14ـ عن الحسن: «ضاق بها ذرعاً، وكان يهاب قريشاً. فأزال الله بهذه الآية تلك الهيبة»(1).
يريد: أن الرسول [صلى الله عليه وآله] ضاق ذرعاً وخاف قريشاً بالنسبة لبلاغ أمر الإمامة، فأزال الله خوفه بآية: {وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}.
المتآمرون:
هذا غيض من فيض مما يدل على دور المتآمرين من قريش، ومن يدور في فلكها في صرف الأمر عن أمير المؤمنين علي [عليه السلام]، وتصميمهم على ذلك، لأسباب أشير إلى بعضها في ما نقلناه سابقاً من كلمات ونصوص.
وفي مقدمة هذه الأسباب حرص قريش على الوصول إلى السلطة، وحقدها على أمير المؤمنين [عليه السلام] لما قد وترها في سبيل الله والدين.
وكل ما تقدم يوضح لنا السر فيما صدر من هؤلاء الحاقدين من صخب وضجيج، حينما أراد الرسول [صلى الله عليه وآله] في منى وعرفات: أن يبلغ الناس أمر الإمامة، ودورها، وأهميتها، وعدد الأئمة، وأنهم اثنا عشر إماماً، وغير ذلك.
فإنهم تخوفوا من أن يكون قد أراد تنصيب علي [عليه السلام] إماماً للناس بعده. فكان التصدي منهم. الذي انتهى بالتهديد الإلهي. فاضطر المتآمرون إلى السكوت في الظاهر على مضض، ولكنهم ظلوا في الباطن يمكرون، ويتآمرون، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}(2).
فإلى توضيح ذلك فيما يلي من صفحات، وما تحويه من مطالب.
ممن الخوف يا ترى
- الزيارات: 564