رابعاً: أما ما قاله من ان الشيعة يطعنون في القرآن العظيم فهذا القول لا حقيقة له وفيه وفي أمثاله فندعوه إلى آيات القرآن ان كان يؤمن هو وأمثاله بالقرآن فليجب على ما سنقوله له وينبئنا بحقيقة ما يدعيه والذي سنظهر له كذبه بذلك وافتراءه على غيره من الناس فإن دعوة الطعن والحذف موجودة في الصحاح الذي يؤمن بها وبعضها ينسب الى الخليفة الثاني(1) فإنه كان يقول بحذف بعض آيات القرآن وإنه يدعي سورة كبيرة حذفت من القرآن وكان يقول ان هناك سورة انزلت برجم الشيخ والشيخة فإنه يتعجب لأنه لم يرها في القرآن.
واما الشيعة فان منهم العلماء والحكماء والبلغاء والفصحاء وهم موجودون من زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم نر أحداً منهم يستطيع ان يطعن في القرآن بعد أن قال الله جلّ وعلا (إنّا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) الحجر 9.
وأكبر دليل على نفاق المفتي وكذبه بدعواه انه يأخذ بالقرآن لقوله ان الشيعة يعملون بالتقية وهذا نفاق، فنقول له: لو كنت تقرأ القرآن أو تأخذ بآياته لما وقعت فيه وقعت فيما من هذا القول، فان التقية علمهم الله ورسوله إياها في كتابه العزيز، فإن كنت تكذب ذلك فانت لا تأخذ بالقرآن وان كنت تصدقه فإنك تنسب النفاق الى صاحب القرآن والعياذ بالله منك ومن أقوالك تلك.
فانظر ماذا يقول الله في كتابه العظيم ولماذا يقول جلّ وعلا ذلك: (الاّ ان تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير) آل عمران/28.
ويقول جلّ من قائل: (إلاّ من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) النحل / الآية 106.
فنقول لهذا المفتي: أقرأ هذه الآيات من القرآن وأحكم على نفسك بما شئت ثم نقول للقارىء غيره أحكم بعلمك، إن كنت عالماً ولا تتبع الهوى.
ويقول ايضاً: ان الشيعة ينسبون الى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام التصرف بالكون وهذا كفر وارتداد لأنّ ذلك من عمل الله.
فنقول لهذا المدعي للدين والمتصدي للافتاء بالامة الاسلامية اقرأ معي ما اورده لك من القرآن الكريم من التصرف بالكون الذي هو من عمل الله أو مشاركة له بعمله كما يقول ذاك الجاهل.
فإن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسّلام أحيا الموتى وتصرف بالكون لأنه أحيى الموتى بإذن الله.
وكذلك عيسى بن مريم عليه السلام.
واما آصف بن برخيا الذي جاء بعرش بلقيس من اليمن الى بيت المقدس بلحظة واحدة أيضاً هذا تصرف بالكون.
فهؤلاء بعرف المفتي أرباب من دون الله والذي يؤمن بهؤلاء ويصدق بعملهم فهو مشرك يستحق القتل؟
يا أيها الجاهل الذي لا يؤمن بكتاب الله او لا يعرفه فإن كنت تؤمن بالقرآن فاخبرنا هل أنت تؤمن بهذه الآيات البينات التي ذكرها الله بكتابه العزيز أو لا تؤمن؟ فإن كنت تؤمن بالقرآن فيكفيك هذا شاهداً عليك وفاضحاً لا كذوبتك، وإن كنت لا تؤمن بهذه الآيات وآية إنشقاق القمر للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وردّ الشمس للإمام علي عليه السّلام فلا عتاب عليك.
والذي تنسبه لغيرك، هو فيك وكفى المؤمنين شرك وشر أمثالك وخلصنا الله منكم أيها الأشرار المنافقين.
وان ما تقوله عن الشيعة: كفى الله شرهم، فهم ليسوا بشرار ولكن الذي يحكم بما لا يعلم ويبغي الغوائل بالمؤمنين ويدعو الى تضعيف المسلمين وتسليط اليد الصهيونية الاثيمة عليهم ويحكم بما لم ينزل الله به سلطاناً فهو الشرير.
واما قوله انهم لا يأخذون بقول أبي هريرة ويطعنون بالصحابة اما انهم لا يأخذون باقوال أبي هريرة وغيره فاقرأ كتاب «أبي هريرة واضواء على السنة المحمدية» لخريج الازهر الشيخ محمود أبو رية، تعرف ذلك، ونسألك الذي لا يأخذ بأقوال الذين هم أبعد الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وياخذ بقول من يقول: قال أبي عن جدّي عن رسول الله عن الله خير أمن يأخذ عن كل حاطب ليل، وصاحب البيت أدرى بالذي فيه.
وأنت تعلم وتقر بأن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام أعلم الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيترك أعلم الناس ويأخذ من عامة الناس، هذا قول عاقل؟
فإن كنت لا تعلم فراجع الصحاح التي تؤمن بها وبصحتها تعلم ذلك واما الصحابة فان الشيعة يعطون كل صحابي حقه ولا يغبنون حق أحد والقرآن أمامهم لا يتعدوا احكامه ولا يخالفوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويأخذوا باقوال غيره، فان عمل الرسول وقوله وتقريره حجة علينا وعلى جميع المسلمين من احب منهم أو أبى.
واما أنت أيها المفتي أختر لنفسك أي الثلاثة تكون حسب هذه الآيات الكريمة وأعلم موقعك منها.
الاولى: «الآية 44» من سورة المائدة فهي (ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون) .
اما «الآية 45» من سورة المائدة أيضاً فهي: (وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والإذن بالإذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الظالمون) .
واما «الآية 47» منها فهي: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الفاسقون) .
فاما «الآية 44 ـ 47»، فإن قلت انها تخاطب اليهود والنصارى فنقول لك: ان المورد لا يخصص الوارد ونحن مع الظاهر من آيات الله وايضاً «الآية 45» فهي بينهم كيف تحكمون بها كما تدعون.
وان كنت تفتري علينا وعلى الله فاني لم اكن لاردّ على شخص مثلك لولا انني وقعت بين أمرين الرد، وعدمه، وهذا ليس اوّل جواب واوّل فتوى، فقد سبقك اليها الكثير مثلك والاجوبة كانت أكثر ولكنك أنت وامثالك تحرّمون قراءة كتب الشيعة فانا وقعت في الحيرة، الذي يمنع عن الرد قول الشاعر أو القائل:
____________
(1) اعني عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
رد الطعن في القرآن
- الزيارات: 1422