9) لم نعثر عليه.
(10) كتاب الغيبة : ١٤٣.
(11) الموجود في المطبوعة سنة ٢٥٥ ، راجع إثبات الوصيّة : ٢٢١.
(12) كتاب الغيبة : ١٥٦.
(13) كمال الدّين : ٤٣٠ ، ٤٣٢.
(14) كمال الدّين : ٤٣٠ ، ٤٣٢.
(15) كمال الدّين : ٤٣٠ ، ٤٣٢.
(16) كتاب الغيبة : ١٤٧.
(17) كمال الدين : ٤٣٥ ، مع اختلاف.
(18) إقبال الأعمال : ٥٧٣.
(19) إثبات الوصيّة : ٢٣١.
(20) نجم ثاقب : ١٨.
(21) البحار ٥١ : ٤.
وأمّا مولد الحجّة عليهالسلام
- الزيارات: 982