واما حديث العشرة المبشرة بالجنة الذي يتضرع به حضرة المفتي وامثاله من اخواننا المسلمين ويعتمدون عليه ويسلمون في صحته. وذلك لأنهم مقلدون لا يحق لهم التحقيق والمعرفة وباب الاجتهاد عندهم مسدود لأن الاجتهاد فقط للقدماء وخاصة أصحاب المذاهب الأربعة اما نحن الشيعة فباب الاجتهاد عندنا مفتوح وكل انسان باستطاعته ان يجتهد حتى يصبح يعرف خفايا الاحكام من زوايا التاريخ والروايات وتفسير القرآن من الحوادث لا من افواه اصحاب الاهواء والمضللة، الذين حرفوا الحقائق، وخلقوا رواة افتعلوا روايات حسب اهوائهم وارضاء لحكام عصورهم ليمنحوا الحق لغير اهله ويضللون من يأتي بعدهم ومن جملة ما اختلقه هؤلاء حديث العشرة المبشرة بالجنة فاليك ايها القارىء التحقيق بهذا الحديث وانت احكم بما ترى ان كنت منصفاً وعندك الجرأة على النطق بالحق، فنحن سنبرهن لك على ان هذا الحديث مختلق ولا صحة له، وباطل اصلاً. لماذا؟
أولاً: لان الراوي لهذا الحديث هو سعيد بن زيد ابن نفيل وهو احد العشرة المبشرة ومن زكى غيره بتزكية نفسه لم تثبت تزكيته في الشرع الاسلامي كما ان من شهد بشهادة له كفل فيها ان تقبل شهادته فيه اجماعاً وقولاً واحداً.
ثانياً: انه خبر آحاد ورواية الواحد وهو سعيد وحده غير مقبولة ولا يحصل بها القطع بالحق عند الله «تعالى» اذ يقول بكتابه العزيز فشاهدين عادلين. فلا تثبت الشهادة شرعاً الا بشهادة عدلين اما في الزنا فلا تقوم الا باربعة شهود شهادة حسية. فهذا شيء باطل لا يقوم به الحق.
ثالثاً: ان العقل بطبيعته يحكم حكم قطعياً بامتناع القطع بالجنة، والامان من النار لمن لم يكن معصوماً ويجوز عليه ارتكاب المعاصي والآثام. ولمن ليس معصوماً من الظلال: لانه مع القطع له بالجنة في حين انتفاء العصمة عنه يوجب ذلك إغراءه بأقتراف الذنوب، وارتكاب المعاصي فيكون نشيطاً في ارتكاب ما تدعوه اليه الطبائع البشرية من الشهوات، لأنه حينئذ يكون في مأمن من العذاب، مطمئناً الى ما اخبر به من حسن العاقبة والقطع له بالجنة وحسن الثواب، وذلك واضح البطلان ومستبعد الصواب، ولا يجوز على الحكيم ان يريده، ولا تصح نسبته اليه مطلقاً لقبحه في اولي العقول. ولما ثبت بالاجماع انتفاء العصمة عمن تضمنه الخبر سوى امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لما تذهب اليه معاشر الامامية من عصمته مطلقاً وبآية (ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)(1) ، وهذه الآية تثبت له العصمة، ولا نقاش ولا حاجة الى زيادة الشرح. وآية هل اتى تكفي في ذلك لانها تضمن له الجنة ولا تثبت لغير المعصوم عن الذنوب، ووقوع غيره ممن ذكر من ليس بمعصوم عن المعاصي. ثبت بطلان الحديث وعدم صدوره من النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
____________
(1) الاحزاب: 33.
نقض حديث العشرة المبشرة بالجنة
- الزيارات: 1464