• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

إيمان أبي طالب

والخبر يفيد بأنّ أبا طالب مات كافراً والعياذ بالله، وهذا ليس بتامّ لوجوه:
منها: إجماع أهل البيت (عليهم السلام) على إيمان أبي طالب وتضافر الروايات بذلك عنهم، وإجماعهم حجّة، لأنّهم أحد الثقلين اللذين أمر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بالتمسّك بهما بقوله: إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا، كما صحّ وتواتر.
ومنها: ما رواه الطبراني والبزّار وابن عساكر من إسلام أبي طالب، عن ابن عمر، قال: جاء أبو بكر (رض) بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقوده شيخ أعمى يوم فتح مكّة فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ألا تركت الشيخ حتّى نأتيه؟! قال: أردّت أن يؤجر، والله لأنا كنت بإسلام أبي طالب أشدّ فرحاً منّي بإسلام أبي ألتمس بذلك قرّة عينك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :
صدقت.
ـ وفي لفظ: أما والذي بعثك بالحقّ ما كنت أشدّ فرحاً بإسلام أبي طالب منّي بإسلام أبي.
ـ وفي لفظ: والذي بعثك بالحقّ لإسلام أبي طالب كان أقرّ لعيني من إسلامه، وذلك أنّ إسلام أبي طالب كان أقرّ لعينك(1) .
ومنها: ثناء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عليه وشفاعته له، فلو كان كافراً لما شفع له، ومن ذلك قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّ لأبي طالب عندي رحماً سأبلها ببلالها.
وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما سأله العبّاس: ما ترجو لأبي طالب؟ قال: كلّ الخير من ربّي.
وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : وصلتك رحم، جزاك الله خيراً يا عمّ.
وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي وأُمّي، وعمّي أبي طالب، وأخ كان لي في الجاهلية(2) .
وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّ أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الكفر فآتاهم الله أجرهم مرّتين، وإنّ أبا طالب أسرّ الإيمان وأظهر الشرك، فآتاه الله أجره مرّتين(3) .
وقول العبّاس عم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما أصغى إليه يتسمع قوله في مرضه: يا رسول الله قد والله قال الكلمة التي سألته ـ وفي لفظ: أمرته أن
يقولها ـ(4) .
ومنها: بقاء فاطمة بنت أسد تحت أبي طالب إلى أن مات وهي عاشر مـن أسـلم، فقـد روي أنّ علي بـن الحسين (عليه السلام) سـئل عـن هـذا، فقـال: وا عجباً! إنّ الله تعالى نهى رسول الله أن يقرّ مسلمة على نكاح كافر، وقد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الإسلام، ولم تزل تحت أبي طالب حتّى مات(5) .
ومنها: إنّ كتمان أبي طالب إيمانه كان في غاية الحكمة والصلاح وحسن التدبير حتّى يحافظ على هيبته وسيادته التي تكع قريش من الإقدام على ما أقدموا عليه بعد وفاته، وإلاّ لكان حاله حال الحمزة وغيره من أعمام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
ومنها: ما روي من أنّ أبا طالب لمّا مات جاء علي (عليه السلام) إلى رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فآذنه بموته، فتوجّع عظيماً وحزن شديداً، ثمّ قال له: إمض فتولّ غسله، فإذا رفعته على سريره فأعلمني، ففعل، فاعترضه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو محمول على رؤس الرجال، فقال: وصلتك رحم يا عمّ، وجزيت خيراً! فلقد ربّيت وكفلت صغيراً، ونصرت وآزرت كبيراً، ثمّ تبعه إلى حفرته، فوقف عليه، فقال: أما والله لأستغفرنّ لك ولأشفعنّ فيك شفاعة يعجب لها الثقلان.
قالوا: والمسلم لا يجوز أن يتولّى غسل الكافر، ولا يجوز للنبيّ أن يرقّ لكافر ولا أن يدعو له بخير، ولا أن يعده بالاستغفار والشفاعة، وإنّما تولى عليّ (عليه السلام) غسله، لأنّ طالباً وعقيلا لم يكونا أسلما بعد، وكان جعفر بالحبشة، ولم تكن صلاة الجنائز شرعت بعد، ولا صلّى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على خديجة وإنّما كان تشييع ورقّة وحزن(6) .
ومنها: ما روي عن الباقر (عليه السلام) أنّه قال: إنّ أمير المؤمنين عليّاً (عليه السلام) كان يأمر أن يحجّ عن عبد الله وأبيه أبي طالب، في حياته، ثمّ أوصى في وصيّته بالحجّ عنهم(7) .
ومنها: أشعاره وقصائده التي تكشف عن عميق إيمانه، وشاهق إسلامه، كقصيدته اللامية الشهيرة الطافحة بالإيمان والتي يقول فيها الحافظ ابن كثير: هذه القصيدة عظيمة بليغة جدّاً لا يستطيع أن يقولها إلاّ من نسبت إليه، وهي أفحل من المعلّقات السبع، وأبلغ في تأدية المعنى منها جميعاً(8) .
ـ وقال ابن أبي الحديد بعد أن ذكر جملة من أشعار أبي طالب: قالوا: فكلّ هذه الأشعار قد جاءت مجيء التواتر، لأنّه إن لم تكن آحادها متواترة فمجموعها يدلّ على أمر واحد مشترك، وهو تصديق محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ومجموعها متواتر، كما أنّ كلّ واحدة من قتلات علي (عليه السلام) الفرسان منقولة آحاداً، ومجموعها متواتر، يفيدنا العلم الضروري بشجاعته وكذلك القول في ما روي من سخاء حاتم... قالوا: واتركوا هذا كلّه جانباً، ما قولكم في القصيدة اللامية التي شهرتها كشهرة قِفا نَبكِ؟! وإن جاز الشكّ فيها أو في شيء من أبياتها، جاز الشكّ في قِفا نَبكِ وفي بعض أبياتها(9) .
ـ وقال العيني: قصيدة طنّانة لامية من بحر الطويل وهي مئة وعشر أبيات(10) .
ـ وقال القسطلاني: قصيدة جليلة بليغة من بحر الطويل، وعدّة أبياتها مئة وعشرة أبيات، قالها لمّا تمالأ قريش على النبي (صلى الله عليه وسلم) ونفّروا عنه من يريد الإسلام(11) .
ـ وقال ابن التين: إنّ في شعر أبي طالب هذا دليلا على أنّه كان يعرف نبوّة النبيّ (صلى الله عليه وسلم) قبل أن يبعث لمّا أخبره به بحيرا وغيره من شأنه(12).
ـ وقال علي بن حمزة البصري التميمي (ت 375 هـ) أحد من جمع ديوان أبي طالب: ونصرة أبي طالب للنبيّ ما لا خفاء به على ذي لُبّ، قولا وفعلا، والله تقدّست أسماؤه يقول: (فالذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتّبعوا النور الذي أُنزل معه أُولئك هم المفلحون) (13) .
ثمّ قال: وقال أبو بشرـ أحمد بن إبراهيم بن معلّى بن أسـد العمّي (ت 350 هـ) : قد نجد لأبي طالب في الأخبار ألفاظاً تدلّ على إيمانه، من ذلك قوله في رسول الله: إنّه أمين، وإنّه صادق، وإنّه ما كذب قطّ، وإنّ الذي يخبر به كائن لا محالة، وقد شرح طرق ذلك في تاريخه، والله يجازيه عن ذلك بمشيئته، ولولا التطويل لأوردنا ذلك، ولكن غرضنا تصنيف شعره وما يتعلّق به من أخباره.
ولولا استجازة طائفة من الحشوية ـ جذّ الله دابرهم ولعنهم ـ لم نحتج إلى ذكر بعض ما ذكرناه، ولكنّهم ـ شاهت وجوههم ـ زعموا أنّه كافر، واستجازوا لعنه، فلم نجد بدّاً من إيراد ما أوردناه.
ثمّ قال: ونحن نذكر من شعره ما يدلّ على إيمانه بيتاً بيتاً، ليستدلّ به أيضاً، ويقرب تناوله على متلمّسه، والله نسأل العون بلطفه.
من ذلك قوله:
مليك الناس ليس لهُ شريك    هو الوهّاب والمبدي المعيد
ومن فوق السماء لهُ لحقٌ    ومن تحت السماءِ لهُ عبيد
وقوله أيضاً:
إنّ ابن آمنة النبيّ محمّداً    عندي بمثل منازل الأولادِ
وقوله:
فما برحوا حتّى رأوا من محمّد    أحاديث تجلو غمّ كلّ فؤادِ
وقوله:
وذلك من أعلامه وبيانه    وليس نهارٌ واضحٌ كظلامِ
وقوله:
والله لا أخذل النبيّ ولا    يخذلهُ من بني ذو حسب
وقوله:
فوالله لولا الله لا شيء غيره    لأصبحتم لا تملكون لنا شربا
وقوله: القصيدة الطويلة ـ يعني اللامية ـ التي تعوّذ فيها بالله وآلائه وحرمه وشرايع حجِّه، ما لا يشكّ من سمعها أنّ قائلها من أفاضل المسلمين.
وقوله: يقولون لي:
دع نصر من جاء بالهدى    وغالب لنا غلاّب كلِّ مغالب
وقوله:
ألم تعلموا أنّا وَجدْنا محمّداً    نبيّاً كموسى خطّ في أوّل الكتبِ
وقوله:
ألا إنّ أحمد قد جاءهم    بحقّ ولم يأتهم بالكذب
وقوله:
أميناً حَييّا في البلاد مسوماً    بخاتم ربٍّ قاهر للخواتم
وقوله:
وحُطْ من أتى بالدين من عند ربّه    بحقّ وصدق لا تكن حَمزَ كافرا
فقد سرّني أن قلت: إنّك مؤمن    فكن لرسول الله في الله ناصرا
وقوله:
أُقيم على نصر النبيّ محمّد    أُجاهد عنه بالقنا في القبائل
وقوله:
تعلم مليك الحبش أنّ محمّداً    إمام كموسى والمسيح بن مريم
أتى بهدىً مثل الذي أتيا به    وكلٌّ بحمدِ الله يهدي ويعصم
وقوله:
نبيٌّ أتى بالوحي من عند ربّه    فمن قال لا يقرع بها سنّ نادم
وكثير من شعره يدلّ على إيمانه، وستأتي هذه الأبيات في جمل القصائد إن شاء الله تعالى.
وفي الذي أوردناه من شهادة العبّاس له بالتوحيد، وشهادة أبي بكر، وقول أمير المؤمنين ـ رضي الله عنه ـ فيه، وقوله: أنا على ملّة عبد المطّلب، وما أتى من لفظه نثراً وقوله شعراً، ما يستدّل به اللبيب على إيمانه، ولكن طبع الله على قلوب أعدائه واستحوذ عليهم الشيطان، فبطيئاً ما يبصرون، وكلّ من عاند أبا طالب فلبغضه لأمير المؤمنين علي ـ كرّم الله وجهه ـ، والله تعالى بالمرصاد، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.
وإن ذهبنا إلى إيراد فضائل أبي طالب، واستقصاء ما كان يظهر على لسانه، طال شرح ذلك(14) .
ومن غرر أبياته التي تشعّ بنور الإيمان قوله:
يا شاهد الله عليّ فاشهد    إنّي على دين النبيّ أحمد
من ضلّ في الدين فإني مهتد
وقوله:
وظلم نبي جاء يدعو إلى الهدى    وأمرٌ أتى من عند ذي العرش قيّم
وقوله:
لقد أكرم الله النبيّ محمّداً    فأكرم خلق الله في الناس أحمد
وشقّ له من اسمه ليُجلّه    فذو العرش محمود وهذا محمّد
وقوله: وقيل لطالب بن أبي طالب:
وخير بني هاشم أحمد    رسول الإله على فترة
وقوله:
ولقد علمت بأنّ دين محمّد    من خير أديان البرية دينا
وقوله:
أو تؤمنوا بكتاب منزل عجب    على نبي كموسى أو كذي النونِ
وقوله:
قد أتاكم من المليك رسولٌ    فاقبلوه بصالح الأعمالِ
وانصروا أحمداً فإنّ من الله    رداءً عليه غير مدالِ
وقوله:
زعمت قريش أنّ أحمد ساحر    كذبوا وربّ الراقصات إلى الحرم
ما زلت أعرفه بصدق حديثه    وهو الأمين على الحرائب والحُرم
وقوله يوصي ولده وإخوته وبني هاشم بنصرة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) :
أُوصي بنصر النبيّ الخيرُ مشهده    عليّاً ابني وعمّ الخير عبّاسا
وحمزة الأسد المخشي صولته    وجعفراً أن تذودا دونه الناسا
وهاشماً كلّها أُوصي بنصرته    أن يأخذوا دون حرب القوم أمراسا
كونوا فداءً لكم أُمّي وما ولدت    من دون أحمد عند الروع أتراسا
وهذه الأشعار وردت في مصادر كثيرة، بل لا تجد مصنّفاً تناول أحداث تلك الفترة إلاّ وذكر كثيراً منها أو بعضها، كما وجمع شعره أبو هفّان المهزمي البصري المتوفّى 257 هـ في ديوان، وهو مطبوع أكثر من مرّة.
قال ابن شهرآشوب: إنّ أشعار أبي طالب الدالّة على إيمانه تزيد على ثلاثة آلاف بيت يكاشف فيها من يكاشف النبيّ (صلى الله عليه وسلم) ويصحّح نبوّته(15).
وبعد هذا، أترى لذي لبٍّ مقيلا عن القول بإيمان أبي طالب، ونصدّق قول أبي هريرة بأنّه مات كافراً، ألا ترى أنّ الحقّ أبلج والباطل لجلج، ومن لم يرض بذلك فهو أحمق من نعجة على حوض، وفي فيه الكثكث.
قال ابن أبي الحديد من أبيات له:
ولولا أبو طالب وابنه    لما مثل الدين شخصاً فقاما
وما ضرّ مجد أبي طالب    جهول لغا أو بصير تعامى
كما لا يضرّ إياة الصباح(16)     من ظنّ ضوء النهار الظلاما
فوالله لو أفنى أحدنا عمره على أن يأتي ببعض من أقوال أبي طالب المنظومة والمنثورة، والتي تكشف عن غور إيمانه فضلا عن ظاهر اسلامه، لا أعني من جهة بلاغة وفصاحة وجزالة كلامه وعذوبته وطلاوته، فهو أمر يعسر على الفحول أن يأتوا ولو بأدنى منه ولا يستطيع أن يقوله إلاّ من قاله، بل من جهة تأدية المعنى والإفصاح عمّا يختلج في النفس في التعبير عن حالة الإيمان، لما استطاع إلاّ ببعض ما لا يمكننا الاستغناء عنه من عبارات استدلالية كلامية، ومصطلحات فلسفية جافّة هي بالمعادلات الرياضية أشبه، نحاول من خلالها الإفصاح عن إيماننا والمناظرة بها.
لله ما أشدّ ظلامتك يا أبا طالب؟! فسلامٌ عليك يوم ولدت ويوم متَّ ويوم تبعث حيّاً.
5 ـ روى الشيخان والأربعة والدارمي ومالك وأحمد، عن أبي هريرة، قال: صلّى بنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلاة العصر ـ وفي لفظ: الظهر، أو: العشاء، أو: إحدى صلاتي العشي ـ فسلّم في ركعتين فقام ذو اليدين وفي لفظ: ذو الشمالين ; وفي بعض المصادر جمع اللفظين ـ فقال: أقصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : كلّ ذلك لم يكن، فقال: قد كان بعض ذلك يا رسول الله، فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على الناس، فقال: أصدق ذو اليدين؟ فقالوا: نعم يا رسول الله، فأتمّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما بقي من الصلاة ثمّ سجد سجدتين وهو جالس بعد التسليم(17) .
هذا الحديث ليس بتامّ لوجوه عدّة:
منها: إنّ ذا اليدين أو ذا الشمالين، وهو: عمير بن عبد عمرو، استشهد يوم بدر(18) ، أي قبل قدوم أبي هريرة وإسلامه بخمس سنين، فكيف رآه وسمع قوله؟! وظاهر لفظ الحديث يقتضي حضور أبي هريرة لقوله: صلّى بنا رسول الله، كما لا يخفى، وفي لفظ لمسلم أصرح من هذا، فقد قال: بينا أنا أُصلّي مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلاة الظهر.
ومنها: تضارب متون الخبر فمرّة أنّه صلى الظهر، ومرّة العصر، وأُخرى إحدى صلاتي العشي، وتارة المغرب، كلّ هذا يفيدنا يقيناً بأنّ الخبر لا أصل له.
ومنها: كيف يصلّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صلاة الساهين؟!
ـ وهو القائل: ركعتان مقتصدتان خير من قيام ليلة والقلب ساه(19) .
ـ وهو القائل: من توضّأ فأسبغ الوضوء، ثمّ قام يصلّي صلاة يعلم ما يقول فيها حتّى يفرغ من صلاته كان كهيئة يوم ولدته أُمّه(20) .
ـ وهو القائل: إيّاكم وأن يتلعّب بكم الشيطان، لمّا قال له رجل: يا رسول الله! إنّي صلّيت فلم أدر أشفعت أم أوترت؟(21) .
ـ وهو الذي يقول: جعلت قرّة عيني في الصلاة(22) .
ـ وهو الذي يقول: ما من إمرئ مسلم يحضر صلاة مكتوبة، فيتوضّأ عندها فيحسن الوضوء، ثمّ يصلّي الصلاة فيحسن الصلاة، إلاّ غفر الله له بها ما بينها وبين الصلاة التي كانت قبلها من ذنوبه(23) .
أتراه (صلى الله عليه وآله وسلم) يأمر الناس بهذا وينسى نفسه؟! معاذ الله، إنْ هذا إلاّ افتراء عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) .
ومنها: منافاة هذا الخبر لعصمة الأنبياء (عليهم السلام) من السهو والنسيان في العبادة، والتي نعتقد بها بحكم الضرورة لكونه مناف لحكمة البعثة، فإنّ الحكمة فيها إرشاد الخلق وتقريبهم إلى ما هو الأحبّ إلى الله تعالى والأصلح لهم، ومن المعلوم أنّ الإقبال على العبادة أحبّ الأُمور إلى الله تعالى وأصلحها للعبد، وأنّ السهو مناف للإقبال، فإذا لم يُقبِل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على عبادة ربّه وينسى ركعتين فنحن أَولى بنسيان ثلاث ركعات، وإن شئت فقل يكفينا فرض واحد في اليوم بنعمة السهو والنسيان، وإكراماً لأبي هريرة ومداراةً لعشّاقه.
6 ـ روى البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة والدارمي وأحمد وبألفاظ متقاربة، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدعو في القنوت ـ وفي لفظ: قال: لما رفع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأسه من الركعة الثانية ـ من صلاة الصبح قال: اللّهم أنج مسلمة بن هشام، اللّهم أنج الوليد بن الوليد، اللّهم أنج عيّاش بن أبي ربيعة... الحديث(24) .
وهذا ليس بتامٍّ أيضاً، لأنّ هذه الحادثة كانت في أوائل الهجرة، عندما حبست قريش المستضعفين عن الهجرة وعذّبتهم، فكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يدعو لهم في قنوته، وظاهر الحديث يقتضي حضور أبي هريرة، بحيث أنّه سمع ورأى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يقنت ويدعو لهم بالنجاة، علماً بأنّ قدومه إلى المدينة متأخّر عن هذه الحادثة بنحو سبع سنين.
7 ـ وروى الطبراني والحاكم وأبو نعيم في المعرفة وابن عساكر، عن أبي هريرة (رض) ، قال: دخلت على رقيّة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) امرأة عثمان (رض) وفي يدها مشط، فقالت: خرج من عندي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آنفاً رجّلت رأسه فقال: كيف تجدين أبا عبد الله؟ قلت: بخير، قال: أكرميه فإنّه من أشبه أصحابي بي خلقاً(25) .
قال الحاكم عقبه: هذا حديث صحيح الإسناد واهي المتن، فإنّ رقيّة ماتت سنة ثلاث من الهجرة عند فتح بدر وأبو هريرة إنّما أسلم بعد فتح خيبر، والله أعلم وقد كتباه بإسناد آخر، وتعقّبه الذهبي في التلخيص بقوله: صحيح، منكر المتن، فإنّ رقيّة ماتت وقت بدر، وأبو هريرة أسلم وقت خيبر.
وقال عقب الرواية الثانية: ولا أشكّ أنّ أبا هريرة رحمه الله تعالى روى هذا الحديث عن متقدّم من الصحابة أنّه دخل على رقيّة رضي الله عنها لكنّي قد طلبته جهدي فلم أجده في الوقت.
قلت: ولن تجدوه إلى قيام الساعة! لأنّ أبا هريرة أخرجه من جرابه تزلّفاً لبني أُميّة ولم يروه أحد غيره، وكان الأَولى بالحاكم ـ والذي ما لقّب بالحاكم إلاّ لكثرة حفظه وسعة معرفته بالحديث ـ ألاّ يخرج هذا الحديث مع علمه بنكارته، والذي تشمّ منه رائحة الوضع وإن صحّ سنده عندهم، ليت الحاكم صرّح بأنّ بليّته أبو هريرة، ولكن من أين له هذه الجرأة؟!
8 ـ وروى البخاري ومسلم وأحمد وأبو عوانة وغيرهم، عن أبي هريرة، قال: شهدنا خيبر ـ وفي لفظ مسلم: حنيناً ـ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لرجل ممّن معه يدّعي الإسلام: هذا من أهل النار، فلمّا حضر القتال قاتل الرجل أشدّ القتال حتّى كثرت به الجراحة، فكاد بعض الناس يرتاب، فوجد الرجل ألم الجراحة فأهوى بيده إلى كنانته فاستخرج منها أسهماً فنحر بها نفسه، فاشتدّ رجال من المسلمين فقالوا: يا رسول الله صدّق الله حديثك انتحر فلان فقتل نفسه... الحديث(26) .
والكذب في هذا الحديث مركّب، لأنّ الرجل الذي قاتل أشدّ القتال وجرح هو قزمان الظفري والحادثة وقعت في معركة أُحد، حين كسر جفن سيفه، وجعل يقول: الموت أحسن من الفرار، فمرّ به قتادة بن النعمان، فقال له: هنيئاً لك بالشهادة، قال: والله إنّي ما قاتلت على دين، وإنّما قاتلت على حسب قومي، ثمّ أقلقته الجراحة فقتل نفسه، وقد ذكر هذه الحادثة أغلب أرباب السير والمغازي وأهل العلم بالأخبار، وذكر ذلك ابن حجر في فتح الباري(27) .
هذا من جانب، ومن جانب آخر فإنّ أبا هريرة لم يشهد فتح خيبر، بل جاء بعدها كما هو معروف.
قال ابن حجر في فتح الباري: قوله ـ أي أبو هريرة ـ: شهدنا خيبر، أراد جيشها من المسلمين، لأنّ الثابت أنّه إنّما جاء بعد أن فتحت خيبر(28) .
وقال القسطلاني في إرشاد الساري: وأمّا قول أبي هريرة شهدنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خيبر فمحمول على المجاز، فالمراد جنسه من المسلمين، لأنّ الثابت أنّه إنّما جاء بعد أن فتحت خيبر(29) .
قلت: هل يصلح ابن حجر والقسطلاني وغيرهم بهذه التمحّلات الباردة مناكير أبي هريرة، وظاهر كلامه يقتضي الحضور وشهود الموقف؟!
9 ـ روى البخاري وغيره، عن أبي هريرة (رض) ، قال: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو بخيبر بعدما افتتحوها فقلت: يا رسول الله! إسهم لي، فقال بعض بني ـ أبان بن ـ سعيد بن العاص: لا تسهم له يا رسول الله، فقال أبو هريرة: هذا قاتل ابن قوقل، فقال ابن سعيد بن العاص: وا عجباً لوبر تدلّى علينا من قدوم ضأن(30) .
علماً بأنّ ابن قوقل ـ واسمه النعمان ـ استشهد يوم أُحد، والذي قتله
صفوان بن أُميّة كما هو معروف(31) ، وبلغ هذا الحديث من الاضطراب حتّى إنّ البخاري وأبو داود رويا عنه في نفس الباب أنّ أبان بعثه رسول الله في سرية إلى نجد وقدم إلى خيبر بعد أن فتحت وسأل رسول الله أن يقسم له، ولكنّ أبو هريرة هو الذي قال: فقلت: لا تقسم لهم يا رسول الله، وكأنّه هو الذي فتح خيبر واقتلع باب حصنها وقتل مرحباً، فهو بهذا الحديث رمى أبان بدائه وانسلّ.
10 ـ روى البخاري وغيره، عن أبي هريرة، قال: بعث رسول الله عشرة رهط سريّة عيناً وأمّر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري... الحديث(32) .
وهي الغزاة المسمّاة بغزوة أو وقعة الرجيع، واستشهد فيها عاصم بن ثابت الأنصاري، وأُسر خبيب ثمّ قتلوه وكان ذلك في سنة أربع من الهجرة أي قبل قدوم أبي هريرة بأربع سنين.
11 ـ روى أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجة وابن جرير والبيهقي وغيرهم، عن أبي هريرة، قال: جاء مشركو قريش يخاصمون رسول لله (صلى الله عليه وسلم) في القدر فنزلت (يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مسَّ سقر * إنّا كلّ شيء خلقناه بقدر) (33) .
ولا يخفى أنّ هذه الآية نزلت في أوائل البعثة أي قبل إسلام أبي هريرة بكثير.
12 ـ روى الشيخان وأبو داود والنسائي ومالك، عن أبي هريرة، قال: خرجنا مع النبيّ (صلى الله عليه وسلم) إلى خيبر ففتح الله علينا فلم نغنم ذهباً ولا ورقاً، غنمنا المتاع والطعام والثياب، ثمّ انطلقنا إلى الوادي ومع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عبد له وهبه له رجل من جذام يدعى رفاعة بن زيد من بني الضبيب، فلمّا نزلنا الوادي قام عبد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحلّ رحله فرمي بسهم فكان فيه حتفه، فقلنا هنيئاً له الشهادة يا رسول الله، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : كلاّ والذي نفس محمّد بيده إنّ الشملة لتلتهب عليه ناراً، أخذها من الغنائم... الحديث(34) .
وهذا الحديث أيضاً ليس بتامّ، لأنّ ظاهره يفيد بأنّ أبا هريرة كان حاضراً في هذه المشاهد التي ذكرها، علماً بأنّه قدم بعد فتح خيبر، ولا تنفع التمحّلات في تأويل قول أبي هريرة كما فعل القسطلاني بقوله: أي افتتح المسلمون خيبر وإلاّ فأبو هريرة لم يحضر فتح خيبر(35) .
13 ـ روى البخاري ومسلم وغيرهما، عن أبي هريرة، قال: بعثني أبو بكر الصدّيق في الحجّة التي أمّره عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل حجّة الوداع في رهط يؤذّنون في الناس يوم النحر: لا يحجّ بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان(36) .
وها هنا أمران يثبتان عدم تمامية قول أبي هريرة:
الأوّل: إنّ أبا هريرة لم يكن حاضراً يومئذ، لأنّه كان في البحرين مع العلاء بن الحضرمي، حين ذهب معه بعد غزوة حنين، كما ذكرناه سابقاً، وبعث براءة كان في سنة تسع كما هو ثابت.
الثاني: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث براءة مع أبي بكر إلى أهل مكّـة فسار بها ثلاثاً، ثمّ قال لعلي (عليه السلام) : إلحق فردّ عليَّ أبا بكر وبلّغها أنت، ففعل، فلمّا قدم أبو بكر على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بكى، وقال: يا رسول الله حدث منّي شيء؟
قال لا، ولكن أُمرت أن لا يبلّغه إلاّ أنا أو رجل منّي(37) .
وهذا هو الحقّ، فأين أبو هريرة من هذا حتّى يقول في بعض ألفاظه (حتّى صحل صوتي) أي حتّى بحّ صوته من المناداة. عجيب والله أمر هذا الرجل في نكارة ادّعاته!!
هذه بعض ادّعاءات أبي هريرة في حضور مواقف لم يكن موجوداً فيها، لا من حيث الزمان ولا المكان، واقتصرنا عليها على سبيل المثال لا الحصر، وإلاّ فبطون الكتب والمصنّفات مشحونة بأمثال هذه الأباطيل.



____________
(1) المعجم الكبير ج 9 ص 40 ح 8323، زوائد البزّار ج 1 ص 167، تاريخ دمشق ج 66 ص 326 ـ 327، مجمع الزوائد ج 6 ص 174، ديوان أبي طالب وأخباره ص 154، جمع علي بن حمزة البصري التميمي.
(2) تاريخ ابن عساكر ج 66 ص 335 ـ 340.
(3) شرح ابن أبي الحديد ج 14 ص 70.
(4) سيرة ابن اسحاق ص 238، سيرة ابن هشام ج 2 ص 265، دلائل البيهقي ج 2 ص 346، ديوان أبي طالب ص 153.
(5) شرح ابن أبي الحديد ج 14 ص 69.
(6) شرح ابن أبي الحديد ج 14 ص 76.
(7) شرح ابن أبي الحديد ج 14 ص 68.
(8) تاريخ ابن كثير ج 3 ص 46.
(9) شرح ابن أبي الحديد ج 14 ص 78.
(10) عمدة القاري ج 7 ص 30.
(11) إرشاد الساري ج 3 ص 26.
(12) المواهب اللدنّية ج 1 ص 185.
(13) سورة الأعراف 7: 157.
(14) ديوان أبي طالب لعلي بن حمزة التميمي البصري: ص 157 ـ 161.
(15) متشابهات القرآن ج 2 ص 65.
(16) إياة الصباح: ضوؤه.
(17) صحيح البخاري ج 1 ص 206 ح 139، و ص 288 ح 103 و 104، و ج 2 ص 150 ح 250 ـ 253، صحيح مسلم ج 2 ص 86 ـ 87، سنن أبي داود ج 1 ص 263 ح 1008 و ص 265 ح 1014 و 1015، سنن الترمذي ج 2 ص 247 ح 399، سنن النسائي ج 3 ص 23 ـ 24، سنن ابن ماجة ج 1 ص 383 ح 1213 و 1214، سنن الدارمي ج 1 ص 251 ح 1499 و 1500، الموطّأ ص 80 ـ 81 ح 64 ـ 66، مسند أحمد ج 2 ص 234 و 271 و 284 و 423 وبألفاظ متقاربة.
(18) الاستيعاب ج 2 ص 469 رقم 716.
(19) الزهد ـ لابن المبارك ـ ص 118 ح 288 و ص 329 ح 1147، العظمة ـ لأبي الشيخ الأصبهاني ـ ص 33 ح 45.
(20) مصنّف عبد الرزاق ج 1 ص 46 ح 142، المعجم الكبير ـ للطبراني ـ ج 17 ص 339 ح 937 نحوه، مستدرك الحاكم ج 2 ص 433 ح 3508 وصححه.
(21) مسند أحمد ج 10 ص 63.
(22) سنن النسائي ج 7 ص 61 ـ 62، مسند أحمد ج 3 ص 128 و 199 و 285.
(23) مسند أحمد ج 5 ص 260، جزء ابن الغطريف ص 61 ح 7.
(24) صحيح البخاري ج 4 ص 116 ح 143 ومواضع أُخر، صحيح مسلم ج 2 ص 134 ـ 135، سنن أبي داود ج 2 ص 69 ح 1442، سنن النسائي ج 2 ص 201، سنن ابن ماجة ج 1 ص 394 ح 1244، سنن الدارمي ج 1 ص 267 ح 1598، مسند أحمد ج 2 ص 271 و 396 و 418، ومواضع أُخر.
(25) المعجم الكبير ج 1 ص 76 ح 99، معرفة الصحابة ج 1 ص 60 ح 230 و ج 3 ص 1716 ح 4333 و ج 6 ص 3198 ح 7353، تاريخ دمشق ج 39 ص 97، المستدرك ج 4 ص 52 ح 6854 و 6855.
(26) صحيح البخاري ج 4 ص 166 ح 259 وج 5 ص 277 ح 225، صحيح مسلم ج 1 ص 73، مسند أحمد ج 2 ص 309، مسند أبي عوانة ج 1 ص 51 ح 133، مصنّف عبد الرزاق ج 5 ص 269 ح 9573.
(27) فتح الباري ج 7 ص 599.
(28) فتح الباري ج 7 ص 601.
(29) إرشاد الساري ج 6 ص 600.
(30) صحيح البخاري ج 4 ص 42 ح 43، و ج 5 ص 287 ح 254 و 255، سنن أبي داود ج ص 73 ح 2724.
(31) مغازي الواقدي ج 1 ص 258 وغيره من أصحاب السير.
(32) صحيح البخاري ج 4 ص 158 ح 144 و ج 5 ص 230 ح 123.
(33) مسند أحمد ج 2 ص 444 و 476، صحيح مسلم ج 8 ص 52، سنن الترمذي ج 4 ص 399، ح 2157، سنن ابن ماجة ج 1 ص 32 ح 83، تفسير الطبري ج 11 ص 568 ح 32833 و 32834، الاعتقاد ـ للبيهقي ـ ص 69.
(34) صحيح مسلم ج 1 ص 75، صحيح البخاري ج 5 ص 286 ح 251 و ج 8 ص 257 ح 81، سنن أبي داود ج 3 ص 68 ح 2711، سنن النسائي ج 7 ص 24، الموطأ ص 402 ح 25.
(35) إرشاد الساري ج 9 ص 280.
(36) صحيح مسلم ج 4 ص 106 كتاب الحج، صحيح البخاري ج 6 ص 124 ح 178 كتاب التفسير ومواضع أُخر.
(37) رواه أحمد بسند صحيح ورجاله ثقات في مسنده ج 1 ص 3 و ص 151 وج 3 ص 212 و 283، ومواضع أُخر، وفي فضائل الصحابة ج 2 ص 694 ح 946 و ص 795 ح 1090، والترمذي في سننه ج 5 ص 256 ح 3090، والنسائي في سننه الكبرى ج 5 ص 128 ـ 129 ح 8460 ـ 8462، وابن ماجة في سننه ج 1 ص 44 ح 119، والطبراني في الكبير ج 12 ص 77 ح 12593، وأبو يعلى في مسنده ج 1 ص 100 ح 104، ومواضع أُخر، والبزّار في مسنده ج 2 ص 308 ح 733، وابن حبّان في صحيحه ج 8 ص 222 ح 6610، وابن أبي عاصم في السُنّة ص 588 ـ 589 ح 1351، وعبد الله بن أحمد في زوائده على المسند ص 353 ح 146، وأبو عبيد في الأموال ص 215 ح 457، والطبري في تفسيره ج 6 ص 306 ح 16386 و 16389، 16392، والحاكم في المستدرك ج 3 ص 53 ح 4374، وغيرهم.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page