طباعة

22 - الخواجوئي المازندراني ( ت 1173 ه‍ ) .

وقال الفاضل المحقق الخواجوئي المازندراني في رسالته " طريق الإرشاد " ، وهو من أكابر علماء الإمامية في عصره : " وأما إيذاؤهم فاطمة ( عليها السلام ) ، فمشهور ، وفي كتب
الجمهور مسطور . بعث أبو بكر إلى بيت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، لما امتنع عن البيعة ، فأضرم فيه النار ، وفيه فاطمة ( ع ) ، وجماعة من بني هاشم ، وأخرجوا عليا ( ع ) ، وضربوا فاطمة ( ع ) فألقت فيه جنينها .
وأما جواب القوشجي عن هذا بأن تأخر علي عن بيعة أبي بكر لم يكن عن شقاق ومخالفة ، وإنما كان لعذر ، وطرو أمر . ففيه : أن لو كان الأمر كذلك ، فأي وجه لإضرام النار في بيته ، وإخراجه منه عنفا .
إلى أن قال : هذا التأخر إن كان لعذر يسوغ معه التأخر عن البيعة فالأمر على ما عرفته من وجوب الإهمال والاعتذار ، وحينئذ فلا وجه لإخراجه عنفا ، وإحراق بيته بالنار . وإن لم يكن كذلك فكيف يسوغ لمثل علي ( ع ) أن يتخلف بلا عذر عن بيعة إمام يعتقد صلاحيته للإمامة ؟ ومن مات وليس في عنقه بيعة إمام مات ميتة جاهلية . كما رواه ميمون بن مهران ، الخ . . . " ( 1 ) .
ويقول أيضا وهو يتابع مناقشة ما قاله القوشجي : " . . ثم أي تقصير في ذلك لفاطمة ( ع ) الطاهرة ؟ أو بم استحقت الضرب إلى حد ألقت جنينها ؟ ! وبعد اللتيا والتي ، ففيه تصريح في المطلوب لأنه لما سلم صحة الرواية ، ولم يقدح فيها ( 2 ) .
وفيها دلالة صريحة على ضربهم فاطمة ضربا شديدا . وقد سبق أن إيذاءها إيذاء رسول الله الخ . . . " ( 3 ) .
وقال أيضا بعد أن ذكر طائفة مما رواه الجمهور في حق أهل البيت ( ع ) وفي حق السيدة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها : " كيف يروي الجمهور هذه الروايات ، ثم يظلمونها ، ويؤذونها ، ويأخذون حقها ، وينسبونها إلى الكذب ودعوى الباطل ، ويكسرون ضلعها ، ويجهضون ولدها من بطنها " ( 4 ) .
وقال أيضا : " . . فانظر أيها العاقل الرشيد ، وصاحب الرأي السديد ، كيف يروي الجمهور هذه الروايات . ثم يظلمونها ، ويأخذون حقها ، ويكسرون ضلعها ، ويجهضون ولدها من بطنها ، فليحذر المقلد . . إلى أن قال رحمه الله : هذا ، وورد في طريقنا : أنها ( ع ) كانت معصومة صديقة شهيدة رضية الخ . . . " ( 5 )
_______
( 1 ) الرسائل الاعتقادية : ص 444 .
( 2 ) المقصود هو القوشجي . ( * )
( 3 ) الرسائل الاعتقادية : ص 446 .
( 4 ) ( رسالة : طريق الإرشاد ) للخواجوئي المازندراني ( ضمن الرسائل الاعتقادية ) : ص 465 .
( 5 ) الرسائل الاعتقادية : ص 301 . ( * )