• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شهادة بعض علماء أهل السُنّة بعدم قول الشيعة بالتحريف

منهم: العلاّمة المحقّق والبحّاثة المتتبّع ممثل المسلمين في المناظرات الشهيرة مع القسّ فندر ممثّل النصارى، والذي هزمه شرّ هزيمة وانسحب القسّ قبل إتمام بقيّة المناظرات، ذلك هو الإمام رحمة الله الهندي، نزيل الحرمين الشريفين، صاحب الكتاب النفيس والسفر الخالد " إظهار الحقّ " في الردّ على النصارى، والذي يُعدّ بحقّ هو وشيخنا البلاغي أفضل من كتب في موضوعه، وإليك نصّ كلامه في معرض ردّه على النصارى:
{وأمّا الجواب عنه تحقيقاً، فلأنّ القرآن المجيد عند جمهور علماء الشيعة الإمامية الاثني عشرية محفوظ عن التغيّر والتبديل، ومن قال منهم بوقوع النقصان فيه فقوله مردود غير مقبول عندهم، قال الشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن بابويه، الذي هو من أعظم علماء الإمامية الاثني عشرية في رسالته الاعتقادية: اعتقادنا في القرآن أنّ القرآن الذي أنزل الله تعالى على نبيّه هو ما بين الدفّتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مئة وأربعة عشر سورة، وعندنا والضحى وألم نشرح سورة واحدة، ولإيلاف وألم تر كيف سورة واحدة، ومَنْ نسب إلينا أنّا نقول إنّه أكثر من ذلك فهو كاذب. انتهى.
وفي تفسير " مجمع البيان " الذي هو تفسير معتبر عند الشيعة: ذكر السيّد الأجلّ المرتضى علم الهدى ذو المجد أبو القاسم عليّ بن الحسين الموسوي أنّ القرآن كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مجموعاً مؤلّفاً على ما هو الآن، واستدلّ على ذلك بأنّ القرآن كان يُدرّس ويُحفظ جميعه في ذلك الزمان حتّى عيّن على جماعة من الصحابة كعبد الله بن مسعود وأُبيّ بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبيّ (صلى الله عليه وسلم) عدّة ختمات، وكلّ ذلك بأدنى تأمّل يدلّ على أنّه كان مجموعاً مرتّباً غير منشور ولا مبثوث، وذكر أنّ من خالف من الإمامية والحشوية لا يعتدّ بخلافهم، فإنّ الخلاف مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخباراً ضيعفة ظنّوا صحّتها لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحّته " انتهى.
وقال السيّد المرتضى أيضاً: " إنّ العلم بصحّة القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام المشهورة وأشعار العرب المسطورة، فإنّ العناية اشتدّت والدواعي توفّرت على نقله، وبلغت إلى حدّ لم تبلغ إليه في ما ذكرناه، لأنّ القرآن معجزة النبوّة ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وعنايته الغاية حتّى عرفوا كلّ شيء فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته، فكيف يجوز أن يكون مغيّراً أو منقوصاً مع العناية الصادقة والضبط الشديد ". انتهى.
وقال القاضي نور الله الشوشتري الذي هو من علمائهم المشهورين في كتابه المسمّى بـ " مصائب النواصب ": " ما نسب إليه الشيعة الإمامية بوقوع التغيّر في القرآن ليس ممّا قال به جمهور الإمامية، وإنّما قال به شرذمة قليلة منهم لا اعتداد بهم في ما بينهم ". انتهى.
وقال الملاّ صادق في شرح الكليني: " يظهر القرآن بهذا الترتيب عند ظهور الإمام الثاني عشر ويشهر به ". انتهى.
وقال محمّد بن الحسن الحرّ العاملي الذي هو من كبار المحدّثين في الفرقة الإمامية في رسالة كتبها في ردّ بعض معاصريه: " هر كسيكه تتبّع أخبار وتفحّص تواريخ وآثار نموده بعلم يقيني ميداند كه قرآن در غايه وأعلى درجه تواتر بوده وآلاف صحابه حفظ ونقل مگرداند روا در عهد رسول خدا (صلى الله عليه وآله وسلم) مجموع ومؤلّف بود ". انتهى.
وترجمته: " إنّ كلّ من تتبّع الأخبار وتفحّص التاريخ والآثار يعلم علم اليقين بأنّ القرآن نقل بأعلى درجة من التواتر، وأنّ آلاف الصحابة كانوا يحفظونه وينقلونه مثلما تمّ جمعه في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ".
فظهر أنّ المذهب المحقّق عند علماء الفرقة الإمامية الاثني عشرية أنّ القرآن الذي أنزله الله على نبيّه هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك، وأنّه كان مجموعاً مؤلّفاً في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وحفظه ونقله ألوف من الصحابة، وجماعة من الصحابة كعبد الله بن مسعود، وأُبيّ بن كعب وغيرهما، ختموا القرآن على النبيّ عدّة ختمات، ويظهر القرآن ويشتهر بهذا الترتيب عند ظهور الإمام الثاني عشر رضي الله عنه، والشرذمة القليلة التي قالت بوقوع التغيّر فقولهم مردود ولا اعتداد بهم في ما بينهم، وبعض الأخبار الضعيفة التي رويت في مذهبهم لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحّته، وهو حقّ، لأنّ الخبر الواحد إذا اقتضى علماً ولم يوجد في الأدلّة القاطعة ما يدلّ عليه وجب ردّه على ما صرّح به ابن المطهّر الحلّي في كتابه المسمّى " مبادئ الوصول إلى علم الأُصول "، وقد قال الله تعالى: (إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون) (1) ، في تفسير الصراط المستقيم الذي هو تفسير معتبر عند علماء الشيعة (أي إنّا لحافظون له من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان) . انتهى " (2) .
انتهى كلام العلاّمة الهندي، نقلناه بحرفه لفائدته في المقام.
وهذا الشيخ محمّد محمّد المدني أحد مشايخ الأزهر يقول: أمّا أنّ الإمامية يعتقدون نقص القرآن، فمعاذ الله، وإنّما هي روايات رويت في كتبهم، كما روي مثلها في كتبنا، وأهل التحقيق من الفريقين قد زيّفوها، وبيّنوا بطلانها، وليس فى الشيعة الإمامية أو الزيدية من يعتقد ذلك، كما أنّه ليس في السُنّة من يعتقده، ويستطيع من شاء أن يرجع إلى مثل كتاب " الإتقان " للسيوطي السُنّي ليرى فيه أمثال هذه الروايات التي نضرب عنها صفحاً...
أفيقال: إنّ أهل السُنّة ينكرون قداسة القرآن لرواية رواها فلان، أو لكتاب ألّفه فلان؟!
فكذلك الشيعة الإمامية، إنّما هي روايات في بعض كتبهم كالروايات التي في بعض كتبنا...، ثمّ ذكر كلام الشيخ الطبرسي والسيّد المرتضى المتقدّم، إلى أن قال: فهذا كلام صريح واضح فى الدلالة على أنّ الإمامية كغيرهم في اعتقاد أنّ القرآن لم يضع منه حرف واحد، وأنّ من قال بذلك فإنّما يستند إلى روايات ظنّها صحيحة وهي باطلة(3) .


____________
(1) سورة الحجر 15: 9.
(2) إظهار الحقّ ج 2 ص 113 ـ 115.
(3) مجلّة رسالة الإسلام / العدد 44 ص 382 ـ 384 / السنة 11.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page