• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

العصمة أم الشروط الأربعة عشر ؟

العصمة أم الشروط الأربعة عشر ؟

 ترى الإمامية الاثنا عشرية - بناءا على قولها باللطف الإلهي المطلق - أن الإمام لا بد أن يكون معصوما ، وأن منصب الإمامة منصب لا يستحقه إلا المعصوم .
يقول الشيخ المفيد ( 53 ) في " أوائل المقالات " ( 54 ) : " واتفقت الإمامية على أن أن إمام الدين لا يكون إلا معصوما من الخلاف لله تعالى ، عالما بجميع علوم الدين ، كاملا في الفضل ، باينا من الكل بالفضل عليهم في الأعمال التي يستحق بها النعيم المقيم " ( 55 ) .
ويستدل على ذلك بالعقل قبل النقل ، جاء في " الذخيرة " ( 56 ) للشريف المرتضى : " فأما الذي يدل على وجوب العصمة له من طريق العقل ، فهو أنا قد بينا وجوب حاجة الأمة إلى الإمام ، ووجدنا هذه الحاجة تثبت عند جواز الغلط عليهم ( 57 ) ، وانتفاء العصمة عنهم ، لما بيناه من لزومها لكل من كان بهذه الصفة ، وينتفي بانتفاء جواز الغلط ، بدلالة أنهم لو كانوا بأجمعهم معصومين لا يجوز الخطأ عليهم ; لما احتاجوا إلى إمام يكون لطفا لهم في ارتفاع الخطأ ، وكذلك لما كان الأنبياء معصومين لم يحتاجوا إلى الرؤساء والأئمة ، فثبت أن جهة الحاجة هي جواز الخطأ . فإن كان الإمام مشاركا لهم في جواز الخطأ عليه فيجب أن يكون مشاركا لهم في الحاجة إلى إمام يكون وراءه ، لأن الاشتراك في العلة يقتضي الاشتراك في المعلول . والقول في الإمام الثاني كالقول في الأول ، وهذا يؤدي إلى إثبات ما لا يتناهى من الأئمة أو الوقوف إلى إمام معصوم ، وهو المطلوب " ( 58 ) .
وترى الاثنا عشرية أن لقولها بالعصمة أدلة من النقل أيضا ; فالآية الشريفة ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) ( 59 ) ، دليل كبير على العصمة من كتاب الله تعالى مع تفصيل وتفسير طويلان جدا ، ليس هذا مجال بحثهما . ! ولكن على سبيل الاختصار يمكن أن يقال : " إن الظلم بكل ألوانه وصوره مانع عن نيل هذا المنصب الإلهي ( 60 ) ، فالاستغراق في جانب الأفراد يستلزم الاستغراق في جانب الظلم ، وتكون النتيجة ممنوعية كل فرد من أفراد الظلمة عن الارتقاء إلى منصب الإمامة ، سواء أكان ظالما في فترة من عمره ثم تاب وصار غير ظالم ، أو بقي على ظلمه ، فالظالم عندما يرتكب الظلم يشمله قوله سبحانه : ( لا ينال عهدي الظالمين ) ، فصلاحيته بعد ارتفاع الظلم تحتاج إلى دليل .
وعلى ذلك ، فكل من ارتكب ظلما ، وتجاوز حدا في يوم من أيام عمره ، أو عبد صنما ، أو لاذ إلى وثن ، وبالجملة ارتكب ما هو حرام ، فضلا عما هو كفر ، ينادى من فوق العرش : ( لا ينال عهدي الظالمين ) أي أنتم الظلمة الكفرة المتجاوزون عن الحد ، لستم قابلين لتحمل منصب الإمامة ; من غير فرق بين أن يصلح حالهم بعد تلك الفترة ، أو يبقوا على ما كانوا عليه .
وهذا يستلزم أن يكون المؤهل للإمامة طاهرا من الذنوب من لدن وضع عليه القلم إلى أن أدرج في كفنه وأدخل في لحده ، وهذا ما نسميه بالعصمة في مورد الإمامة " ( 61 ) .
ومن أدلة الإمامية الاثني عشرية على العصمة من الكتاب العزيز قوله تعالى : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) ( 62 ) " فإنه تعالى أوجب طاعة أولي الأمر على الاطلاق كطاعته وطاعة الرسول ، وهو لا يتم إلا بعصمة أولي الأمر ، فإن غير المعصوم قد يأمر بمعصية وتحرم طاعته فيها ، فلو وجبت أيضا اجتمع الضدان : وجوب طاعته وحرمتها ، ولا يصح حمل الآية على إيجاب الطاعة له في خصوص الطاعات ; إذ - مع منافاته لإطلاقها - لا يجامع ظاهرها من إفادة تعظيم الرسول وأولي الأمر بمساواتهم لله تعالى في وجوب الطاعة ، إذ يقبح تعظيم العاصي ، ولا سيما المنغمس بأنواع الفواحش . على أن وجوب الطاعة في الطاعات ليس من خواص الرسول وأولي الأمر ، بل تجب طاعة كل آمر بالمعروف ، فلا بد أن يكون المراد بالآية بيان عصمة الرسول وأولي الأمر وأنهم لا يأمرون ولا ينهون إلا بحق " ( 63 ) .
ومن السنة : قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إني تارك فيكم الثقلين - أو الخليفتين - : كتاب الله وعترتي أهل بيتي " ، فقد قال السيد محسن الأمين العاملي بعد ذكر هذا الحديث وغيره : " دلت هذه الأحاديث على عصمة أهل البيت من الذنوب والخطأ ، لمساواتهم فيها بالقرآن الثابت عصمته في أنه أحد الثقلين المخلفين في الناس ، وفي الأمر بالتمسك بهم كالتمسك بالقرآن ، ولو كان الخطأ يقع منهم لما صح الأمر بالتمسك بهم الذي هو عبارة عن جعل أقوالهم وأفعالهم حجة ، وفي أن المتمسك بهم لا يضل كما لا يضل المتمسك بالقرآن ، ولو وقع منهم الذنوب أو الخطأ لكان المتمسك بهم يضل ، وإن في اتباعهم الهدى والنور كما في القرآن ، ولو لم يكونوا معصومين لكان في اتباعهم الضلال ، وأنهم حبل ممدود من السماء إلى الأرض كالقرآن ، وهو كناية عن أنهم واسطة بين الله تعالى وبين خلقه ، وأن أقوالهم عن الله تعالى ، ولو لم يكونوا معصومين لم يكونوا كذلك . وفي أنهم لم يفارقوا لقرآن ولن يفارقهم مدة عمر الدنيا ، ولو أخطأوا أو أذنبوا لفارقوا القرآن وفارقهم ، وفي عدم جواز مفارقتهم بتقدم عليهم بجعل نفسه إماما لهم أو تقصير عنهم وائتمام بغيرهم ، كما لا يجوز التقدم على القرآن بالإفتاء بغير ما فيه أو التقصير عنه باتباع أقوال مخالفيه ، وفي عدم جواز تعليمهم ( 64 ) ورد أقوالهم ، ولو كانوا يجهلون شيئا لوجب تعليمهم ولم ينه عن رد قولهم " ( 65 ) .
وأما الزيدية فإنها لا ترى ضرورة عصمة الإمام ، بل أن له شروطا أربعة عشر .
يقول الشرفي ( 66 ) : " وشروط صاحبها - أي شروط الإمام - أربعة عشر شرطا :
الأول : البلوغ والعقل ، للإجماع على أن لا ولاية للصبي والمجنون على أنفسهما فضلا عن غيرهما " .
الثاني : الذكورة ، لقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ، ولأن المرأة لا تولى جميع أمرها ، ولأنها ممنوعة من مخالطة الناس وغير ذلك .
والثالث : الحرية . . . .
والرابع : . . . المنصب ، فلا تصح الإمامة إلا في منصب مخصوص بينه الشارع . . . .
الخامس : . . . الاجتهاد . . .
والسادس : . . . الورع . . .
والسابع : اجتناب المهن المسترذلة .
الثامن : الأفضلية . . .
والتاسع : الشجاعة . . .
والعاشر : التدبير . . .
والحادي عشر : القدرة على القيام بثمرة الإمامة . . .
والثاني عشر : السخاء بوضع الحقوق في مواضعها . .
والثالث عشر : السلامة من المنفرات نحو الجذام والبرص . . .
والرابع عشر : سلامة الحواس والأطراف . . . " ( 67 ) .
وهي تستدل على كل شرط على حدة باستدلالات عقلية ونقلية . وليس لديهم استقرار على القول بأربعة عشر شرطا ، فهذا " يحيى بن حمزة " يقول : " . . . أن طريق الإمامة عندنا - ممن ليس بمنصوص عليه - هي الدعوة ، فمن قام منهم ودعا إلى الإمام مستجمعا لأمور أربعة : . . . وجب على كافة المسلمين نصرته والدعاء إليه ، والاحتكام لأمره ، والتقوية لسلطانه " ( 68 ) .
ويرى عبد الله بن حمزة أن تلك الشروط " ستة " ( 69 ) .
وأما " العصمة " فالزيدية لا تراها : يقول " الشرفي " : " قال ( عليه السلام ) ( 70 ) : " ولا دليل عليها " أي على اشتراطها أي العصمة " إلا تقدير حصول المعصية من الإمام " لو لم يكن معصوما " أي لا دليل لهم ( 71 ) على اشتراط العصمة إلا تقدير حصول المعصية وهو لا يصلح دليلا ; لما ذكره ( عليه السلام ) بقوله : " قلنا : ذلك التقدير حاصل في المعصوم فيفرض حصول المعصية منه كما قال تعالى في سيد المعصومين ( لئن أشركت ليحبطن عملك ) ( 72 ) .
ولا يلزم من هذا الفرض وقوع الشرك منه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . " قالوا : لا سواء فإنه " امتنع وقوعها من المعصوم " قطعا ولو قدرت منه تقديرا فإنا نعلم انتفاءها " بخلاف غيره " أي غير المعصوم فإنه - مع تقديرها منه - يمكن وقوعها ولا يمتنع فلم يستو التقديران " قلنا ما دام " الإمام " عدلا فلا وقوع " للمعصية منه " وإن وقعت منه " المعصية " فكلومات المعصوم " ; لأن تقدير موت الإمام المعصوم ووقوع المعصية من الإمام غير المعصوم سواء في كونهما مبطلين للإمامة ، فهلا منعتم من قيام الإمام المعصوم - لتقدير موته ، كما منعتم من إمامة العدل لتقدير معصيته ، وكذلك تقدير العمى والجذام أو نحو ذلك ؟ " ( 73 ) .
ومع ذلك فهنالك من الزيدية من ذهب إلى اشتراط العصمة في الإمام " كأبي العباس الحسني " ( 74 ) وهو من هو عند الزيدية ! ! بل إن عبارات كبار أئمة الزيدية في صفة الإمام لتكاد توحي بأنها لا تنطبق إلا على المعصوم أو لا تنادي إلا بالمعصوم ! يقول الهادي يحيى بن الحسين ( 75 ) : " وكذلك الأوصياء فلا تثبت للخلائق وصية الأنبياء إليهم إلا باستحقاق لذلك العلم والدليل ، فأما الاستحقاق منهم لذلك المقام الذي استوجبوا به من الله العلم والدليل فهو فضلهم على أهل دهرهم وبيانهم عن جميع أهل ملتهم بالعلم البارع والدين والورع والاجتهاد في أمر الله وعلمهم ودليلهم فهو العلم بغامض علم الأنبياء والاطلاع على خفي أسرار الرسل وإحاطتهم بما خص الله به أنبياءه حتى يوجد عندهم من ذلك ما لا يوجد عند غيرهم من أهل دهرهم فيستدل بذلك على ما خصهم به أنبياؤهم وألقي إليهم من مكنون علمها وعجايب فوايد ما أوحى الله به إليها مما لا يوجد أبدا عند غير الأوصياء " ( 76 ) .
وأما قول " القاسم بن محمد " ( 77 ) بأنه لا دليل عليها ( أي على اشتراطها = العصمة ) إلا تقدير حصول المعصية ; فمجازفة ! !
لأدلة كثيرة ! منها :
أولا : أن الإمامية المتقدمين والمتأخرين ( 78 ) لم يذكروا أن مستندهم الوحيد في إيجابهم العصمة للإمام هو " تقدير حصول المعصية " ، بل لم يذكروه - أصلا - كدليل على إيجاب العصمة .

 

ما نراه في كتبهم استدلالا على العصمة وضرورتها هو :

 1 - أنه لو لم يكن ] الإمام [ معصوما لزم التسلسل ( 79 ) ، والتالي باطل فالمقدم مثله " ( 80 ) . " والدليل على وجوب كونه معصوما : أن الرئاسة إنما وجبت من حيث كانت لطفا ، يقل الفساد ويكثر الصلاح عندها ، وكان الأمر منعكسا مع فقدها من كثرة الفساد وقلة الصلاح ، فالرئيس لا يخلو من أن يكون معصوما أو لا يكون معصوما .
إن كان معصوما فهو المقصود ، وإن لم يكن معصوما كان محتاجا إلى رئيس آخر ، ثم الكلام في رئيسه كالكلام فيه ، في أنه إن لم يكن معصوما احتاج إلى رئيس آخر ، فكذا الثالث يحتاج إلى رابع ، والرابع إلى خامس ، وذلك يؤدي إلى إثبات ما لا ينحصر من الرؤساء ، وهو باطل ، أو إلى إثبات رئيس معصوم ، وبه يتم المقصود ، فإنه يكون إماما للكل ومن عداه يكونون نوابه وعماله وأمراءه ، وإنما قلنا : إذا لم يكن معصوما احتاج إلى رئيس آخر من حيث : إن العلة المحوجة إلى رئيس - وهي ارتفاع العصمة وجواز الخطأ - تكون قائمة فيه " ( 81 ) .
 2 - آية التطهير : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ( 82 ) . " وأما دلالتها على العصمة ، فتظهر إذا اطلعنا على أن المراد من الرجس هو القذارة المعنوية لا المادية . . . وعلى ضوء هذا ، فالمراد من الرجس في الآية : كل عمل قبيح عرفا أو شرعا ، لا تقبله الطباع ، ولذلك قال سبحانه بعد تلك اللفظة : ( ويطهركم تطهيرا ) ، فليس المراد من التطهير ، إلا تطهيرهم من الرجس المعنوي الذي تعد المعاصي والمآثم من أظهر مصاديقه .
وقد ورد نظير الآية في حق السيدة مريم ، قال سبحانه ( إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ) ( 83 ) .
ومن المعلوم أن تعلق الإرادة التكوينية على إذهاب كل رجس وقذارة ، وكل عمل منفر - عرفا أو شرعا - يجعل من تعلقت به الإرادة إنسانا مثاليا ، نزيها عن كل عيب وشين ، ووصمة عار " ( 84 ) .
 3 - ما سبق ذكره من استشهاد الإمامية بآية الإمامة ( 85 ) ، وطريقة استدلالها بتلك الآية . وغيرها من الأدلة .
ثانيا : أن من عرف " مبنى " الإمامية الاثني عشرية - وهو " قاعدة اللطف " - جزم - بإنصاف - بأن قولهم بعصمة الإمام إنما هو نابع من صميم النتائج العقلية الضرورية لمن التزم بقاعدة اللطف في مسألة الإمامة .
ثالثا : أن الزيدية - نفسها - احتارت أمام الدلائل التي تفرض نفسها للعصمة ، فاضطرت إلى القول بالعصمة ، ولكنها وقعت في مأزق خطير وهو ادعاء العصمة في العترة - هكذا ، مطلقة – في أولاد الحسنين ! ! ( 86 ) ، وكما يعبر الفلاسفة والمنطقيون " في الجملة لا بالجملة " بدون أن تحدد ، بل قالت : " وجماعة العترة معصومة " فالقول بالعصمة هو قول الزيدية أيضا ! ! إلا أنها جعلته في العترة عامة ، وهذا القول فيه ما فيه ! ! خصوصا إذا ما لوحظ أن الزيدية تنفي عن نفسها القول بعصمة آحاد أهل البيت ( 87 ) .
وحديث " الثقلين " القارن " العترة = أهل البيت بالقرآن = المعصوم " - بحد ذاته - كاف ليكون أبا لكل أدلة القائلين بعصمة الإمام . وكم قد رأينا - علما وعملا - جراء عدم القول بضرورة عصمة الإمام ولابديتها : أن كل الشروط التي تطرح تحت عنوان " صفة الإمام " لم تكن سوى شروط كمالية مثالية قل من رقى إليها .
وهذا هو الذي جعل كثيرا من أئمة الزيدية لا يعتبرون بعض الشروط ، كما هو المعروف عن " يحيى بن حمزة " وعدم اعتباره للاجتهاد شرطا في الإمام ( 88 ) .
وأما مراجعة تاريخ اليمن وتاريخ أئمة اليمن بوجه خاص ففيه الأدلة الكثيرة التي تؤيد " مثالية " الشروط التي اعتبرت في الإمام ( 89 ) .
ثم نتساءل ! إلى أين أوصلنا القول بأن لا ضرورة للقول بالعصمة ؟ ألم يوصلنا - في فترة من الزمن ; امتدت إلى هذه الفترة - إلى أن نضرب صفحا عن مناهج أهل البيت ( عليهم السلام ) ونجعل منابع شريعتنا غيرها ( 90 ) ! ؟ ألم نصل إلى القول تارة " بالنص الخفي " في الإمامة وتارة " بالنص الجلي " ونكون قد ارتكبنا جرما عقائديا - إن صح التعبير - عندما نقول بالأول منهما ! ! ألم نصل إلى أن نصبح حيارى في أخذ ديننا عن من ؟ بل حتى العلماء صاروا حيارى ; إن لم يكونوا أول من احتار ! ! وندندن كالسيد الحافظ إسحاق بن يوسف بن الإمام المتوكل على الله ( 91 ) :

أيها الأعلام من ساداتنا *** ومصابيح دياجي المشكل
خبرونا هل لنا من مذهب *** يقتفى في القول أو في العمل ؟
أم تركنا هملا نرعى بلا *** سائم نقفوه نهج السبل !
فإذا قلنا " ليحيى " ( 92 ) قيل لا *** ها هنا الحق لزيد بن علي ! ( 93 )
وإذا قلنا " لزيد " حكموا *** أن " يحيى " قوله النص الجلي
وإذا قلنا لهذا ولذا *** فهم خير جميع الملل
أو سواهم من بني فاطمة *** أمناء الوحي بعد الرسل
قرروا المذهب قولا خارجا *** عن نصوص الآل فابعث وسل ! ( 94 )

_________________________________
( 53 ) محمد بن محمد بن النعمان البغدادي الكرخي ( 336 أو 338 - 413 ه‍ ) الشيخ المفيد ، ابن المعلم ، عالم الشيعة ، صاحب التصانيف الكثيرة ، شيخ مشائخ الطائفة الإمامية الاثني عشرية ، لسان الإمامية ،
رئيس الكلام والفقه ، كان يناظر أهل كل عقيدة ، كثير الصدقات ، عظيم الخشوع ، كثير الصلاة والصوم ، خشن اللباس ، له أكثر من مائتي مصنف ، كانت جنازته مشهودة ، وشيعه ثمانون ألفا . أنظر : حياة الشيخ
المفيد ومصنفاته ، أعيان الشيعة : 9 / 420 ، سير أعلام النبلاء : 17 / 344 ، تاريخ الإسلام : ( حوادث 411 - 420 ه‍ : 332 ) الأعلام : 7 / 21 ، معجم رجال الحديث : 18 / 213 .
( 54 ) " أوائل المقالات في المذاهب والمختارات " للشيخ المفيد ، كتاب يشتمل على " الفرق بين الشيعة والمعتزلة وفصل ما بين العدلية من الشيعة ومن ذهب إلى العدل من المعتزلة والفرق ما بينهم من بعد وبين
الإمامية فيما اتفقوا عليه من خلافهم فيه من الأصول ، وذكر - في أصل ذلك - ما اجتباه هو من المذاهب المتفرعة عن أصول التوحيد والعدل والقول في اللطيف من الكلام . . . " . وقد طبع هذا الكتاب عدة طبعات ، وهو من أجود الكتب في بابه .
( 55 ) أوائل المقالات : 4 ، 5 .
( 56 ) " الذخيرة في علم الكلام أو ذخيرة العالم وبصيرة المعلم وهو من تتمة كتاب الملخص في أصول الدين " هو أحد كتابين جليلين في علم الكلام حلا في الرعيل الأول من الكتب الكلامية التي تناولت بيان مذهب الشيعة الإمامية وتبنت الذب عن أصوله الاعتقادية وتركيز الأسس العلمية التي اعتمدتها في دعم عقيدتها ، كما يصفه المحقق السيد أحمد الحسيني .
( 57 ) أي على الأمة .
( 58 ) الذخيرة : 430 ، 431 .
( 59 ) سورة البقرة : 124 .
( 60 ) الإمامة .
( 61 ) الإلهيات : 4 / 122 .
( 62 ) النساء : 59 .
(63) دلائل الصدق: 2/17.
( 64 ) إشارة إلى رواية لحديث الثقلين فيها ( . . . ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم . . . ) راجع تخريجه في " المراجعات " لشرف الدين ص 36 طبع دار الكتاب الإسلامي أو ص 16 طبعة ( مطبوعات النجاح بالقاهرة ) . وراجع تخريج حديث الثقلين في : حديث الثقلين تواتره فقهه كما في كتب السنة ، الإعتصام : 1 / 132 - 152 ، لوامع الأنوار : 1 / 51 ،
بحار الأنوار : 22 / 475 ، 36 / 329 ، 45 / 313 ، 68 / 22 ، نفحات الأزهار : الجزء الأول .
( 65 ) الغدير : 3 / 297 ، 298 ، وراجع : الأصول العامة للفقه المقارن : 164 - 189 .
( 66 ) أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي ( 975 - 1055 ) كان من ولاة الإمام القاسم ابن محمد وشرح كتابه الأساس بشرحين صغير وكبير ، عالم موسوعي ورع وأديب يصفه صاحب " نسمات الأسحار " بخاتمة المحققين له مؤلفات ومصنفات يدرس بعضها في حلقات العلم عند الزيدية . أنظر : عدة الأكياس : 1 / 17 ،
البدر الطالع : 1 / 82 ، الأعلام : 1 / 238 .
( 67 ) عدة الأكياس : 2 / 120 - 134 .
( 68 ) المعالم الدينية : 144 .
( 69 ) ديوان عبد الله بن حمزة وعنه دائرة المعارف الإسلامية الشيعية : 7 / 222 . ( * )
( 70 ) القائل هو القاسم بن محمد ( 1029 ) صاحب المتن المشروح والمسمى ب‍ " الأساس " وقد طبع هذا المتن في بيروت عام 1980 ه‍ بتحقيق الدكتور البيرنصري نادر عن دار الطليعة ، وطبعه بتحقيق آخر / محمد قاسم الهاشمي - مكتبة التراث الإسلامي / صعده - اليمن وصدرت الطبعة الثانية منه عام 1415 ه‍ .
( 71 ) أي الاثني عشرية .
( 72 ) الزمر : 65 .
( 73 ) عدة الأكياس : 2 / 134 ، 135 .
( 74 ) عدة الأكياس : 2 / 134 . وأبو العباس الحسني هو : أحمد بن إبراهيم الحسني المعروف بأبي العباس ( 353 ) وصف في كتب الزيدية ب‍ " السيد الإمام الحافظ ، الحجة ، شيخ الأئمة ، رباني آل الرسول ،
وشيخ المعقول والمنقول ، لم يبق شئ من فنون العلم إلا طار في أرجائه ، وهو تلميذ الإمام الناصر الأطروش ، وشيخ الإمامين الجليلين أبي طالب والمؤيد بالله . قال عنه عبد الله بن حمزة : " الفقيه المناظر المحيط بألفاظ
العترة أجمع غير مدافع ولا منازع ، كان محل الإمامة ، ومنزل الزعامة . أنظر : التحف : 118 ، أعيان الشيعة : 2 / 469 .
( 75 ) الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي ( 245 - 298 ) أول أئمة الزيدية في اليمن ، له مقام شامخ عند الزيدية لا يكاد يرقى إليه إمام - من أئمتهم - غيره ، كان على ورع شديد ، كتب ابن عمه علي بن محمد
العباسي العلوي سيرته في مجلد ضخم طبع بتحقيق الدكتور سهيل زكار سنة 1392 ه‍ - دار الفكر بيروت - في 418 صفحة .
عالم ، فقيه ، سياسي ، مؤسس دولة الأئمة في اليمن ، وواضع أسس الهادوية حارب القرامطة حروبا شديدة ، وكان له ولفقهه شأن عظيم في تاريخ اليمن ، مقامه ب‍ " صعدة " مشهور مزور . من كتبه " الأحكام في الحلال
والحرام " . أنظر : الإفادة : 128 ، الأعلام : 8 / 141 ، الحدائق الوردية : 2 / 13 ، التحف : 99 ، الموسوعة اليمنية : 2 / 1018 ، تاريخ الإسلام ( حوادث ووفيات 291 - 300 ه‍ ) : 321 .
( 76 ) المجموعة الفاخرة : 48 .
( 77 ) عدة الأكياس : 2 / 134 - 135 . القاسم بن محمد بن علي بن الرشيد ( 967 - 1029 ) فقيه ، عالم ، قام بدور سياسي بارز في محاربة الأتراك بعد أن ادعى الإمامة سنة 1006 ، ترك كثيرا من المؤلفات منها : "
الإعتصام " في الحديث و " الأساس " في أصول الدين ، ألف في ترجمته كتاب باسم " النبذة المعشيرة " لقب بالمنصور بالله ، أنظر : التحف : 229 ، البدر الطالع : 1 / 385 ، الموسوعة اليمنية : 2 / 738 ، الأعلام : 5 / 182 .
( 78 ) راجع : الذخيرة : 430 ، مناهج اليقين : 297 - 299 ، أوائل المقالات : 19 ، عقائد الإمامية : 313 ، أصل الشيعة وأصولها : 212 ، الإلهيات : 4 / 116 - 130 .
( 79 ) أي حاجة " الإمام " غير المعصوم إلى " إمام معصوم " .
( 80 ) " اصطلاح منطقي " بعبارة أخرى : إن التسلسل باطل ، والقول بعدم عصمة الإمام يستلزم احتياجه إلى من هو أعلم وأكمل منه وهذا الأعلم والأكمل هكذا يحتاج إلى من هذا أعلم وأكمل منه وهذا يؤدي إلى التسلسل ; إذن القول بعدم العصمة للإمام - القول الذي يؤدي إلى التسلسل - باطل ، فيثبت القول بعصمة الإمام مناهج اليقين : 297 .
( 81 ) المنقذ من التقليد : 2 / 278 - 279 .
( 82 ) الأحزاب : 33 .
( 83 ) سورة آل عمران : 42 .
( 84 ) الإلهيات : 4 / 128 ، 129 .
( 85 ) سورة البقرة : 124 .
( 86 ) عدة الأكياس : 2 / 188 .
( 87 ) شرح الأزهار : 1 / 15 وكتب أصول الفقه عند الزيدية .
( 88 ) وقال - بعدم اشتراط الاجتهاد في الإمام - الإمام المطهر والأمير الحسين والحسن بن وهاس والقاضي جعفر والقاضي مغيث والسيد عبد الله بن يحيى أبو العطايا . أنظر : شرح الأزهار : 4 / 520 .
( 89 ) الموسوعة اليمنية : 1 / 447 - 459 و 496 - 499 . ومن أجل حقيقة - أكثر صراحة - لا بد من القول بأن عملية وضع تلك الشروط تم بطريقة تجميعية دفعت بها خلفية عقلية ثيوقراطية تجعل من المصلحة
السياسية والسلطوية - المبتنية على مرتكزات دينية وعقيدية ; لم يكن بد من الاعتماد عليها - مشرعا جديدا وفق ضوابط " المصالح المرسلة " و " الاستحسان " أو لا وفقها !
( 90 ) شرح الأزهار : 1 / 8 ، مقدمة البحر الزخار : 196 .
( 91 ) السيد إسحاق بن يوسف بن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن الإمام القاسم بن محمد ( 1111 - 1173 ) قال عنه الشوكاني : " إمام الآداب ، والفائق في كل باب ، على ذوي الألباب " ، كان كريما وشاعرا ، فقيها
محدثا ، من كتبه رسالة ( الوجه الحسن المذهب للحزن ) ، وتفريج الكروب في مناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . أنظر ترجمته : البدر الطالع : 1 / 91 ، الأعلام : 1 / 297 .
( 92 ) الهادي : يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي .
( 93 ) زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( 75 - 122 ) أخ الإمام الباقر ( عليه السلام ) وعم الإمام الصادق ( عليه السلام ) وابن الإمام السجاد ( عليه السلام ) ، كان يعرف ب‍ " حليف القرآن " ويعتبر من فقهاء ومحدثي أهل البيت ( عليهم السلام ) . قام مخلصا لله تعالى أمام الجبارين في عصره ، وقال فيه الإمام الصادق ( عليه السلام ) " رحم الله عمي زيدا لو ظفر لوفى ، إنما دعا إلى الرضا
من آل محمد و . . . " قال الشيخ المفيد في " الإرشاد " : كان زيد بن علي ( عليه السلام ) عين إخوته بعد أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) وأفضلهم وكان عابدا ورعا فقيها سخيا شجاعا ، واعتقد كثير من الشيعة فيه الإمامة
وكان سبب اعتقادهم ذلك فيه خروجه بالسيف يدعو إلى الرضا من آل محمد فظنوه يريد بذلك نفسه ولم يكن يريده لمعرفته باستحقاق أخيه للإمامة من قبله . . . أنظر : الإفادة : 61 ، التحف : 43 ، الحدائق الوردية : 1 / 137
( الإمام زيد شعلة في ليل الاستبداد ) لمحمد يحيى سالم عزان ، معجم رجال الحديث : 8 / 357 - 369 ، زيد الشهيد ، سير أعلام النبلاء : 5 / 389 ، تاريخ الإسلام ( حوادث 121 - 140 ه‍ ) : 105 ، الإرشاد : 2 /
171 ، زيد بن علي ومشروعية الثورة عند أهل البيت ( عليهم السلام ) ، أعيان الشيعة : 7 / 107 ، الأعلام : 3 / 59 . (94 ) البدر الطالع : 1 / 91 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page