• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

قريش في كلمات علي عليه السلام

وإذا رجعنا إلى كلمات أمير المؤمنين [عليه الصلاة والسلام] نفسه، فإننا نجده يحمل قريشاً مسؤولية كل المصائب والرزايا والبلايا التي واجهها هو وكل المخلصين بعد وفاة النبي [صلى الله عليه وآله] ولا سيما فيما يرتبط بأمر الخلافة، وما نشأ عن ذلك من تمزق، في جسم الأمة، وتوزع في أهوائها. ثم ما كان من تقاتل وتناحر، وانحراف عن خط الإسلام وعن مفاهيمه وأحكامه؟ وإلى يوم يبعثون ونذكر من كلماته [عليه السلام] هنا، ما يلي:
قال [عليه السلام]: «اللهم أخز قريشاً، فإنها منعتني حقي، وغصبتني أمري»(1).
وعنه [عليه السلام]: «فجزى قريشاً عني الجوازي، فإنهم ظلموني حقي، واغتصبوني سلطان ابن أمي»(2).
وفي نهج البلاغة وغيره قال [عليه السلام]: «اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم، فإنهم قطعوا رحمي، وصغروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمراً هو لي، ثم قالوا: ألا في الحق أن تأخذه، وفي الحق أن تتركه».
وزاد في نص آخر: «فاصبر كمداً، أو فمت متأسفاً حنقاً، وأيم الله لو استطاعوا أن يدفعوا قرابتي ـ كما قطعوا سنتي ـ لفعلوا، ولكن لم يجدوا إلى ذلك سبيلاً»(3).
وفي خطبة له [عليه السلام]، يذكر فيها فتنة بني أمية، ثم ما يفعله المهدي [عليه السلام] بهم، يقول:
«فعند ذلك تود قريش بالدنيا وما فيها، لو يرونني مقاماً واحداً، ولو قدر جزر جزور، لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه، فلا يعطونيه»(4).
وعنه [عليه السلام]: حتى لقد قالت قريش: «إن ابن أبي طالب رجل شجاع، ولكن لا علم له بالحرب»(5).
وقال عليه السلام: «إني لأعلم ما في أنفسهم، إن الناس ينظرون إلى قريش، وقريش تنظر في صلاح شأنها، فتقول: إن وُليَّ الأمر بنو هاشم لم يخرج منهم أبداً. وما كان في غيرهم فهو متداول في بطون قريش»(6).
وقال [عليه السلام]: «إن العرب كرهت أمر محمد [صلى الله عليه وآله]، وحسدته على ما آتاه الله من فضله، واستطالت أيامه، حتى قذفت زوجته، ونفرت به ناقته، مع عظيم إحسانه إليها، وجسيم مننه عندها، وأجمعت مذ كان حياً على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته.
ولولا أن قريشاً جعلت اسمه ذريعة إلى الرياسة، وسُلّماً إلى العز والإمرة، لما عَبَدَت الله بعد موته يوماً واحداً، ولارتدت في حافرتها، وعاد قارحها جذعاً، وبازلها بكراً (7).
ثم فتح الله عليها الفتوح؛ فأثرت بعد الفاقة، وتمولت بعد الجهد والمخمصة، فحسن في عيونها من الإسلام ما كان سمجاً، وثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطرباً، وقالت: لولا أنه حق لما كان كذا.
ثم نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها، وحسن تدبير الأمراء القائمين بها، فتأكد عند الناس نباهة قوم، وخمول آخرين، فكنا نحن ممن خمل ذكره، وخبت ناره، وانقطع صوته وصيته، حتى أكل الدهر علينا وشرب..» (8).
وفي نص آخر عنه [عليه السلام] أنه قال: «فلما رق أمرنا طمعت رعيان البهم من قريش فينا»(9).
وعنه [عليه السلام]: «يا بني عبد المطلب، إن قومكم عادوكم بعد وفاة النبي، كعداوتهم النبي في حياته، وإن يطع قومكم لا تؤمرَّوا أبداً»(10).
وعنه صلوات الله وسلامه عليه: «ما رأيت منذ بعث الله محمداً رخاء، لقد أخافتني قريش صغيراً، وأنصبتني كبيراً، حتى قبض الله رسوله، فكانت الطامة الكبرى»(11).
وقال له رجل يوم صفين: «لم دفعكم قومكم عن هذا الأمر، وكنتم أعلم الناس بالكتاب والسنة؟!».
فقال [عليه السلام]: «فإنها كانت أثرة شحت عليها نفوس قوم، وسخت عنها نفوس آخرين»(12).
كما أنه [عليه السلام] قد أجاب على رسالة من أخيه عقيل: «فإن قريشاً قد اجتمعت على حرب أخيك اجتماعها على حرب رسول الله [صلى الله عليه وآله] قبل اليوم، وجهلوا حقي، وجحدوا فضلي، ونصبوا لي الحرب، وجدوا في إطفاء نور الله، اللهم فاجز قريشاً عني بفعالها، فقد قطعت رحمي، وظاهرت علي..».
وفي بعض المصادر ذكر [العرب] بدل قريش(13).
وأما بالنسبة لمعاوية الخليفة الأموي، فقد أخبر [عليه السلام]: أنه لو استطاع لم يترك من بني هاشم نافخ ضرمة(14).
وبعد.. فإن الامام الحسن [عليه السلام] قد ذكر في خطبة له أن قريشاً هي المسؤولة عن موضوع إبعاد أهل البيت [عليهم السلام] عن الخلافة، فراجع(15).

___________
(1) شرح النهج، للمعتزلي ج9، ص 306.
(2) راجع نهج البلاغة ج2، ص 227، والمسترشد في إمامة علي [عليه السلام]، ص 80 وشرح النهج للمعتزلي ج4، ص 104 و ج6 ص 96، راجع: البحار الطبعة الحجرية ج8، ص 730 و 672 والغارات ج2، ص 570.
(3) نهج البلاغة ج1 ص 184.
(4) الأغاني ج15، ص 45، ونهج البلاغة ج1 ص 66.
(5) راجع: قاموس الرجال ج6، ص 384 و 385، وشرج النهج للمعتزلي ج12، ص 266 ج9، ص 57 و 58.
(6) البازل من الإبل: الذي فطر نابه.
(7) شرح النهج للمعتزلي ج20، ص 298 و 299.
(8) الأمالي، للشيخ المفيد، ص 324.
(9) شرح النهج للمعتزلي ج9، ص 54، ونقل ذلك أيضاً عن مروج الذهب ج3، ص 12.
(10) شرح النهج، للمعتزلي ج5، ص 108.
(11) شرح النهج، للمعتزلي ج5، ص 108.
(12) راجع الإمامة والسياسة ج1، ص 56، وراجع المصادر التالية: الغارات ج2، ص 431، وشرح النهج، للمعتزلي ج 2، ص 119 وراجع ج16، ص 148 ـ 152 وأنساب الأشراف ج2، ص 75 بتحقيق المحمودي، والأغاني ج 15، ص 46، ونهج البلاغة ج3، ص 68، والدرجات الرفيعة: ص 156، وعن البحار ـ طبعة حجرية ـ ج8، ص 621 و 673، وراجع أيضاً نهج السعادة ج5، ص 302، وراجع: جمهرة رسائل العرب ج 1، ص 595. والعبارات في المصادر متفاوتة فليلاحظ ذلك.
(13) تفسير العياشي ج2، ص 81، والبحار ج 32، ص 592، وعيون الأخبار ـ لابن قتيبة ـ ج 1، ص 181.
(14) راجع: شرح النهج للمعتزلي ج 16 ص 24 و 33.
(15) شرح النهج، للمعتزلي ج9، ص 306.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page