طباعة

فائدة في الفرق بين الحديث القدسيّ وبين القرآن الكريم والحديث النبويّ

القُدسُ في اللغة هو: الطُّهر(1)، والطهارة(2). والحديث القدسيّ هو: المنسوب إلى الذات القدسيّة، أي: إلى الله سبحانه وتعالى، لا على وجه الإعجاز والتحدّي، لذا فلا يُسمّى القرآن الكريم حديثاً قُدسيّاً، رغم كونه كلاماً إلهيّاً.
والفارق بينه وبين القرآن الكريم هو:
أوّلاً: أنّ القرآن الكريم لفظه من الله سبحانه وتعالى، وأمّا الحديث القدسيّ فيجوز أن يكون لفظه من النّبيّ صلّى الله عليه وآله.
ثانياً: أنّ القرآن الكريم وقع به التحدّي، وحصل به الإعجاز، بخلاف الحديث القدسيّ؛ فلم يقع به شيء من ذلك.
ثالثاً: أنّ القرآن الكريم منقول كلّه بالتواتر، فهو قطعيّ الثبوت، فمن جحده يكون كافراً، وهذا بخلاف الحديث القدسيّ، فإنّ مَن جحده لا يحكم بكفره، ما لم يرجع إنكاره إلى تكذيب النبيّ صلّى الله عليه وآله.
رابعاً: أنّ القرآن الكريم هو: المتعبّد بتلاوته، بمعنى: أنّ الصّلاة لا تجزىء إلاّ بقراءة فاتحة الكتاب وسورة منه، بخلاف الأحاديث القدسيّة، فلا يجزىء قراءة شيء منها في الصّلاة.
خامساً: أنّ القرآن الكريم لا يمسّه إلاّ المطهّرون، بخلاف الأحاديث القدسيّة، فيجوز مسّها من المحدث إذا لم يكن فيها اسم الجلالة، أو النبي، أو أحد الأئمّة عليهم السّلام، وإلاّ فلا يجوز مسّها أيضاً... إلى غير ذلك من الفروق(3).
وأمّا الفرق بين الحديث القدسيّ والحديث النبوي الشريف فيتّضح بما يلي:
أوّلاً: أنّ الحديث القدسيّ هو: ما ينسبه النبي صلّى الله عليه وآله إلى ربّ العزّة والجلالة، بخلاف الحديث النبوي؛ إذ لا ينسبه صلّى الله عليه وآله إليه سبحانه وتعالى.
ثانياً: أنّ جلّ الأحاديث القدسيّة ــ بل كلّها ــ قوليّة، وأمّا الأحاديث النبويّة: ففيها ما كان بالقول، وبالفعل، وبالتقرير.

____________
1- الصّحاح ٣ : ٩٦٠، مادّة«قدس».
2- لسان العرب ١١: ٦٠، مادّة«قدس».
3- راجع: مستدركات مقباس الهداية ٥: ٤٥ وما بعدها.