2652/ 1- أبوبصير، عن أبيعبداللَّه عليهالسلام قال:
رأت فاطمة عليهاالسلام في النوم كأنّ الحسن والحسين عليهماالسلام ذبحا، أو قتلا، فأحزنها ذلك، فأخبرت به رسولاللَّه صلى الله عليه و آله.
فقال صلى الله عليه و آله: يا رؤيا!
فتمثّلت بين يديه.
قال: أنت أريت فاطمة هذا البلاء؟
قالت: لا.
فقال: يا أضغاث! أنت أريت فاطمة عليهاالسلام هذا البلاء؟
قالت: نعم؛ يا رسولاللَّه!
قال: فما أردت بذلك؟
قالت: أردت أن أحزنها.
فقال لفاطمة عليهاالسلام: اسمعي ليس هذا بشيء. (1).
2653/ 2- تفسير القمّي: (إنَّما النَّجْوى مِنَ الشَيطانِ لِيَحْزُنَ الَّذينَ آمَنوا وَ لَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إلّا بِإذْنِ اللَّهِ وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤمِنون). (2).
قال: فإنّه حدّثني أبي، عن محمّد بن أبيعمير، عن أبيبصير، عن أبي عبداللَّه عليهالسلام قال: كان سبب نزول هذه الآية:
أنّ فاطمة عليهاالسلام رأت في منامها أنّ رسولاللَّه صلى الله عليه و آله همّ أن يخرج هو و فاطمة و عليّ والحسن والحسين عليهمالسلام من المدينة.
فخرجوا حتّى جاوزوا من حيطان المدينة، فتعرّض لهم طريقان، فأخذ رسولاللَّه صلى الله عليه و آله ذات اليمين حتّى انتهى بهم إلى موضع فيه نخل و ماء، فاشترى رسولاللَّه صلى الله عليه و آله شاة كبراء- و هي الّتي في احدى اُذنيها نقط بيض، فأمر بذبحها، فلمّا أكلوا ماتوا في مكانهم.
فانتبهت فاطمة عليهاالسلام باكية ذعرة، فلم تخبر رسولاللَّه صلى الله عليه و آله بذلك.
فلمّا أصبحت جاء رسولاللَّه صلى الله عليه و آله بحمار، فأركب عليه فاطمة عليهاالسلام و أمر أن يخرج أميرالمؤمنين والحسن والحسين عليهمالسلام من المدينة، كما رأت فاطمة عليهاالسلام في نومها.
فلمّا خرجوا من حيطان المدينة عرض له طريقان، فأخذ رسولاللَّه صلى الله عليه و آله ذات اليمين- كما رأت فاطمة عليهاالسلام- حتّى انتهوا إلى موضع فيه نخل و ماء، فاشترى رسولاللَّه صلى الله عليه و آله شاة- كما رأت فاطمة عليهاالسلام- فأمر بذبحها، فذبحت و شويت.
فلمّا أرادوا أكلها قامت فاطمة عليهاالسلام و تنحّت ناحية منهم تبكي مخافة أن يموتوا.
فطلبها رسولاللَّه صلى الله عليه و آله حتّى وقع عليها، و هي تبكي، فقال: ما شأنك يا بنيّة؟
قالت: يا رسولاللَّه! إنّي رأيت البارحة كذا و كذا في نومي، و قد فعلت أنت كما رأيته، فتنحّيت عنكم فلا أراكم تموتون.
فقام رسولاللَّه صلى الله عليه و آله، فصلّى ركعتين، ثمّ ناجى ربّه.
فنزل عليه جبرئيل فقال: يا محمّد! هذا شيطان يقال له: الدّهار، و هو الّذي أرى فاطمة عليهاالسلام هذه الرّؤيا، و يؤذي المؤمنين في نومهم ما يغتمّون به.
فأمر جبرئيل، فجاء به إلى رسولاللَّه صلى الله عليه و آله، فقال له: أنت أريت فاطمة عليهاالسلام هذه الرّؤيا؟
فقال: نعم، يا محمّد!
فبزق عليه ثلاث بزقات، فشجّه في ثلاث مواضع.
ثمّ قال جبرئيل لمحمّد صلى الله عليه و آله: قل: يا محمّد! إذا رأيت في منامك شيئاً تكرهه، أو رأى أحد من المؤمنين، فليقل:
أعوذ بما عاذت به ملائكة اللَّه المقرّبون، و أنبياؤه المرسلون، و عباده الصالحون من شرّ ما رأيت و من رؤياي.
و تقرأ الحمد و المعوّذتين، و (قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ) و يتفل عن يساره ثلاث تفلات، فإنّه لا يضرّه ما رآى.
و أنزل اللَّه على رسوله (إنَّما النَّجوى مِنَ الشَيطانِ) (3) الآية.
قال العلّامة المجلسي رحمهالله: بيان... و تعرّض الشيطان لفاطمة عليهاالسلام و كون منامها المضاهي للوحي شيطانيّاً و إن كان بعيداً، لكن باعتبار عدم بقاء الشبهة و زوالها سريعاً و ترتيب المعجز من الرسول صلى الله عليه و آله في ذلك، و المنفعة المستمرّة للاُمّة ببركتها يقلّ الاستبعاد، و الحديث مشهور متكرّر في الاُصول، واللَّه يعلم. (4).
2654/ 3- دار السلام للنوري: و عن «حاشية تكملة غرر الفوائد» للسيّد الأجل المرتضى، عن فاطمة بنت الحسين، عن عمّتها زينب بنت علي عليهمالسلام، عن أسماء بنت عميس، أنّها قالت:
اُهدي إلى النبيّ صلى الله عليه و آله عناق مشويّة، فبعث إلى فاطمة و علي والحسن والحسين عليهمالسلام، فأجلسهم معه ليأكلوا.
فأوّل من ضرب بيده إلى العناق الحسن عليهالسلام، فجذبت فاطمة عليهاالسلام يده و بكت.
فقال رسولاللَّه صلى الله عليه و آله: فداك! و ما شأنك؟ لِمَ تبكين؟
قالت: يا رسولاللَّه! رأيت في منامي البارحة كأنّه أهدي إليك هذه العناق، و كأنّك جمعتنا، فأوّل من ضرب بيده إليها الحسن عليهالسلام، فأكل و مات.
فقال صلى الله عليه و آله: كفّوا.
ثمّ قال: يا رؤيا! فأجابه شيء: لبّيك يا رسولاللَّه!
قال: هل أريت حبيبتي شيئاً؟
قالت: لا والّذي بعثك بالحقّ.
قال: يا أحلام! فأجابه شيء: لبّيك يا رسولاللَّه!
قال: هل أريت حبيبتي شيئاً؟
قال: لا، والّذي بعثك بالحقّ نبيّاً.
قال: يا... (5).
فأجابه شيء: لبيك يا رسولاللَّه!
قال: هل أريت حبيبتي شيئاً؟
قال: لا والّذي بعثك بالحقّ نبيّاً.
قال: يا شيطان الأحلام!
فأجابه شيء: لبّيك يا رسولاللَّه!
قال: هل أريت حبيبتي شيئاً؟
قال: نعم أريتها كذا.
قال: ما حملك على ذلك؟
قال: العبث.
قال: لا تعد إليها.
ثمّ تفل عن يساره ثلاثاً، و قال: أعوذ باللَّه من شرّ ما رأيت، ثمّ قال: كلوا بسم اللَّه.
قال النوري:، ثمّ إنّ بعض الأعاظم نقل أصل الرؤيا مختصراً. (6).
ثمّ ذكر صاحب «مسند فاطمة الزهراء عليهاالسلام» رواية تفسير العيّاشي الّتي أشرت إليها و ذكر كلام العيّاشي بعدها، و قال: «قلت: لم يتّضح لنا مغزى هذه الروايات، فإنّ السيّدة فاطمة عليهاالسلام كانت عالمة محدّثة، ولم تكن كسائر النساء حتّى يمكن أن يترائى لها أضغاث الأحلام». (7).
أقول: لعلّ منامها عليهاالسلام هذه يكون لمنافع التربية للاُمّة ببركتها، كما قال العلّامة المجلسي رحمهالله، و نقلت كلامه ذيل الحديث 2 من هذا العنوان، فراجع.
2655/ 4- مجالس الصدوق: بإسناده عن ابن عبّاس، قال:
كنت مع أميرالمؤمنين عليهالسلام في خروجه إلى صفّين، فلمّا نزل نينوى... إلى أن قال عليهالسلام:
والّذي نفس عليّ بيده؛ لقد نبّأني الصادق المصدّق أبوالقاسم صلى الله عليه و آله أنّي سأراها في خروجي إلى أهل البغي علينا، و هذه أرض كرب و بلاء يدفن فيها الحسين عليهالسلام و سبعة عشر رجلاً من ولدي و ولد فاطمة، الحديث. (8).
أقول: ذكرت هذا الحديث مختصراً، و استطراداً لأدنى شباهة بينه و بين أخبار رؤيا فاطمة عليهاالسلام للتيمّن و التبرّك.
_________
(1). البحار: 43/ 91 ح 15، و 61/ 166 ح 16، و العوالم: 11/ 390، عن تفسير العياشى.
(2). المجادله: 10.
(3). المجادله: 10.
(4). البحار: 61/ 187 ح 53، عن تفسير القمى: 668- 669، و رواه عنه ايضا فى: 76/ 198 ح 13، و ورود فى هامشه هكذا: و تقله المولف العلامه فى شرح كتاب الروضه من الكافى ذيل الحديث الذى ياتى تحت الرقم 28 (من هذا المجلد ص 219 نقله، عن الكافى ج 8 ص 142) و هكذا اخرجه فى المجلد الرابع عشر باب حقيقه الرويا و تعبيرها ص 440 من طبعه الكمبانى (و له بيان للحديث فى المجلد الرابع عشر)، العوالم: 11/ 388.
(5). الظاهر انه سقط هنا لفظ «اضغاث» بدليل حديث العياشى، اوردته عن البحار: 43/ 91 ح 15، فراجع.
(6). مسند فاطمه الزهراء عليهاالسلام: 46 و 47.
(7). مسند فاطمه الزهراء عليهاالسلام: 47.
(8). البحار: 61/ 170 ح 26.
الرؤيا الّتي حزنت منها فاطمة
- الزيارات: 662