2635/ 1- الطرائف: ذكر الحاكم النيسابوريّ- و هو من ثقاة الأربعة المذاهب- في تأريخ النيسابوريّ في ترجمة هارون، و بدأ بذكر هارون الرّشيد- رفعه- إلى ميمون الهاشميّ إلى الرّشيد، قال: جرى ذكر آل أبيطالب عند الرّشيد.
فقال: يتوهّم على العوام أنّي أبغض عليّاً عليهالسلام و ولده، واللَّه؛ ما ذلك كما يظنّونه، و أنّ اللَّه يعلم شدّة حبّي لعليّ والحسن والحسين عليهمالسلام و معرفتي بفضلهم، و لكنّا طلبنا بثارهم حتّى أقضى اللَّه هذا الأمر إلينا!! فقرّبناهم و خلطناهم فحسدونا و طلبوا ما في أيدينا، وسعوا في الأرض فساداً!!
و لقد حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه عبداللَّه بن عبّاس، قال:
كنّا ذات يوم مع رسولاللَّه صلى الله عليه و آله إذ أقبلت فاطمة عليهاالسلام و هي تبكي- و ساق الحديث... إلى قوله-: ثمّ قال:
اللهمّ إنّك تعلم أنّ الحسن والحسين في الجنّة، و أباهما في الجنّة، و اُمّهما في الجنّة، و عمّهما في الجنّة، و عمّتهما في الجنّة، و خالهما في الجنّة، و خالتهما في الجنّة، و من أحبّهما في الجنّة، و من أبغضهما في النّار.
و قال سليمان: و كان هارون يحدّثنا و عيناه تدمعان و تخنقه العبرة!! (1).
أقول: فليبك هارون الرشيد بكاء الدهر، بل الأبد من ظلم ارتكبه، أتدمع عيناه و تخنقه العبرة الآن و قد عاند الحسن والحسين عليهماالسلام في أولادهما كلّ العناد
من القتل والتشريد، و حبسهم و ذبحهم و إلقائهم في البئر؟
و إنّما هو سعى في الأرض بالفساد، و هو حاسدهم و غصب حقّهم بالبغي و الطغيان و العدوان عليهم، و أنّ ظلم آلبنيالعبّاس و عدوانهم على آلالرسول صلى الله عليه و آله أكثر ظلماً من بنياُميّة و تعدوا في الظلم و أكثروا عنهم.
اللهمّ انتقم منهم، واحشرهم إلى النار، و عذّبهم عذاباً أليماً، آمين ربّ العالمين.
________
(1). البحار: 37/ 94.
قصّة حديقة بنيالنجّار برواية هارون الرشيد
- الزيارات: 572