طباعة

في العيد (العودة إلى الفطرة)

في العيد
العودة إلى الفطرة

 وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُواْ عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِن فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (الشورى/25-26)
ليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن أمن الوعيد
خلق الله الإنسان سويا بفطرته، وخلقه في أحسن تقويم، غير أن عوامل الانحراف الذاتية والخارجية هي التي تبعده عن الصراط المستقيم. وعند ذاك يكون الإنسان بحاجة ماسة إلى التوبة والعودة إلى فطرته التي فطر عليها، وإلى نقائه واستقامته، فيبدأ حياته من جديد، فيتحول ذلك اليوم بالنسبة إليه يوم عيد وفرح.
ففي شهر رمضان ولياليه المباركات، حيث يتوب القائم بشعيرة الصيام والعبادة توبة نصوحاً، ويستجيب لنداء ربه، فإن الله يطهره ويمحو سيئاته ويدخله في حياة جديدة، فتراه في آخر شهر رمضان المبارك وأول شهر شوال قد إستعاد حيوته ونقاءه وطهر.
ان مثل يوم عيد الفطر كمثل عيد يوم الجمعة أو عيد عرفة. إذ يفرح المؤمنون بما غفر لهم ربهم بعد عودتهم لرحابه في ليلة الجمعة، حيث إنهم قاموا وصلوا ورتلوا القرآن أكثر من غيرها من الليالي. واذ يفرحون أيضا بما تاب عليه ربهم بعد أدائهم لمناسك الحج وإعلان رغبتهم وتصميمهم على العودة إلى الله، فهم يعيشون بعد عرفة العيد والبهجة والسرور..
وإذا كان العيد يعني العودة إلى الله، فإنه يستدعي ضرورة برمجة الحياة والمستقبل، على إعتبارهما أمرين جديدين بعيدين عن الانحراف والفساد وما تم الابتعاد عنه. وفي ذلك اليوم فقط يكون جديراً بالإنسان الاحتفال بالعيد، حيث يكون قد هيأ لنفسه عوامل تكريس الطهر فيها.