طباعة

في العيد (طريق السعادة)

في العيد
طريق السعادة

 وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ اُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (الرعد/22)
كيف نستطيع ان نجعل أيامنا كلها عيداً وبركة ورحمة وبشرى وفرح؟
قبل كل شيء لابد أن نعرف إن الحياة مثلها مثل الجدار، يعيد الكرة كلما ألقيت عليه وبنفس القوة والانفعال.. والذين يحيطون بنا من أهلينا أو من نعاشرهم في حياتنا، إذا ما ألقينا إليهم بالمودة والمحبة والبشر والرحمة والإحسان، أعادوا كل ذلك علينا بما يماثله، وربما ما يزيد عليه، فعند ذلك تصبح حياتنا كلها خير وبركة. وأما الذين ننبذ إليهم الأفكار السيئة والعصبيات وسوء الظن والكلمات النابية والغدر والتعدي، فإننا يجب أن نتوقع منهم رد الفعل المشابه لفعلنا.
ومن صفات الذين يبحثون عن الحياة السعيدة في الدنيا والآخرة؛ أنهم يصبرون على تقلبات الحياة، ولا يستخفهم العاجل منها، وهم يقيمون الصلاة؛ بمعنى انعكاس أقوالها وحركاتها على حياتهم، سواء على صعيد النظرية أو التطبيق، وهم أيضا ينفقون في سبيل الله لفرط محبتهم للآخرين، ولاسيما المحتاجين منهم. ثم إنهم يدرؤون بالحسنة السيئة، فإذا صادفتهم سيئة من أحد الأشخاص منعوا انتشارها وتأثيرها بحسناتهم، وبذلك يملؤون حياة الآخرين بالمحبة والخير، فهم يعيشون حياة طيبة.
?اُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ? حيث تستقبلهم ملائكة الرحمن على مشارف الجنة لتقول لهم: ادلخوا الجنة من أي باب تشاؤون. فهم يسلمون من كل هوان، كما سلم الآخرون منهم في الحياة الدنيا وارتاحوا إليهم.
إن المحبة والرحمة والعطاء والإيثار ودفع السيئة بالحسنة، هي العوامل التي من شأنها تحويل أيام الإنسان إلى أعياد متواصلة ومناسبات طيبة مفرحة تكون بمثابة المقدمة للحياة السعيدة في الآخرة.