طباعة

ومن ولد الهادي عليه‌السلام

الحسين (1) فقد نقل عن بعض الأخبار التعبير عنه وعن أخيه الحسن (2) بالسبطين تشبيها بالحسنين عليهما‌السلام.
وفي خبر أبي الطيّب الّذي روى أمالي المفيد تشرّفه برؤية الحجّة عليه‌السلام وإذنه له بدخول الدار للزيارة : وقد كان يحتاط في الدخول ويزور من وراء الشباك ، قال : « إليّ يا ابن أبي الطيّب » بصوت يشبه صوت الحسين بن عليّ بن أبي جعفر بن الرضا عليه‌السلام فقلت : هذا حسين! قد جاء يزور أخاه ... الخبر (3) وهو دالّ على اعترافه بأخيه وإلاّ لما جاء لزيارته حتّى يظنّ الرجل ذلك.
ومحمّد ، فقد شقّ العسكري عليه‌السلام قميصه عليه ، وكان في زعم الناس مرشّحا للخلافة.
روى الكليني عن العطّار ، عن سعد ، عن جماعة من بني هاشم : أنّهم حضروا يوم توفّي محمّد دار أبيه ، وقد بسط له في صحن داره والناس جلوس حوله ، فقالوا : قدّرنا أن يكون حوله من آل أبي طالب وبني العبّاس وقريش مائة وخمسون رجلا ، سوى مواليه وسائر الناس إذ نظر إلى الحسن بن عليّ عليه‌السلام وقد جاء مشقوق الجيب حتّى جاء عن يمينه ونحن لا نعرفه ، فنظر إليه أبو الحسن عليه‌السلام بعد ساعة [ من قيامه ] (4) ثمّ قال : يا بنيّ أحدث لله شكرا فقد أحدث فيك أمرا ، فبكى الحسن عليه‌السلام واسترجع ... الخبر (5).
وحيث إنّه متضمّن على أنّ عمر العسكري عليه‌السلام كان وقت وفاته نحوا من عشرين سنة ، يفهم منه أنّ وفاة محمّد هذا كانت في حدود سنة اثنتين وخمسين بعد المائتين ، حيث إنّه عليه‌السلام توفّي سنة ستّين عن ثماني وعشرين.
وقال النوري رحمه‌الله خلّفه أبوه في المدينة طفلا وقدم عليه سامراء مشتدّا ونهض بالرجوع إلى الحجاز ، ولما بلغ بلدا على تسعة فراسخ مرض وتوفّي (6).
قلت : لم يذكر مستنده. وظاهر خبر الكافي المتقدّم : أنّ وفاته كانت بسامراء لقوله : « دار أبيه » ولاشتماله على حضور مائة وخمسين رجلا من الطالبيّين والعباسيّين وباقي قريش احتضاره ، فلا بدّ أن يكون في البلد لا في بلد.
وكيف كان ، فكانت جماعة قائلين بإمامته يقال لهم : المحمّدية ، إلاّ أنّهم انقرضوا ، كما صرّح به الشيخ في غيبته (7).
__________________
(1) في الأصل بعدهما رمز عليه‌السلام ، وحيث إنّ التسليم في عرفنا خاصّ بالمعصومين لم نورده.
(2) في الأصل بعدهما رمز عليه‌السلام ، وحيث إنّ التسليم في عرفنا خاصّ بالمعصومين لم نورده.
(3) لم نعثر عليه.
(4) لم يرد في الكافي.
(5) الكافي ١ : ٣٢٦.
(6) لم نقف عليه.
(7) الغيبة للشيخ الطوسي : ٥٤.