• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

هيئة كتابة التاريخ برئاسة معاوية

ما أن أٌستشهد أمير المؤمنين(عليه السلام) حتّى انتقل معاوية من حربه العسكرية(1) ضد الإمام عليّ(عليه السلام) إلى حربه الإعلامية حيث اتخذ سلسلة من الإجراءات بهذا الصدد، منها:
أولاً: البراءة من الإمام عليّ(عليه السلام):
كان معاوية قد أوجد سٌنة سب الإمام عليّ(عليه السلام) في حياة الإمام عليّ(عليه السلام)، حيث قنت عليه، ولعنه بالصلاة، وخطبة الجمعة، وأضاف إليه الحسن والحسين وابن عباس والأشتر النخعي(2)، ولذا كان من شروط الإمام الحسن(عليه السلام) على معاوية عدم سب الإمام عليّ(عليه السلام)، إذ جاء: ((ألا يتبع أحد بما مضى، ولا ينال أحد من شيعة عليّ بمكروه، ولا يذكر عليّ إلاّبخير))(3).
إلا أنّ معاوية لمّا تولى الحكم تجاوز الحد ليس فقط بسب الإمام عليّ(عليه السلام) بل جعل البراءة من الإمام من المسائل الّتي تزكي الفرد أو تتهمه(4).
وكان معاوية يقول في آخر خطبة الجمعة: ((اللهم إن أبا تراب ألحد في دينك، وصدّ عن سبيلك فالعنه لعناً وبيلا، وعذبه عذاباً أليما))، وانّه كتب بذلك إلى الآفاق، فكانت هذه الكلمات يشار بها على المنابر، إلى خلافة عمر بن عبد العزيز(5). بل إن لعن الإمام عليّ(عليه السلام) في موسم الحج أصبح من المستحبات(6).
وكان خالد بن عبد الله القسري والي العراق لهشام بن عبد الملك يقول في خطبته: ((اللهم ألعن عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، صهر رسول الله على ابنته، وأبا الحسن والحسين! ثمّ يقبل على الناس ويقول: هل كنيت!))(7).
وكانت جماعة من بني أمية قالت لمعاوية بعد سنين من حكمه: ((إنك قد بلغت ما أملّت، فلو كففت عن لعن هذا الرجل! فقال: لا والله حتّى يربو عليه الصغير، ويهرم عليه الكبير، ولا يذكر له ذاكر فضلا))!(8)
وقال الجاحظ: ((وما كان عبد الملك ــ بن مروان ــ ... ممّن يخفى عليه فضل عليّ(عليه السلام)، وأن لعنه على رؤوس الأشهاد، وفي أعطاف الخطب، وعلى صهوات المنابر ممّا يعود عليه نقصه، ويرجع إليه وهنه، لأنَّهما جميعاً من بني عبد مناف، والأصل واحد، والجرثومة منبت لهما، وشرف عليّ(عليه السلام) وفضله عائد عليه، ومحسوب له. ولكنه أراد تشييد الملك وتأكيد ما فعله الأسلاف، وأن يقرر في أنفس الناس إن بني هاشم لا حظ لهم في هذا الأمر، وأن سيدهم الّذي به يصولون، وبفخره يفخرون، هذا حاله وهذا مقداره، فيكون من ينتمي إليه ويدلي به عن الأمر أبعد، وعن الوصول إليه أشحط وأنزح))(9).
وكان هذا الأمر قد تنبأ به الإمام عليّ(عليه السلام) إذ قال لأصحابه: (أمّا أنّه سيظهر عليّكم بعدي رجل رحب البلعوم، مندحق البطن، يأكل ما يجد، ويطلب ما لا يجد، فأقتلوه ـ ولن تقتلوه، ألاّ أنّه سيأمركم بسبي والبراءة مني، فأمّا السب فسبوني، فانّه لي زكاة ولكم نجاة، وأمّا البراءة فلا تتبرؤا مني، فاني ولدت على الفطرة، وسبقت إلى الإيمان والهجرة)(10).
وبعدما تولى معاوية الأمر كتب كتاباً إلى جميع الولايات جاء فيه: ((أن برئت الذمة ممّن روى شيئا من فضل أبي تراب(11) وأهل بيته))(12).
يقول المدائني(13): ((فقامت الخطباء في كلّ كورة، وعلى كلّ منبر يلعنون عليّاً ويبرؤون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته))(14).
قال أبو جعفر الاسكافي المعتزلي ت204هـ: ((إن بني أمية منعوا من إظهار فضائل الإمام عليّ(عليه السلام)، وعاقبوا على ذلك الراوي له، حتّى أن الرجل إذا روى عنه حديثاً لا يتعلق بفضله بل بشرائع الدين لا يتجاسر على ذكر اسمه، فيقول: عن أبي زينب))(15).
وروى عطاء، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، قال: وددت أن أترك فأحدث بفضائل عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) يوماً إلى الليل، وأن عنقي هذه ضربت بالسيف(16).
وروى أبو غسان البصري: إن عبيد الله بن زياد بن أبيه بنى في البصرة أربعة مساجد تقوم على بغض الإمام عليّ(عليه السلام) والوقيعة به وهي مسجد بني عدي، ومسجد بني مجاشع، ومسجد كان في العلافين على فرضة البصرة، ومسجد في الأزد(17).
ولمّا تولى المغيرة بن شعبة الكوفة لمعاوية، أمر حجر بن عدي أن يقوم في الناس ويلعن الإمام عليّ(عليه السلام)، فأبى ذلك فأخذ يهدده، فقام حجر وقال:
((أيها الناس إن أميركم أمرني أن ألعن عليّاً فألعنوه. ويقصد المغيرة باللعن))(18).
وقرر زياد بن أبيه يوماً أن يستعرض أهل الكوفة أجمعين على البراءة من الإمام عليّ(عليه السلام)، وأن يقتل كلّ من امتنع من ذلك، فضربه الله ذلك اليوم بالطاعون ومات(19).
ومن الذين عملوا بوصايا معاوية عمرو بن ثابت أخو زيد بن ثابت، وكلاهما معاد للإمام عليّ(عليه السلام)، حيث كان عمرو أيام معاوية يركب ويدور في قرى الشام، ويجمع أهلها ويقول: أيّها الناس، إنّ عليّاً كان رجلاً منافقاً، أراد أن ينخس برسول الله(صلى الله عليه وآله) ليلة العقبة، فألعنوه، فيلعنه أهل تلك القرية، ثمّ يسير إلى قرية أخرى وهكذا(20).
ثانياً: اضطهاد أصحاب الإمام عليّ(عليه السلام):
كان من شروط الإمام الحسن(عليه السلام) على معاوية عدم تتبع أصحاب الإمام عليّ(عليه السلام)(21)، إلاّ أن معاوية لم يفِ بهذا الشرط حيث كتب لولاته: ((ألاّ يجيزوا لأحد من شيعة عليّ وأهل بيته شهادة))(22).
ويبدو أن الكتاب الأخير ترك أثراً سلبياً على أصحاب الإمام عليّ(عليه السلام) و كان أشده في الكوفة إذ يقول المدائني: ((وكان أشد الناس
بلاءً حينئذ أهل الكوفة، لكثرة من بها من شيعة(23) عليّ(عليه السلام)، فاستعمل عليهم زياد بن سمية(24)، وضم إليه البصرة، فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف لأنّه كان منهم أيام عليّ(عليه السلام) فقتلهم تحت كلّ حجر ومدر، وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل، وسمل العيون، وصلبهم على جذوع النخل، وطردهم وشردّهم عن العراق، فلم يبقَ بها معروف منهم))(25).
ويقول المدائني: إن معاوية كتب كتاباً آخر جاء فيه: ((اُنظروا من قامت عليه البينة أنّه يحب عليّاً وأهل بيته، فاُمحوه من الديوان، واُسقطوا عطاءه ورزقه))(26).
ولم يقتصر الأمر على أصحاب الإمام(عليه السلام) بل امتدّ إلى كلّ من يشتبه بموالاته للإمام(عليه السلام) ولأهل البيت(عليهم السلام) وأصحابه، إذ جاء في أحد كتبه: ((ومن اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم، فنكلوا به، واهدموا داره))(27).
ولنا أن نتصور كيف كان الحال بعد هذا المرسوم، فلم يكن البلاء أشد ولا أكثر منه بالعراق، ولا سيما الكوفة، حتّى أن الرجل من شيعة عليّ(عليه السلام)
ليأتيه من يثق به فيدخل بيته، فيلقي إليه سرّه، ويخاف من خادمه ومملوكه، ولا يحدثه حتّى يأخذ عليه الأيمان الغليظة، ليكتمن عليه(28).
وفي حديثه لأبان بن أبي عياش(29) أجاد الإمام محمّد الباقر(عليه السلام) تصوير الحال وقتذاك بقوله: (فقتلت شيعتنا بكل بلدة، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة، وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله، أو هدمت داره، ثمّ لم يزل الأمر يشتد ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد(30) قاتل الحسين(عليه السلام)، ثمّ جاء الحجاج فقتلهم كلّ قتلة وأخذهم بكل ظنة وتهمة، حتّى أن الرجل ليقال له زنديق أو كافر أحب إليه من أن يقال شيعة عليّ)(31).
ثالثاً: تقريب خصوم الإمام عليّ(عليه السلام):
بعد أن أفرغ معاوية الساحة تماماً من أصحاب الإمام عليّ(عليه السلام)، ملأها بخصوم الإمام(عليه السلام)، حيث جاء في أحد كتبه لولاته: ((أن اُُنظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته، والذين يروون فضائله ومناقبه، فادنوا مجالسهم وقربوهم، واكرموهم، واكتبوا لي بكل ما يروي كلّ رجل منهم، واسمه واسم أبيه وعشيرته))(32).
وقد تعرض لموكب الحجاج أحدهم(33) وقال: ((أيها الأمير، إن أهلي عقوني فسموني عليّاً، فغير اسمي، وصلني بما أتبلغ به فاني فقير. فقال الحجاج: للطف ما توصلت به قد سميتك كذا، ووليتك العمل الفلاني فاشخص إليه))!(34).
وروى الكلبي: أن الحجاج قال يوماً لعبد الله بن هانىء من بني أود، وكان شهد مع الحجاج مشاهده كلها ويعد من أنصاره: والله ما كافأتك بعد! ثمّ أرسل إلى أسماء بن خارجة سيد بني فزارة: أن زوج عبد الله بن هانىء بابنتك. فقال: لا والله ولا كرامة! فدعا بالسياط، فلمّا رأى الشر. قال: نعم أزوجه. ثمّ بعث إلى سعيد بن قيس الهمداني رئيس اليمانية: زوج ابنتك من عبد الله. فقال: لا والله لا أزوجه ولا كرامة! فقال: عليّ بالسيف. فقال: دعني حتّى أشاور أهلي. فشاورهم، فقالوا: زوجه ولا تعرض نفسك لهذا الفاسق. فزوجه. فقال الحجاج لعبد الله: قد زوجتك بنت سيد فزارة وبنت سيد همدان، وعظيم كهلان. وما أود هناك! فقال عبد الله: لا تقل أصلح الله الأمير ذاك! فانّ لنا مناقب ليست لأحد من العرب. قال الحجاج: وما هي؟ قال عبد الله: ما سب أمير المؤمنين عبد الملك في ناد لنا قط. قال الحجاج: منقبة والله. قال عبد الله: وشهد منا صفين مع أمير المؤمنين معاوية سبعون رجلاً، وما شهد منا مع أبي تراب إلاّ رجل واحد وكان والله ما علمته امرىء سوء. قال الحجاج: منقبة والله.
قال عبد الله: ومنا نسوة نذرن: إن قتل الحسين بن عليّ أن تنحر كلّ واحدة عشر قلائص، ففعلن. قال الحجاج: منقبة والله. قال عبد الله: وما منا رجل عٌرض عليه شتم أبي تراب ولعنه إلاّ فعل وزاد ابنيه حسناً وحسيناً وأمهما فاطمة. فقال الحجاج: منقبة والله. قال عبد الله: وما أحد من العرب له من الصباحة والملاحة مالنا. فضحك الحجاج، وقال: أمّا هذه يا أبا هانىء فدعها. وكان عبد الله دميماً شديد الأدمة مجدوراً في رأسه عجر، مائل الشدق، أحول، قبيح الوجه، شديد الحول(35).
رابعاً: افتعال فضائل للخليفة عثمان:
لقد أحسن خصوم الإمام أداء المهمة الّتي أوكلت إليهم، حتّى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه(36)، لمّا كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات والكساء والحباء والقطائع، ويفيضه في العرب منهم والموالي، فكثر ذلك في كلّ مصر، وتنافسوا في المنازل والدنيا، فليس يجيء أحد مردود من الناس عاملاً من عمال معاوية، فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلاّ كتب اسمه وقرّبه وشفّعه(37).
خامساً: افتعال فضائل للخليفتين ولسائر الصحابة مقابل فضائل الإمام عليّ(عليه السلام):
جاءت المرحلة الأخيرة حيث شكّل معاوية لجنة من مجموعة من الصحابة(38) كعمرو بن العاص وأبو هريرة، والمغيرة بن شعبة، ومن التابعين عروة بن الزبير(39). وكانت مهمتها:
1ــ افتعال فضائل للصحابة.
2ــ وضع فضائل للصحابة مقابل فضائل الإمام عليّ(عليه السلام).
3ــ افتعال مثالب للإمام عليّ(عليه السلام).
ولذا كان لكل واحد من هؤلاء دور في تنفيذ أمر معاوية!
فعمرو بن العاص أحد الذين ولدوا من زواج الرهط، وهو اجتماع عدّة رجال على امرأة واحدة، فإذا ولدت ألحقت الوليد بأيهم شاءت. وكانت أم عمرو بن العاص تدعى النابغة بنت حرملة من تلك النساء، فلمّا ولدت عمراً ألحقته بالعاص بن وائل، وقد سأله سائل عن أمه فقال: سلمى بنت حرملة تلقب بالنابغة من بني عنزة، أصابتها رماح العرب فبيعت بعكاظ، وأشتراها الفاكه بن المغيرة وباعها لعبد الله بن جدعان ثمّ صارت إلى العاص بن وائل فولدت له فأنجبت فإنّ كان جعل لك شيء فخذه. ويقال أن أمه من أصحاب الرايات وقد اختلف فيه عشرة من الرجال ، فنسبته أمه إلى العاص بن وائل بينما كان عمرو أشبه بأبي سفيان، ولمّا سُئلت قالت: لأنّ العاص كان ينفق عليّ، وأبو سفيان شحيح.
وكان عمرو من أشد المشركين عداء للرسول(صلى الله عليه وآله)، وفي أبيه نزلت: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ}(40)، ولمّا هاجر المسلمون إلى الحبشة، أوفدته قريش مع عمارة بن الوليد للنجاشي لتسليمهم إلى قريش فرفض النجاشي، وقد غدر ابن العاص بعمارة لدى النجاشي(41).
وبعد هجرة الرسول(صلى الله عليه وآله) إلى المدينة، لم يذكر له موقف في حروب المشركين ضد الرسول(صلى الله عليه وآله) مع أنّه ألد أعداء الرسول(صلى الله عليه وآله) والظاهر أنّه لم يكن من الشجعان، وبعد اتساع الإسلام في الجزيرة جاء عمرو وأسلم قبل فتح مكة بستة أشهر، وهناك رواية تشير إلى أن إسلامه بعد لقاءه بالنجاشي وأنّ الأخير أقنعه بالإسلام فعندها جاء وأسلم، ولكنها رواية ضعيفة وشاذة لأنّ الهجرة إلى الحبشة في السنة الخامسة للبعثة الشريفة أمّا هو فهاجر في سنة 8 هـ أي بعد ستة عشر سنة، وقد ولاه الرسول(صلى الله عليه وآله) في معركة ذات السلاسل على جيش فيه أبو بكر وعمر وأبو عبيدة.
ولمّا توفي النبيّ(صلى الله عليه وآله) كان عمرو بن العاص من ضمن جماعة من متأخري الإسلام الذين شنوا حملة على الأنصار فاستنجد الأنصار بالإمام عليّ(عليه السلام) وأدى ذلك لسلسلة من المحاورات الكلامية الشديدة اللهجة، ثم أصبح عمرو بن العاص أحد القادة الأحد عشر الذين أرسلهم الخليفة أبو بكر للقضاء على المخالفين ثمّ أصبح من قادة الفتوحات زمن الخليفة عمر حيث فتح فلسطين ومصر، ثمّ تولى مصر أيام عمر وأربع سنين من خلافة عثمان لكنه عزله وولى عبد الله بن أبي سرح، فاعتزل عمرو في فلسطين وأخذ يؤلب الناس ضد عثمان حتّى مقتل الخليفة، فقال: ((أنا أبو عبد الله ما نكأت قرحة إلاّ أدميتها)). ثمّ استجاب لدعوة معاوية فانظم إليه في حربه للإمام عليّ(عليه السلام)، وكان موقفه معروفاً يوم صفين حيث برز للإمام لكنه نجا بفضل عورته، ولجأ إلى حيلة رفع المصاحف، ممّا أدى لدخول الشبهة لدى أهل العراق، ثمّ أصبح ممثل أهل الشام في التحكيم حيث خدع أبا موسى الأشعري وبعدها قاد جيشاً من الشام نحو مصر حيث تمكن من القبض على والي الإمام محمّد بن أبي بكر وإحراقه بجيفة حمار، وسيطر على مصر سنة 38هـ ، واستمر حتّى سنة 43هـ. .
وحينما حضرته الوفاة قال: ((اللهم أنك أمرتني فلم أأتمر وزجرتني فلم أنزجر)). ووضع يده على موضع الغل وقال: اللّهمّ لا قوي فانتصر ولا بري فأعتذر. ويقال أنّه لمّا حضرته الوفاة بكى فقال له ولده: لم تبكي؟ أجزعاً من الموت؟ قال: لا والله، ولكن لما بعد الموت! فقال له: كنت على خير. وجعل يذكر صحبته لرسول الله(صلى الله عليه وآله) وفتوحه الشام ومصر. فقال عمرو: تركت أفضل من ذلك شهادة أن لا اله إلاّ الله!
يرى أبو عبد الله البصري ــ أحد شيوخ المعتزلة ــ أنّ أول من قال بالإرجاء المحض معاوية وعمرو بن العاص، كانا يزعمان أنّه لا يضر مع الإيمان معصية، ولذلك قال معاوية لمن قال له: حاربت من تعلم، وارتكبت ما تعلم؟! فقال: ((وثقت بقوله تعالى: >إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً<))(42). وإلى هذا المعنى أشار عمرو بن العاص لابنه(43) بقوله: ((تركت أفضل من ذلك، شهادة أن لا اله إلاّ الله))(44).
وحينما أورد ابن أبي الحديد ما ذكره الواقدي في غزوة بدر حول ما كان يرويه عمرو بن العاص بعد إسلامه حول رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب، في أنّ شخصاً أخذ صخرة من جبل أبي قبيس(45) وأرسلها تهوى، فما بقي بيت في مكة إلاّ ودخلها منه فلقة. فكان عمرو بن العاص يقول: لقد رأيت كلّ هذا، ولقد رأيت في دارنا فلقة من الصخرة الّتي انفلقت من أبي قبيس، ولقد كان ذلك عبرة، ولكن الله لم يرد أن نسلم يومئذ لكنه أخر إسلامنا إلى ما أراد(46). قال ابن أبي الحديد معلّقاً: ((كان بعض أصحابنا يقول: لم يكف عمرو أن يقول: رأيت الصخرة في دور مكة، فيخرج ذلك مخرج الاستهزاء باطناً على وجه النفاق، واستخفافه بعقول المسلمين. زعم حتّى يضيف إلى ذلك القول بالجبر الصراح فيقول: إنّ الله تعالى لم يكن أراد منه الإسلام يومئذ))(47).
وهناك أحاديث نسبت للنبي(صلى الله عليه وآله) في حق ابن العاص لا تتفق وتوجهاته كالقول المنسوب له (صلى الله عليه وآله): (أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص)، والمعروف إن الإسلام باللسان والإيمان بالقلب والإيمان أرقى من الإسلام!!(48)
أمّا عن دوره في هذه اللجنة فقد اختلق حديثاً عده البخاري ومسلم من الصحاح وهو: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: (إنّ آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء إنّما وليي الله وصالح المؤمنين)(49).
وأمّا أبو هريرة فهو من أهل البحرين أسلم في السنة السابعة للهجرة وأمضى مع النبيّ(صلى الله عليه وآله) عاماً ونصف العام، وبعد ذلك ذهب للبحرين ــ عاماً ونصف العام ــ ومع قصر المدة الّتي قضاها مع النبيّ(صلى الله عليه وآله) فقد جاء في المرتبة الأولى في مقدار الأحاديث الّتي رويت عن النبيّ(صلى الله عليه وآله)(50).
وكان دوره كبيراً، فقد روى إن المقصود بقول النبيّ(صلى الله عليه وآله): (فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني). روى إن الّذي آذى فاطمة(عليها السلام)
وبالتالي آذى النبيّ(صلى الله عليه وآله) إنّما هو الإمام عليّ(عليه السلام) حينما أراد أن يتزوج ابنة أبي جهل في حياة السيدة فاطمة(عليها السلام)(51).
وقال أبو جعفر الاسكافي: ((روى الأعمش: لمّا قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة، جاء إلى مسجد الكوفة، فلمّا رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه، ثمّ ضرب صلعته مراراً، وقال: يا أهل العراق، أتزعمون إنيّ أكذب على الله ورسوله، وأحرق نفسي بالنار! والله لقد سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: إنّ لكل نبي حرماً، وإنّ حرمي المدينة، ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. ثمّ قال: وأشهد بالله إن عليّاً أحدث فيها. فلمّا بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولاه المدينة))(52). وهنا يُحمل أبي هريرة الإمام عليّ(عليه السلام) مسؤولية مقتل الخليفة عثمان بن عفان!
وأمّا المغيرة بن شعبة أحد الصحابة الذين أثيرت حولهم الكثير من الإشكالات، حيث كان إسلامه أثر غدره غدرها بأصحابه، وكان من ضمن الذين ضربوا السيّدة فاطمة(عليها السلام) وأسقطوا جنينها، وولاه الخليفة عمر على البصرة، فأرتكب فاحشة الزنا وكاد أن يرجم لولا اجتهاد الخليفة عمر!! وأصبح في عهد معاوية أحد أعوانه الثلاثة مع زياد بن أبيه وعمرو بن العاص حيث ولاه الكوفة حتّى وفاته(53).
وكان المغيرة صاحب دنيا، يبيع دينه بالقليل النزر منها، ويرضي معاوية بذكر الإمام عليّ(عليه السلام) بسوء، حيث قال يوماً في مجلس معاوية: ((إن عليّاً لم ينكحه رسول الله ابنته حباً، ولكنه أراد أن يكافىء بذلك إحسان أبي طالب له)). وكان يلعن الإمام عليّ(عليه السلام) لعناً صريحاً على منبر الكوفة(54).
كان المغيرة ضمن حزب أبي بكر وعمر، ويتضح أنّ له علاقة قديمة بأبي بكر! فأنّه لمّا ذهب للتجارة إلى مصر وعاد فغدر بأصحابه وجاء بالأموال إلى أبي بكر الّذي أخذه للنبي(صلى الله عليه وآله) ليسلم وليخمسها فقبل النبيّ إسلامه ورفض الأموال(55). وفي يوم السقيفة كان له شأن في شد عضد أبي بكر واقترح استمالة العباس وأن يجعلوا له من الأمر نصيب لإضعاف جانب الإمام عليّ(عليه السلام)(56)، ثمّ كان من ضمن المهاجمين لبيت الإمام، حيث لمّا رفض الإمام عليّ(عليه السلام) بيعة أبي بكر قال عمر: قوموا بنا إليه، فقام أبو بكر وعمر وعثمان وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة وقنفذ، فلمّا انتهوا إلى الباب فرأتهم السيّدة فاطمة صلوات الله عليها أغلقت الباب في وجوههم وهي لا تشك أن لا يدخل عليها إلاّ بإذنها فضرب عمر الباب برجله فكسره ــ وكان من سعف ــ ثمّ دخلوا فاخرجوا عليّاً(عليه السلام) ملبباً(57) وأنه ضرب السيدة فاطمة(عليها السلام) وأسقط جنينها ممّا أدى لوفاتها(عليها السلام) إذ روى الشعبي وأبي مخنف ويزيد بن أبي حبيب المصري أنّهم رووا عن الإمام الحسن(عليه السلام) أنّه قال في مناظراته في مجلس معاوية وهو يبين مواقف أتباع معاوية ضد الإسلام والنبيّ وأهل البيت(عليهم السلام): (وأمّا أنت يا مغيرة بن شعبة!... ضربت فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) حتّى أدميتها وألقت ما في بطنها، واستذلالا ًمنك لرسول الله(صلى الله عليه وآله)، ومخالفة منك لأمره، وانتهاكا ًلحرمته، وقد قال لها رسول الله(صلى الله عليه وآله): أنت ِسيدة نساء أهل الجنة. والله مصيرك إلى النار)(58).
وقد كافئه عمر! حيث ولاه على البصرة إلاّ أنّه ارتكب فاحشة الزنا ورغم شهادة الشهود إلاّ أن اجتهاد الخليفة أنقذه من موت محقق(59)، وكان الإمام عليّ(عليه السلام) يتوعده بالرجم لذلك وقف إلى جانب معاوية ضد الإمام عليّ(عليه السلام).
وأمّا عروة بن الزبير فهو الابن الأصغر للصحابي الزبير بن العوام، والظاهر أنّه كان على خلاف مع أخيه الأكبر، إذ في الوقت الّذي كان عبد الله بن الزبير يقاتل الأمويين في الكعبة، كان عروة نديماً للخليفة الأموي عبد الملك وهو يحدثه عن معركة بدر، إذ سأله عن معركة بدر فكان أن أظهر عتبة وشيبة أجداد معاوية و عبد الملك بمظهر ايجابي واختلق كلاماً نسبه للنبي(صلى الله عليه وآله) بأنه قال: إن كان في القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر. وأشار إن النبيّ يقصد بذلك عتبة بن ربيعة، وما لبث أن وجدناه وكأنّه الوريث الفكري لأم المؤمنين عائشة إذ هناك نسبة كبيرة من الأحاديث المنسوبة لها تمر عن طريق عروة(60).
أمّا عن دوره في اللجنة الّتي أعدها معاوية، فقد روى عبد الرزاق عن معمر، قال: ((كان عند الزهري حديثان عن عروة عن عائشة في عليّ(عليه السلام)
فسألته عنهما يوماً. فقال: ما تصنع بهما وبحديثهما! الله أعلم بهما، إنيّ لأتهمهما في بني هاشم)).
قال: فأمّا الحديث الأوّل: روى الزهري أن عروة بن الزبير حدثه، قال: حدثتني عائشة: قالت: كنت عند رسول الله إذ أقبل العباس وعلي، فقال: يا عائشة، أن هذين يموتان على غير ملتي، أو قال: ديني.
وأمّا الحديث الثاني: إنّ عروة زعم أنّ عائشة حدثته، قالت: كنت عند النبيّ(صلى الله عليه وآله) إذ أقبل العباس وعلي، فقال: يا عائشة! إن سرك أن تنظري إلى رجلين من أهل النار فاُنظري إلى هذين قد طلعاً. قالت عائشة: فنظرت، فإذا العباس وعليّ بن أبي طالب(61).
وكان عروة حينما يرد ذكر الإمام عليّ(عليه السلام) تأخذه الرعدة ويسبّه، ويضرب إحدى يديه بالأخرى، ويقول: وما يغني أنّه لم يخالف إلى ما نهي عنه، وقد أراق من دماء المسلمين ما أراق! (62) ولم يقتصر الأمر على هؤلاء الأربعة بل شمل آخرين والظاهر إنّ هؤلاء هم اللجنة الرئاسية والتي يندرج تحت كلّ واحد منهم صنائع، ومن هؤلاء الصنائع (سمرة بن جندب) الّذي بذل له معاوية مائة ألف درهم ليروي نزول هذه الآية في الإمام عليّ(عليه السلام) :
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ! وإذا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ}(63) وأن قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ } يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}(64)(65) نزلت في ابن ملجم، إلاّ أنّ سمرة استقل المبلغ فجعله معاوية مائتي ألف فلم يقبل، حتّى أعطاه أربع مائة ألف(66).
ثم جاء في أحد كتب معاوية: ((إنّ الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كلّ مصر، وفي كلّ وجه وناحية، فإذا جاءكم كتابي هذا، فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين، ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلاّ وتأتوني بمناقض له في الصحابة، فإنّ هذا أحب إلي وأقر لعيني، وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته، وأشد إليهم من مناقب عثمان وفضله))(67).
لقد وجد هذا الكتاب أُكله، حيث رويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها، وجد الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتّى أشادوا بذكر ذلك على المنابر، وألقي إلى معلمي الكتاتيب، فعلموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع حتّى رووه وتعلموه كما يتعلمون القرآن، وحتى علموه بناتهم ونسائهم وخدمهم وحشمهم، فلبثوا بذلك ما شاء الله... فظهر حديث كثير موضوع، وبهتان منتشر، ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة(68).
وقد استغل ذلك متصنعة القبلة (الدجالين) الذين يظهرون الخشوع والنسك فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم، ويقربوا مجالسهم، ويصيبوا به الأموال والضياع والمنازل، حتّى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى أيدي الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان، فقبلوها ورووها وهم يظنون أنّها حق، ولو علموا أنّها باطلة لما رووها ولا تدينوا بها.
هذا الواقع كان ماثلاً لدى الإمام محمّد الباقر(عليه السلام) إذ وصفه (ووجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعاً يتقربون به إلى أوليائهم وقضاة السوء وعمال السوء في كلّ بلدة، فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة، ورووا عنا مالم نقله، وما لم نفعله، ليبغضونا إلى الناس، وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن(عليه السلام))(69).
واستمر الأمر إلى أيام ولاية الحجاج الثقفي للعراق، حيث تقرب إليه أهل النسك والصلاح والدين ببغض عليّ وموالاة أعدائه، وموالاة من يدّعي من الناس أنّهم أيضاً أعداؤه فأكثروا في الرواية في فضلهم وسوابقهم ومناقبهم، وأكثروا من الغض من عليّ(عليه السلام) والطعن فيه والشنآن له(71).
إنّ من يستقرىء ذلك الواقع بإمعان ليستغرب كيف وصلت إلينا فضائل الإمام عليّ(عليه السلام)!! إذ أن ذلك لم يزده إلاّ رفعة وسمواً، وكأنّه كالمسك الّذي كلمّا ستر انتشر، وكلمّا كتم تضوع نشره، وكأنّه شمساً لا تستر بالراح، وكضوء النهار الّذي إن حجبت عنه عين واحدة أدركته عيون كثيرة(72)، ولذا عدّ الشيخ المفيد ذلك من باب المعجزات الخارقة للعادة(70)، وكيف لا يكون من باب المعجزات إذ أن أولياء الإمام(عليه السلام) كتموا فضائله خوفاً، أمّا أعداؤه فكتموها حسداً، ومع ذلك برز مابين هذين ما ملأ الخافقين(71).
وقال أبو جعفر الاسكافي: ((فالأحاديث الواردة في فضله لو لم تكن في الشهرة والاستفاضة وكثرة النقل إلى غاية بعيدة، لانقطع نقلها للخوف والتقية من بني مروان مع طول المدّة، وشدّة العداوة، ولولا أن لله تعالى في هذا الرجل سراً يعلمه من يعلمه لم يرو في فضله حديث، ولا عرفت له منقبة))(75).
بعد كلّ تلك الإجراءات الّتي أتخذها معاوية في حملته الدعائية منهجاً ضد الإمام عليّ(عليه السلام) واستمرارها طيلة العصر الأموي(76) لذا لا نستغرب أن نجد الكرابيسي(77) يرى بأنّ الإمام عليّ(عليه السلام) لم ينفرد بأي فضيلة بل أشترك معه في كلّ فضيلة أحد من الصحابة(78) وفعلاً فإنّ كثيراً من فضائل أمير المؤمنين(عليه السلام) قد نسبت لغيره(79)، وفي مقدمة هذه الفضائل الولادة الميمونة للإمام عليّ(عليه السلام) في الكعبة.


____________
1- قاد معاوية القاسطين في معركة صفين ضد الإمام عليّ(عليه السلام)، والتي انتهت بالتحكيم السلبي، للتفصيل انظر: نصر بن مزاحم المنقري: وقعة صفين، ثمّ أخذ بشن الغارات على المدن التابعة لسيطرة الإمام(عليه السلام) للتفصيل انظر: أبو هلال الثقفي: كتاب الغارات.
2- ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 16/137.
3- أبو الفرج: مقاتل الطالبين: 75. ابن أبي الحديد: شرح 16/44.
4- ابن أبي الحديد: شرح 4/ 56ـ 58.
5- ابن أبي الحديد: شرح 4/ 56ـ 57.
6- ابن أبي الحديد: شرح 4/ 57.
7- المبرد: الكامل في اللغة والأدب ط أوربا: 414. ابن أبي الحديد: شرح 4/ 57.
8- ابن أبي الحديد: شرح 4/ 57.
9- ابن أبي الحديد: شرح 4/ 57ـ 58.
10- البلاذري: أنساب الأشراف 2/32. الثقفي: الغارات 2/84. العياشي: تفسير العياشي 2/271. الشريف الرضي: نهج البلاغة 92. ابن شهر آشوب: مناقب آل أبي طالب 2/107. ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث 2/105. ابن ميثم البحراني: شرح ما ئة كلمه للإمام عليّ(عليه السلام): 237. الزبيدي: تاج العروس 6/342. القندوزي: ينابيع المودة 1/ 205ـ206.
11- من أحب كنى الإمام عليّ(عليه السلام) إليه لأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) كناه بها، ووظفها بنو أمية للطعن بالإمام(عليه السلام). البلاذري: أنساب الأشراف 2/5ـ 6. الماوردي: أعلام النبوة 118. الخوارزمي: المناقب 38. ابن أبي الحديد: شرح 1/11ـ12.
12- ابن أبي الحديد: شرح 11/44. وأنظر قريب من ذلك: سليم بن قيس الكوفي: كتاب السقيفة 270.
13- هو أحد الإخباريين ت224هـ. وله مؤلفات عدّة فقد أكثرها ومن بينها كتاب الأحداث الّذي أعتمده ابن أبي الحديد في هذا الموضوع. أُنظر ترجمة حياته: ابن النديم: الفهرست 147ـ 152. البدري: المدخل إلى دراسة مصادر السيرة 319 ـ 331.
14- ابن أبي الحديد: شرح 11/44. وأنظر قريب من ذلك: سليم بن قيس الكوفي: كتاب السقيفة: 270.
15-ابن أبي الحديد: شرح 4/ 73.
16-ابن أبي الحديد: شرح 4/ 73.
17-ابن أبي الحديد: شرح 4/ 94 ـ 95.
18-ابن أبي الحديد: شرح 4/ 58.
19-ابن أبي الحديد: شرح 4/ 58.
20-ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 4/ 103.
21-البلاذري: أنساب الأشراف 3/44، 52. أبو الفرج: مقاتل الطالبين 75. ابن أبي الحديد: شرح 16/ 44.
22-الكوفي: كتاب السقيفة 271ـ 272. ابن أبي الحديد: شرح 11/44.
23-ليس المقصود بلفظ الشيعة هنا من يعتقد بولاية أمير المؤمنين(عليه السلام)، وإنما يقصد به من ناصر الإمام عليّ(عليه السلام) أيام خلافته، بدليل ذكره زياداً، لأنّه كان من أنصار الإمام عليّ(عليه السلام) أيام خلافته ثمّ أصبح من أعدائه فيما بعد.
24-نٌسب لأمه لأنَّها كانت من البغايا فولد زياد على فراش زوجها عبيد، وعرف زياد بالمقدرة الأدارية فتولى عدّة مناصب في خلافة الإمام عليّ(عليه السلام)، ولمّا تولى معاوية الحكم أستلحقه بأبيه أبي سفيان، وولاه البصرة والكوفة حتّى وفاته بالطاعون. ابن أبي الحديد: شرح 16/ 179 ـ 204. وقال الجاحظ عن استلحاق معاوية لزياد: رد قضية رسول الله(صلى الله عليه وآله) رداً مكشوفاً، وجحد حكمه جحداً ظاهراً في ولد الفراش، وما يجب للعاهر، مع اجتماع الأمة إن سمية لم تكن لأبي سفيان فراشاً، وإنّه إنّما كان بها عاهراً، فخرج بذلك من حكم الفجار إلى حكم الكفار: (رسالة في بني أمية: 94).
25-ابن أبي الحديد: شرح 11/44. وأنظر:الكوفي: كتاب السقيفة 271.
26-ابن أبي الحديد: شرح 11/45. وأنظر:الكوفي: كتاب السقيفة 273.
27-ابن أبي الحديد: شرح 11/45. وأنظر:الكوفي: كتاب السقيفة 273.
28-ابن أبي الحديد: شرح 11/45. وأنظر: الكوفي: كتاب السقيفة 273.
29-أبو إسماعيل البصري مولى عبد القيس، روى عن سعيد بن جبير، ويعد من أصحاب الإمام السجاد والباقر والصادق(عليه السلام). ابن سعد: الطبقات 7/ 254. الطوسي: رجال الطوسي 83، 106، 152.
30-تولى البصرة بعد وفاة أبيه ثمّ ضم يزيد إليه الكوفة أثر ثورة الإمام الحسين(عليه السلام)، حيث كان سفاكاً مجرماً ولم يكتف بقتل الإمام الحسين(عليه السلام)، وأنّما سبى نساءه وروّع أطفاله، وأراد قتل الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين(عليه السلام)، حيث قال: دعوني اقتله فأنّه بقية هذا النسل، فاحسم به هذا القرن وأميت به هذا الداء، واقطع به هذه المادة، وبعد موت يزيد طمع عبيد الله بالخلافة ورشح نفسه لها باعتبار أنّه من الأسرة الأموية، إلاّ أنّه فشل في ذلك، وقد قتل على يد قوات المختار الثقفي بقيادة إبراهيم بن مالك الأشتر. الجاحظ: رسالة في بني أمية 95 ـ 96.الزركلي : الاعلام 4 / 193 .
31-ابن أبي الحديد: شرح 11/44. وأنظر: الكوفي: كتاب السقيفة 147.
32-ابن أبي الحديد: شرح 11/44. وأنظر:الكوفي: كتاب السقيفة: 272.
33-قيل هو عليّ بن اصمع جد الأصمعي وكان الإمام عليّ(عليه السلام) قطع يده بسبب سرقته. انظر: الأفطسي: المجموع اللفيف: 480 ـ 481.
34-ابن أبي الحديد: شرح 4/ 58.
35-ابن أبي الحديد: شرح 4/ 61.
36-من بين تلك المناقب فضيلة ((ذو النورين)) أي زواجه من أبنتين للنبي(صلى الله عليه وآله). وبتوفيق من الله سنتناول ذلك في أحدى حلقات فضائل الإمام المنسوبة لغيره ملقين الضوء على مسألة اختلاق بنات للنبي(صلى الله عليه وآله) غير السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) مبينين أسباب اختلاقها.
37-ابن أبي الحديد: شرح 11/ 44 ـ45. وأنظر: الكوفي: كتاب السقيفة 272
38-وهم المسلمون الأوائل الذين اعتنقوا الإسلام في زمن النبيّ(صلى الله عليه وآله) فنالوا شرف صحبته(صلى الله عليه وآله), إلاّ أن أولئك الصحابة لم يكونوا على درجه واحدة، فمنهم المهاجرون الأولون الذين أسلموا في مكة ثمّ هاجروا إلى الحبشة أو المدينة، وهناك البدريون وهم مزيج من المهاجرين والأنصار اشتركوا في معركة بدر وهي أول معركة مع المشركين. وهناك مسلمة الفتح، وقد اختلف في هذا الفتح: هل هو صلح الحديبية؟ إذ أنّه لأول مرة تعترف قريش بالنبي(صلى الله عليه وآله) والمسلمين كطرف مقابل لهم. ثمّ إنّّّ هذا الصلح أتاح للنبي(صلى الله عليه وآله) فرصة نشر الإسلام بعد أن أمن جانب قريش، فكان فتح خيبر أكبر معاقل اليهود في الجزيرة، وأعقبه دخول أعداد كبيرة في الإسلام، ثمّ إنّّ هذا الصلح مهّد لفتح مكة، بعد أن أخفقت قريش في تطبيق بعض بنوده. أم أنّ الفتح هو فتح مكة؟ حيث دخل أهل مكة في الإسلام وكانوا أكبر قوة في الجزيرة مناهضة للنبي(صلى الله عليه وآله)، وسرعان ما انتشر الإسلام في الجزيرة، إلاّ أنّ أهل مكة عرفوا بالطلقاء، وكان لبعضهم ثقل في مكة، ولكي يسلب منه النبيّ(صلى الله عليه وآله) رد الفعل ضد الإسلام أخذ بمؤالفة قلبه بإعطائه شيئاً من الغنائم، فعرف هؤلاء بالمؤلفة قلوبهم. ولمّا كان الإسلام يعد السبق إليه الميزة الأهم لذا أنحسر دور من دخل في الإسلام بعد الفتح سواء كان بعد صلح الحديبية؟ أم بعد فتح مكة؟ لذا حاول هؤلاء اللحاق بالأوائل بأنّ يقدّموا أدواراً في الفتوحات الإسلامية، فيما تكفل الرواة للبعض الأخر فخلقوا لهم مجداً لم يكن له وجود في الواقع، كما هو الحال في حكيم بن حزام، كما سنرى. بل أنّ الرواة ولأهواء شتى اختلقوا أسماءاً وأعطوا لها أدواراً كما أثبت ذلك المحقق العسكري في كتابه ((خمسون ومائة صحابي مختلق)).
39-ابن أبي الحديد: شرح 4/ 63.
40-سورة الكوثر: آية 1ـ 3.
41-الشريف المرتضى: الرسائل 1/ 438. الطبرسي: مجمع البيان 10/ 459. السيوطي: الدر المنثور 6/ 404 .
42- سورة الزمر آية 53.
43- أُنظر الكندي: الولاة والقضاة 33.
44- ابن ابي الحديد :الشرح 6/325- 326.
45- أحد جبال مكة، ويقال عنه شيخ الجبال: البكري: معجم ما استعجم 3/1040. الحميري: الروض 452.
46- الشرح 14/92. وأنظر الواقدي: المغازي 1/29.
47- الشرح 14/92-93.
48- أُنظر ترجمته: المبرد: الكامل 1/ 179ـ 180.المسعودي: مروج الذهب 2/ 351، 3/ 31 ـ 32، ابن الأثير: أسد الغابة 3/ 384 ـ 387. ابن أبي الحديد: شرح 2/61 ـ 73، 6/64، 281 ـ 326، 10/ 56 ـ 57. ابن حجر: الإصابة 3/ 2ـ 3.
49- صحيح البخاري 7/ 73، (باب البر والصلة)، صحيح مسلم 1/ 136. (باب موالاة المؤمنين ومقاطعة غيرهم)، ابن أبي الحديد: شرح 4/ 64.
50- ولمعرفة السر في ذلك راجع أهم كتابين تناولا شخصية أبو هريرة وهما: أبو هريرة لعبد الحسين الموسوي 5ـ 220. وشيخ المضيرة لمحمود أبو ريه 51 ـ 273. وأنظر: مصطفى بو هندي: أكثر أبو هريرة 9 وما بعدها، وأنظر الروايات الّتي أختلقها أبو هريرة في الإمام عليّ(عليه السلام): ابن أبي الحديد: شرح 4/ 64ـ 69. وعن دوره في الاسرائيليات انظر: حسنى يوسف الاطير: المواجهة بين القرآن والاسرائيليات 48 ـ 54.
52- ابن أبي الحديد: شرح 4/ 64.
53- ابن أبي الحديد: شرح 4/ 67.
54- أُنظر ترجمته ابن سعد: الطبقات 4/ 248 ـ 286. ابن الأثير: أسد الغابة 4/ 406 ـ 407.
55- ابن أبي الحديد: شرح 4/ 69 ـ 70.
56- ابن أبي الحديد: شرح 4/ 80.
57- الجوهري: السقيفة 49 ـ 51. النصر الله: مرويات الجوهري عن يوم السقيفة 25 ـ 27.
58- تفسير العياشي 2/ 66 ـ 68.
59- الاحتجاج 1/ 173.
60- شرف الدين الموسوي: الاجتهاد مقابل النص (باب اجتهاد عمر بن الخطاب). النصر الله: عزل المغيرة بن شعبة عن البصرة: 1 وما بعدها.
61- أن دراسة أكاديمية عن شخصية عروة ستلقي ضوءاً على حقائق كثيرة عن سيرته. أُنظر الروايات الّتي أختلقها عروة على الإمام عليّ(عليه السلام) عند ابن أبي الحديد: شرح 4/63 ـ64، 69، 102.
62- ابن أبي الحديد: شرح 4/ 63 ـ 64.الشيرازي: كتاب الأربعين 294 ـ 295. المجلسي: بحار الأنوار 30/ 402 ـ 403.
63- ابن أبي الحديد: شرح 4/ 69 .
64- سورة البقرة: آية 204 ـ 205.
65- سورة البقرة: 207.
66- هذه من الايات الّتي نزلت في الإمام عليّ(عليه السلام). الأفطسي: المجموع اللفيف 355.
67- ابن أبي الحديد: شرح 4/ 73.
68- ابن أبي الحديد: شرح 11/45. وأنظر: الكوفي: كتاب السقيفة 272.
69- ابن أبي الحديد: شرح 11/45. وأنظر: الكوفي: كتاب السقيفة 273. أبو جعفر الإسكافي: المعيار والموازنة 19.
70- ابن أبي الحديد: شرح 11/45ـ 46. وأنظر: الكوفي: كتاب السقيفة 274.
71- ابن أبي الحديد: شرح 11/43. وأنظر: الكوفي: كتاب السقيفة 147.
72- ابن أبي الحديد: شرح 11/46.
73- ابن أبي الحديد: شرح 1/16ـ17.
74- ينسب هذا القول تارة للفراهيدي وتارة للشافعي، انظر: الداماد: الرواشح السماوية 203. البحراني: حلية الأبرار 2/ 136. كاشف الغطاء: كشف الغطاء 1/ 13. عباس القمي: الأنوار البهية 71.
75- ابن أبي الحديد: شرح 4/ 73.
76- استمرت حتّى خلافة عمر بن عبد العزيز (99 ـ 101هـ) والذي أبطل سب الإمام عليّ(عليه السلام). حيث قال: كنت غلاماً أقرأ القرآن على بعض ولد عتبة بن مسعود، فمر بي يوماً وأنا العب مع الصبيان، ونحن نلعن عليّاً، فكره ذلك ودخل المسجد، فتركت الصبيان وجئت إليه لأدرس عليه وردي، فلمّا رآني قام وصلى وأطال في الصلاة ـ شبه المعرض عني ـ حتّى أحسست منه بذلك، فلمّا أنفتل من صلاته كلح في وجهي، فقلت له: ما بال الشيخ؟ فقال لي: يابني أنت اللاعن عليّاً منذ اليوم؟ قلت: نعم. قال: فمتى علمت إن الله سخط على أهل بدر بعد أن رضي عنهم.! فقلت: وهل كان عليّ من أهل بدر! فقال: ويحك! وهل كانت بدر كلها إلاّ له! فقلت: لا أعود. فقال: الله أنك لا تعود! قلت: نعم. فلم ألعنه بعدها.
ثمّ كنت أحضر تحت منبر المدينة، وأبي يخطب يوم الجمعة ـ وهو حينئذ أمير المدينة ـ فكنت أسمع أبي يمر في خطبه تهدر شقا شقه، حتّى يأتي إلى لعن عليّ(عليه السلام) فيجمجم، ويعرض له من الفهاهة والحصر ما الله عالم به، فكنت أعجب من ذلك، فقلت له يوماً:يا أبت، أنت أفصح الناس وأخطبهم، فما بالي أراك أفصح خطيب يوم حفلك، حتّى إذا مررت بلعن هذا الرجل، صرت ألكن عيياً! فقال: يا بني إن من ترى تحت منبرنا من أهل الشام وغيرهم، لو علموا من فضل هذا الرجل ما يعلمه أبوك لم يتبعنا منهم أحد.قال عمر: فوقرت كلمته في صدري، مع ما كان قاله لي معلمي أيام صغري، فأعطيت الله عهداً، لئن كان لي في هذا الأمر نصيب لأغيرنه، فلمّا منّ الله عليّ بالخلافة أسقطت ذلك وجعلت مكانه قوله تعالى: >إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ< سورة النحل:90. وكتب بذلك للآفاق فصار سنة.
ولذلك مدحه الشريف الرضي. أنظر: ابن شهر آشوب: مناقب آل أبي طالب 3/23. ابن أبي الحديد: شرح 4/ 56،58 ـ 60. ابن الطقطقي: الفخري في الآداب السلطانية 130.
ومدحه كثير عزة قائلا:
وليت فلم تشتم عليّاًً ولم تخف بريا ولم تطلب أذية مسلم
ديوان كثير عزة 2/ 122.
77- هو أبو عليّ الحسين بن عليّ الكرابيسي كان من المجبرة، وله إلمام بالحديث والفقه، وكان من المنحرفين عن الإمام عليّ(عليه السلام)، و أتهمه الشريف المرتضى بافتعاله رواية خطبة الإمام عليّ(عليه السلام) لجويرية بنت أبي جهل في حياة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام).أنظر: ابن النديم: الفهرست: 256. الشريف المرتضى: تنزيه الأنبياء والأئمة:190. ابن أبي الحديد: شرح 4/ 64 ـ 65.
78- الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 8/66، دار الكتب العلمية، بيروت.
79- إن شاء الله سوف نتتبع هذه الفضائل المفتعلة ومقارنتها بفضائل الإمام عليّ(عليه السلام) لبيان زيفها.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page