طباعة

٤ ـ حتّى لا يكون في عنقه بيعة لأحد

ومن الحكم المشار إليها في الروايات والأحاديث الإسلاميّة أن لا تكون لأحد في عنقه بيعة : لأنّ الإمام المهدي ـ كما أشارت الروايات بذلك ـ تختلف ظروفه تماماً مع سائر المعصومين عليهم‌السلام ، فهو لا يخضع لأي سلطة ، فلو ظهر قبل تحقّق شروط ظهوره كاملة ، فإمّا أن يكون تابعاً لحكومة معيّنة وخاضعاً لها ، وهذا الأمر مخالف لما روي ، فعليه أن يكون غائباً حتّى لا يكون في عنقه بيعة لأحد من الخلق.
روى عليّ بن الحسن الفضّال ، عن أبيه ، عن الرضا عليه‌السلام ، قال : ( كأنّي بالشيعة عند فقدانهم الثالث من ولدي يطلبون المرعى فلا يجدونه.
قلت له : ولِمَ ذلك يابن رسول الله؟
قال : لأنّ إمامهم يغيب عنهم.
فقلت : ولِمَ؟
قال : لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا قام بالسيف ) (١).
___________________
(١) كمال الدين : ٢ / ٤٨٠.