طباعة

1ـ عقيدة التقية

أولاً: إن تنافي الروايات وتعارضها لا تكاد تجد طائفة من الطوائف الإسلامية تخلو منه أو تتنزه عنه خصوصاً الطائفة السنية، كما أشرنا.
فلو كان ذلك سبباً ومنشأً لاستحداث مبدأ التقيّة؛ لكانت الطائفة السنية أقرب إلى التقيّة من غيرها.
ثانياً: إن التقيّة من الأحكام العقلائية الفطرية، فكل إنسان عاقل يدرك بفطرته أن عليه حفظ حياته وكل ما يتعلق به من أموال أو عرض، وقد كانت هذه الفطرة ولازالت سلاح المستضعفين والمظلومين لمواجهة الجبابرة والطغاة، وقد أكد الشرع الإسلامي هذه الفطرة الإنسانية من خلال الآيات والروايات؛ لأن الدين الإسلامي لم يأت للتعدي على مقتضيات الفطرة أو الوقوف أمام العقل ومدركاته، قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}(1)، ولذا نجد أن الآيات والروايات متضافرة في التأكيد على مشروعية التقيّة وضرورتها في المجتمع الإسلامي، ونشير فيما يلي إلى نماذج على سبيل المثال:




__________
(1) الروم: 30.