السبائية([1])
إن يهودياً بإسم عبدالله بن سبأ المكنى بإبن الأمّة السواد في صنعاء أظهر الإسلام في عصر عثمان وإندس بين المسلمين، وأخذ ينتقل في حواضرهم وعواصم بلادهم، الشام والكوفة والبصرة ومصر، مشيراً بأن للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) رجعة كما أن لعيسى بن مريم (عليه السلام) رجعة، وأن علياً (عليه السلام) هو وصي محمد (صلى الله عليه وآله)، كما كان لكل نبي وصي، وأن علياً (عليه السلام) خاتم الأوصياء، كما كان محمد (صلى الله عليه وآله)خاتم الأنبياء، وأن عثمان غاصب حق هذا الوصي وظالمه، فيجب منا هضته لإرجاع هذا الحق إلى أهله، وقد ثبت لدى المحققين أن إبن سبأ شخصية وهمية خلقها خصوم الشيعة، وذلك لعدّة جهات منها:
1 ـ إن كل المؤرخين الثقاة لم يشيروا إلى قصة عبدالله بن سبأ، كإبن سعد في طبقاته والبلاذري في فتوحاته.
2 ـ إن المصدر الوحيد عنه هو سيف بن عمر، وهو رجل معلوم الكذب، ومقطوع بأنه وضاع.
3 ـ عدم وجود أثر لإبن سبأ وجماعته في واقعة صفين وفي حرب النهروان.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] سبحاني، الملل والنحل: 6 / 123، 137.