طباعة

في العيد (يوم العودة إلى الله)

في العيد
يوم العودة إلى الله

 فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ اقْرَؤُا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (الحاقة/19-24)
  إن يوم عيد الفطر، هو يوم البداية الجديدة، لضيافة ربانية جديدة، ضيافة الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء، وفي مثل هذا اليوم نجدد العزم على تكريس مكاسبنا من شهر رمضان الكريم.
  الآن وقد أصبحنا مطهرين من الذنوب -إن شاء الله تعالى- نحس بالخفة والنشاط والحيوية، كما نحس بأننا أقرب إلى الله سبحانه مما مضى.
  إذن؛ فالنفكر في كيفية ترسيخ هذه الروح الإيمانية في أعماق أنفسنا، ونبعد عنا ما تلوثنا به قبل دخول شهر رمضان علينا، وتطهرنا به خلاله.
تُرى كيف نستطيع أن نتوجه هذا التوجه؟ إليك بعض التوصيات في هذا المجال:
أولاً: التضامن والإتحاد مع تجمع المؤمنين، والإبتعاد عن تجمع السوء ومراكز الفحشاء المنكر، وان كان ذلك يكلف الخسارة المادية في بعض الأحيان، فالله هو الرزاق الوهاب الذي يعيد عليك الفائدة من طريق آخر.
ثم لتعمل من جانب آخر على أن تحمل أولادك وإخوانك وأصدقاءك على المحافظة على الروح الإيجابية والإيمانية. فما من مجلس تجلسه إلا وحول طبيعته إلى طبيعة الإيمان والكلمة الطيبة والعلم والتطور.
ثانياً: محاولة الإستمرار على العادات الطيبة التي تركها فينا شهر رمضان الكريم، كالدعاء وتلاوة القرآن وحضور مجالس العلم والوعظ والارشاد في المساجد والحسينيات، وأداء صلاة الجماعة والجمعة..
ثالثاً: محاولة تحويل أيام السنة جميعاً إلى أيام رمضانية أو شبه رمضانية؛ بمعنى سحب روحية شهر رمضان المعنوية إلى دورة السنة برمتها.
ثم هناك بعض التوصيات الأساسية التي تأتي في السياق نفسه، كالإحسان إلى الناس؛ الإحسان الذي قد لا يأخذ بالضرورة الصبغة المالية، بل قد يكون بمختلف أشكال الخير. فنحن بحاجة ماسة أن نمد يد العون إلى إخواننا المستضعفين والمحرومين، وأن نبدأ ببناء المشاريع والمؤسسات الدينية والخيرية والإنسانية العامة، المؤسسات التي تنتهي بنا إلى القرب من الله تعالى.
نسأل الله سبحانه أن يبارك لنا في يوم العيد ـ الذي هو يوم العودة إلى حقيقة الفطرة والدين، والإبتعاد عن شوائب الكفر والفواحش والذنوب، ونسأله تعالى أيضا أن يعيده علينا وعليكم ونحن في أتم الصحة والسلامة والأمن.