• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

نصرتها لعلي عليهما السلام ودفاعها عن الإمامة

1 ـ وخرجت عليها السلام مع أبيها وبعلها يوم فتح مكة وضربت للنبي صلى الله عليه وآله قبة بأعلى الوادي وجلس فيها يغتسل وفاطمة تستره، وذهب علي إلى بيت أخته أم هانئ حين بلغه إنها آوت أناساً من بني مخزوم أقرباء زوجها، فلم تعرفه أم هانئ لأنه مقنع بالحديد، وقالت له: يا عبد الله أنا أم هانئ ابنة عم رسول الله وأخت علي بن أبي طالب، انصرف عن داري، فقال: أخرجوا من آويتم، فقالت: والله لأشكونك إلى رسول الله، فنزع المغفر فعرفته وقالت: فديتك حلفت لأشكونك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: اذهبي فبري قسمك، فجاءت فأخبرته، فقال: أجرت من أجرت.
فقالت فاطمة (عليها السلام) منتصرة لبعلها: إنما جئت يا أم هانئ تشكين علياً في أنه أخاف أعداء الله وأعداء رسوله(1).
2 ـ خرج علي كرم الله وجه (بعد بيعة أبي بكر) يحمل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله على دابة ليلاً في مجالس الأنصار، تسألهم النصرة، فكانوا يقولون: يا بنت رسول الله قد مضت بيعتنا لهذا الرجل، ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به، فيقول علي كرم الله وجهه: أفكنت أدع رسول الله صلى الله عليه وآله في بيته لم أدفنه وأخرج أنازع الناس سلطانه؟
فقالت فاطمة (عليها السلام): ما صنع أبا الحسن إلا ما كان ينبغي له، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم(2).
3 ـ عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا: إن فاطمة عليها السلام لما أن كان من أمرهم ما كان، أخذت بتلابيب عمر فجذبته إليها ثم قالت: أما والله يا أبن الخطاب لولا أني أكره أن يصيب البلاء من لا ذنب له، لعملت أني سأقسم على الله ثم أجده سريع الإجابة(3).
4 ـ عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: لما حضرت فاطمة الوفاة بكت، فقال لها أمير المؤمنين عليها السلام: يا سيدتي ما يبكيك؟ قالت: أبكي لما تلقى بعدي، فقال لها: لا تبكي فو الله إن ذلك لصغير عندي في ذات الله. قال: وأوصته أن لا يؤذن بها الشيخين، ففعل(4).
5 ـ دخلت أم سلمة على فاطمة عليها السلام فقالت لها: كيف أصبحت عن ليلتك يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قالت: أصبحت بين كمد وكرب: فقد النبي صلى الله عليه وآله وظلم الوصي؟ هتك والله حجابه من أصبحت إمامته (مقتضبة)(5).
6 ـ قالت عليها السلام في حديث طويل: أما والله لو تركوا الحق على أهله واتبعوا عترة نبيه، ما اختلف في الله اثنان، وورثها سلف عن سلف وخلف بعد خلف حتى يقوم قائمنا التاسع من ولد الحسين عليه السلام، ولكن قدموا من أخره الله وأخروا من قدمه الله(6).
أقول: إن ما مر عليك هو بعض الموارد في دفاعها عليها السلام عن بعلها عليه السلام لا بما أنه بعلها بل من حيث إمامته وقيادته للأمة، وقد كان دورها العظيم في الذود عنه عليه السلام في أقوالها وأفعالها التي صدرت منها في الحوادث القريبة بموت النبي صلى الله عليه وآله من الهجوم على دارها وضربها وإسقاط جنينها، الأحداث التي تحرق قلب كل من لم يشذ عن الفطرة الإنسانية مسلماً كان أو غيره، وأنا لا أدري أيها أذكر؟ أأذكر جعلها قميص رسول الله صلى الله عليه وآله على رأسها آخذة بيدي ابنيها قائلة: مالي ولك يا أبا بكر.
أو أقولها: لولا أن تكون سيئة لنشرت شعري، ولصرخت إلى ربي(7). أو حيلولتها بينهم وبين بعلها قائلة: والله لا أدعكم تجرون ابن عمي ظلماً... وأمر عمر قنفذ بن عمران يضربها بالسوط على ظهرها وجنينها(8).
أو قولها لأبي بكر: والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها(9).
أو قولها: والله لو لم تكف عنه لأنشرن شعري، ولأشقن جيبي، ولآتين قبر أبي، ولأصيحن إلى ربي(10).
أو قولها: خلوا عن ابن عمي، فو الذي بعث محمداً بالحق لئن لم تخلوا عنه لأنشرن شعري، ولأضعن قميص رسول الله صلى الله عليه وآله على رأسي، ولأصرخن إلى الله تبارك وتعالى، فما ناقة صالح بأكرم على الله من ولدي(11).
أو قولها: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم تركتم رسول الله جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم ولم تستأ مرونا، ولم تردوا لنا حقاً.
أو قولها لها: فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه(12).
أو قولها مشتكية عنهم: فجمعوا الحطب الجزل على بابها (بابي ظ) وأتوا بالنار ليحرقوه ويحرقونا، فوقفت بعضاضة الباب وناشدتهم الله، بالله وبأبي أن يكفوا عنا وينصرونا، فأخذ عمر السوط من يد قنفذ مولى أبي بكر فضرب به على عضدي، حتى صار كالدملج، وركل الباب برجله، فرده علي وأنا حامل، فسقطت لوجهي، والنار تسعر ويسفع في وجهي، فيضربني بيده حتى انتثر قرطي من أذني، وجاءني المخاض فأسقطت محسناً بغير جرم.
أو أنها ماتت وهي واجدة على أبي بكر وعمر، وأنها أوصت أن لا يصليا عليها.
أو أنها أوصت بإخفاء قبرها، وأن لا يشهد أحد جنازتها.
أو بكاءها ليلاً ونهاراً حتى منعوها من البكاء.
أو أنها هجرت أبا بكر فلم تكلمه حتى توفيت.
أو أنها حولت وجهها إلى الحائط، فسلما عليها، فلم ترد عليهما السلام. أو... أو... وفي الختام فاستمع لما يتلى من كلام أحد أفذاذ العامة: قال فكري أبو النصر مدرس الأدب العربي: لو كانت الولاية في أهل البيت يوحد الصفوف وتقارع دولة الفاتيكان الرومية، والشيعة في ذلك التقيد بأحاديث العترة الطاهرة لهم حججهم الفلسفية أنهم هم الذين أحاطوا بالإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ونادوا بأحقيته في الخلافة وأنه أحق بها وأهلها. لقد أحاطوا بهذا الحق وناصروه نصراً عزيزاً، وتساقطوا من حوله جماعات أنه حق الإمام علي وخلفه في ولاية المسلمين. لعمري اتجاه من الشيعة ينبئ عن قلوب عامرة بالإيمان، صادقة في الإحساس، حرة في التفكير، صادقة في العزيمة، وهو ما يشتهر به إخواننا الشيعة في أقطار المسلمين في العراق وإيران والبحرين واليمن والهند وباكستان والبرازيل و...
ومن الخطأ البين أن يعتقد ويظن أن الشيعة لم تتكون إلا في غمرة تلك الأحداث المروعة التي أثارها معاوية. لا.. لقد تشيع الناس لعلي بعد وفاة رسول عليه السلام يوم نادى الأنصار بالخلافة فيهم، ونادى بها سائر العرب للمهاجرين والقرشيين من آل الرسول، ولم ينته الخلاف إلا بعد أن حسمه عمر. ولما لم ينظر لها نظرة فلسفية بعيدة المدى عميقة الغور فقد أخطأ هذه النظرة الفلسفية التي حققت صدقها الأحداث هي أنه بخروج ولاية المسلمين عن آل البيت حتى ولو كانت لأبي بكر وعمر وعثمان قد أصبحت معرضة لأن ينتزعها الأقوى والأدهى ـ فيما بعد أبي بكر وعثمان ـ وتصبح هدفاً للطامعين والمغايرين.
أما لو كانت في آل البيت وحدهم مع العمل بمبادئ الشورى والنصيحة التي أقرها الإسلام ـ لو أن عمر أيد هذا الاتجاه ونظر هذه النظرة وتعمق هذا التعمق ـ لما وقعت هذه المآسي بل لظل الإسلام أبد الدهر أعلى مكانة، وأبسط نفوذاً، وأقوى إشراقاً وأهدى سبيلاً، ولكانت لنا في الشرق خلافة إسلامية ودولة عربية تضارع دولة الفاتيكان الرومية وقوة الغرب المادية(13).

 ___________________
1 - أعيان الشيعة: ج1، ص310، ط بيروت.
2 - الإمامة والسياسة: ص12، ط القاهرة.
3 - الكافي: ج1، ص460، باب مولد الزهراء عليها السلام.
4 - البحار: ج 43، ص 218 و 156.
5 - البحار: ج43، ص218 و156. وتقدم في كلامها تحت الرقم 41.
6 - البحار: ج36، ص353.
7 - علم اليقين: ج2، ص687.
8 - الإمامة والسياسة: ج1، ص14.
9 - الإمامة والسياسة: ج 1، ص 13.
10 - الإمامة والسياسة: ج1، ص13.
11 - بيت الأحزان: 87.
12 - المصدر، ص14.
13 - وسائل الشيعة ومستدركاتها: ج1، ص13، ط القاهرة 1377.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page