طباعة

فاطمة بنت حزام أم البنين

فاطمة بنت حزام بن خالد أخي لبيد الشاعر بن عامر
ابن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابية زوجة
الإمام علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
في كتاب عمدة الطالب أن الإمام أمير المؤمنين
علي ( عليه السلام ) لما أراد أن يتزوج ندب أخاه عقيلا ، وكان
عالما بأنساب العرب ، أن يخطب له امرأة قد أولدتها
الفحول من العرب يتزوجها لتلد منه غلاما زكيا شجاعا
حتى ينصر ولده الإمام الحسين ( عليه السلام ) في يوم الطف
بكربلاء فأشار عليه عقيل بالسيدة فاطمة بنت حزام
الكلابية - المكناة بأم البنين - فإنه ليس في العرب من هو أشجع من أهلها ، ولا أفرس ، وكان لبيد الشاعر يقول
للنعمان بن المنذر ملك الحيرة :
نحن بني أم البنين الأربعة ( 1 ) * الضاربون الهام تحت الخبضعة
والمطعمون الجفنة المدعدعة * ونحن خير عامر بن صعصعة
فلا ينكر عليه أحد من العرب ( 2 ) ، فندب الإمام ( عليه السلام )
عقيلا لخطبتها ، فانبرى عقيل إلى أبيها فعرض عليه
الأمر ، فأسرع فرحا إليها يبشرها فاستجابت باعتزاز
وفخر .
يروى : حينما كان عقيل يحدث أبيها حزام بشأن خطبة ابنته فاطمة لأخيه الإمام علي ( عليه السلام ) ، كانت فاطمة
تحدث أمها بحلم رأته في منامها ، كأنها هي جالسة في
دارها إذ وقع القمر في حجرها ، وتبعه أربع كواكب
( نجوم ) ولما انتهت من حديثها دخل أبيها يبشرها ويبشر
أمها بقدوم عقيل بن أبي طالب لخطبة فاطمة إلى أخيه
الإمام علي ( عليه السلام ) ولما سمع أبيها الحلم استبشر ، وقال :
لقد حقق الله رؤياك يا بنيتي فأبشري بسعادة الدنيا
والآخرة .
وزفت إلى الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وقد رأى
فيها النضج والعقل الراجح ، وهي لم تزل في ريعان شبابها
ولم تبلغ العشرين من عمرها ، بالإضافة إلى الإيمان
العميق ، وسمو الأخلاق ، ومحاسن الصفات ، والإخلاص ، فأعزها ( عليه السلام ) فكانت جديرة أن تكون قرينة
الإيمان وسمو الذات .
ويروى ليلة زفافها قالت للإمام علي ( عليه السلام ) لي إليك حاجة ، قال ( عليه السلام ) : وما حاجتك ؟ قالت : أرجو أن
لا تسميني فاطمة لئلا ينكسر قلب الإمامين الحسنين
وأختيهما ويتذكروا أمهم ، عند ذلك سماها بكنيتها
أم البنين ، وهذه واحدة من ضروب الأدب والوفاء لسيدة
نساء العالمين بعد رحيلها .
_______
( 1 ) كانت جدتهم تكنى بأم البنين .
( 2 ) ومن قومها ملاعب الأسنة أبو البراء الذي لم يعرف في العرب
مثله في الشجاعة ، والطفيل فارس قرزل وابنه عامر فارس
المزتوق .