طباعة

أقوال الصحابة والتابعين في التقيّة

1ـ أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة، قال: "حفظت عن رسول الله وعاءين فأما أحدهما فبثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم"(1)، فإن هذه حقيقة التقيّة وواقعها من أبي هريرة وإن عبّر عنها بألفاظ أخرى.
2ـ ما أخرجه البخاري أيضاً في صحيحه عن أبي الدرداء، قال: "إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم"(2)، وقد حمل شرّاح الحديث المكاشرة على المداراة مع الناس في القول والفعل(3).
3ـ وفي المصنف لابن أبي شيبة الكوفي بسند معتبر عن النزال بن سبرة، قال:
"دخل ابن مسعود وحذيفة على عثمان، فقال عثمان لحذيفة: بلغني أنك قلت كذا وكذا؟ قال: لا والله ما قلته، فما خرج، قال له عبد الله: مالك؟ فلم تقوله ما سمعتك تقول قال: إني أشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله"(4).
وذكر السرخسي في المبسوط "جعل حذيفة يحلف لعثمان على أشياء بالله ما قالها، وقد سمعناه يقولها، فقلنا له: يا أبا عبد الله، سمعناك تحلف لعثمان على أشياء ما قلتها وقد سمعناك قلتها؟ فقال: إني اشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله"(5).
4ـ ما أخرجه الطبري في تفسيره لقوله تعالى: {إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً} عن ابن عباس قال: "فالتقيّة باللسان: من حمل على أمر يتكلم به وهو معصية لله، فيتكلم به مخافة الناس وقلبه مطمئن بالإيمان فإن ذلك لا يضرّه، إنما التقيّة باللسان"(6).
5ـ ما أخرجه ابن حبان بسنده عن مكحول، قال: "ذلّ من لا تقيّة له"(7).
6ـ وفي صحيح البخاري: "وقال الحسن: التقيّة إلى يوم القيامة"(8).



____________
(1) البخاري، الجامع الصحيح: ج1 ص38، كتاب العلم، باب حفظ العلم.
(2) المصدر نفسه: ج7 ص102، كتاب الأدب، باب المداراة.
(3) ابن حجر، فتح الباري: ج10 ص438.
(4) ابن أبي شيبة الكوفي، المصنف: ج7 ص643، دار الفكر ـ بيروت.
(5) السرخسي، المبسوط: ج30 ص214.
(6) ابن جرير، جامع البيان: ج3 ص311.
(7) ابن حبان، طبقات المحدثين: ج4 ص176، مؤسسة الرسالة ـ بيروت.
(8) البخاري، الجامع الصحيح: ج8 ص55، كتاب الإكراه.