• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تنزه الزهراء(ع) عن الطمث والنفاس

يقول البعض: إن عدم رؤية السيدة الزهراء للعادة الشهرية يعتبر حالة مرضية تحتاج إلى العلاج؟ أو هي على الأقل حالة نقص في أنوثتها وفي شخصيتها كامرأة، ولا يمكن عدها من كراماتها وفضائلها، وكذا الحال بالنسبة للنفاس.
بل يصف هذا البعض القول بتنزه الزهراء عن الطمث والنفاس بأنه من السخافات.
ونقول:
أولا:قد يحدث لبعض النساء ـ وإن كان ذلك قليلا ـ أن لا ترى دما حين الولادة، أو ترى شيئا يسيرا منه، ولا يعد ذلك نقصا في أنوثتها وشخصيتها كامرأة.
وأما بالنسبة لتنزه الزهراء(ع) عن العادة الشهرية، فإننا نقول:
إن الخروج عن مضائق الطبيعة لا يعد نقصا، بل هو كرامة وفضل، ككرامة مريم عليها السلام حيث حملت بعيسى(ع) ولم يمسسها بشر، وزوجة إبراهيم(ع) أيضا قد حملت وهي عجوز، وحملت زوجة زكريا(ع) وهي عاقر.
وأمثال ذلك من الكرامات وخوارق العادات كثير..
وإن تنزه الزهراء(ع) عن ذلك يشير إلى علو مقامها، وإلى خصوصية تميزها عن كل من سواها، ما دام أن المحيض من الأذى، كما قال سبحانه(1).
وحصول هذا الأذى للمرأة يجعلها في حرج وفي وضع نفسي وجسدي غير طبيعي. إنه اعتلال للمرأة، كما في بعض الروايات، وحالة مرضية لها ـ كما يذكره الأطباء في أبحاثهم حول هذا الموضوع ـ وهو يقعدها عن الصوم، وعن الصلاة، ويمنعها من الدخول إلى المساجد، وما إلى ذلك من أمور تشير إلى أن المرأة ليست في وضع يمكنها من أن تعيش الأجواء الروحية بكل حيويتها، وصفائها، ونقائها، وقوتها..
إن هذا الحدث المستمر الذي لا يرفعه وضوء ولا غسل ولا تيمم، إلى أن يرتفع هو بنفسه ويزول. قد نزه الله عنه سيدة النساء التي طهرها الله من الرجس تطهيرا، إكراما لها، وحرصا على تأكيد تميزها عن كل من عداها، وتخصيصها من الله سبحانه بفضيلة وكرامة، دون أن يكون في ذلك أي تغيير في طبيعتها الأنثوية، والله تعالى هو مسبب الأسباب، وهو القادر على أن يتجاوز قانون العلية والتسبيب، لا بالخروج عنه وتحطيمه، وإنما بقانون العلية نفسه، حيث إنه تعالى يوجد حتى معجزات الأنبياء، بواسطة أسباب وعلل لها، استأثر بعلمه بها، في حين أن البشر لم يطلعوا عليها، ولا هي معهودة لديهم، وهذا هو معنى خرق العادة الذي يتحدثون عنه في موضوع المعجزات والخوارق.
ولعل ذلك أظهر من أن يحتاج إلى مزيد بيان، أو إلى إقامة دليل أو برهان.
ثانيا:إن اعتبار القول بتنزيه الزهراء عن الحيض والنفاس من السخف غير مقبول ممن يتعبد ويعمل بأقوال النبي (ص)، بل والأئمة (ع) لأن كل ما يقوله النبي (ص) والأئمة الطاهرون(ع) لا يمكن أن يكون سخيفا على الإطلاق، ولا غير نافع لمن علمه.
وقد روي ذلك التنزه من طرق الشيعة والسنة عن رسول الله (ص) وعن الأئمة الطاهرين في نصوص كثيرة، تخرج عن حد الاستفاضة لتصل إلى حد التواتر، وهي تدل على أن الله سبحانه قد نزه الزهراء عليها السلام عن رؤية دم الحيض والنفاس.
ونذكر من هذه الروايات ما يلي:
1 ـعن النبي (ص): إنما سميت فاطمة البتول لأنها تبتلت من الحيض والنفاس(2).
2 ـ وعنه (ص): أن ابنتي فاطمة حوراء لم تحض، ولم تطمث (3).
3 ـوروى الصدوق بسنده عن عمر بن علي(ع) عن أبيه علي(ع): أن النبي (ص) سئل ما البتول؟! فإنا سمعناك يا رسول الله تقول: إن مريم بتول، وفاطمة بتول؟
قال: البتول التي لن (لم) تر حمرة قط ـ أي لم تحض ـ فإن الحيض مكروه في بنات الأنبياء (4).
4 ـوروى القطان، عن السكري، عن الجوهري، عن العباس بن بكار، عن عبد الله بن المثنى، عن عمه ثمامة بن عبد الله، عن أنس بن مالك، عن أمه، قالت ما رأت فاطمة دما في حيض، ولا في نفاس(5).
5 ـوروي عن أبي جعفر عن آبائه(ع): أنها عليها السلام إنما سميت الطاهرة لعدة أمور، ومنها: وما رأت قط يوما حمرة ولا نفاسا(6).
6 ـالصادق عليه السلام: تدري أي شئ تفسير فاطمة؟! قال: فطمت من الشر، ويقال: إنما سميت فاطمة لأنها فطمت من الطمث (7).
7 ـوقال (ص) لعائشة: يا حميراء، إن فاطمة ليست كنساء الآدميين، لا تعتل كما تعتلن وفي لفظ آخر: كما يعتللن(8).
8 ـوعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: حرم الله النساء على علي(ع) ما دامت فاطمة حية، لأنها طاهرة لا تحيض(9).
ولصاحب البحار شيخ الإسلام العالمة المجلسي الثاني كلام جيد يتعلق بهذا الأمر فليراجع.. ثمة.
9 ـعن عائشة قالت: إذا أقبلت فاطمة كانت مشيتها مشية رسول الله (ص): وكانت لا تحيض قط، لأنها خلقت من تفاحة الجنة(10).
10 ـوفي دلائل الإمامة بأسناده عن أسماء بنت عميس، قالت: قال لي رسول الله، وقد كنت شهدت فاطمة، وقد ولدت بعض ولدها فلم نر لها دما، فقلت يا رسول الله (ص): إن فاطمة ولدت ولم نر لها دما؟
فقال رسول الله (ص): يا؟؟؟ إن فاطمة خست حورية إنسية(11).
11 ـوعن علي عليه السلام قال رسول الله (ص) إن فاطمة خلقت حورية في صورة أنسية، وإن بنات الأنبياء لا يحضن(12).
12 ـوفي رواية عن أبي جعفر: فسماها فاطمة، ثم قال: إني فطمتك بالعلم، وفطمتك عن الطمث ، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: والله، لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم، وعن الطمث بالميثاق (13).
وقد وصف المجلسي الأول هذا الخبر بالقوي (14).
13 ـوروى الصدوق رحمه الله عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن علي بن الحكم عن أبي جميلة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إن بنات الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم لا يطمثن إنما الطمث عقوبة الخ.. (15).
14 ـوعن أبي عبد الله(ع) قال: إن بنات الأنبياء لا يحضن (16).
15 ـقال السيوطي: من خصائص فاطمة(ع) أنها كانت لا تحيض (17).
16 ـوقال الصبان: سميت الزهراء أي الطاهرة، فإنها لم تر لها دما في حيض ولا في ولادة (18).
17 ـوروي في حديث عن النبي صلى الله عليه وآله قال: وسميت فاطمة بتولا، لأنها تبتلت وتقطعت عما هو معتاد العورات في كل شهر الخ.. (19).
18 ـعن أسماء بنت عميس، قالت: قبلت فاطمة عليها السلام، فلم أر لها دما، فقلت: يا رسول الله، إني لم أر لفاطمة دما في حيض ولا نفاس.
فقال لها رسول الله (ص): أما علمت أن ابنتي طاهرة مطهرة لا يرى لها دم في طمث، ولا في ولادة (20).
19 ـوقال في عمدة الأخبار: مولد الحسن بن علي عليه السلام في منتصف رمضان، وعلقت أمه بالحسين عليه السلام عقب الولادة بالحسن عليه السلام، لأن فاطمة عليها السلام لا ترى طمثا ولا نفاسا(21).
20 ـوعن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): إن ابنتي فاطمة حوراء، إذ لم تحض، ولم تطمث.
قال المحب الطبري: الطمث، الحيض، وكرر لاختلاف اللفظ (22).
21 ـوفي الصحيح: عن علي بن جعفر، عن أخيه أبي الحسن عليه السلام، قال: إن فاطمة صديقة شهيدة، وإن بنات الأنبياء لا يطمثن (23).
22 ـعن أنس بن مالك، عن أم سليم زوجة أبي طلحة الأنصاري: أنها قالت: لم تر فاطمة (ع) دما قط في حيض ولا نفاس، وكانت من ماء الجنة، وذلك إن رسول الله (ص) لما أسري به دخل الجنة، وأكل من فاكهة الجنة، وشرب من ماء الجنة رواه أيضا عن النبي (24).
23 ـوقد روي عنهم عليهم السلام: أن سبيل أمهات الأئمة عليهم السلام سبيل فاطمة عليها السلام في ارتفاع الحيض عنهن إلخ..(25).
24 ـ وعن النبي (ص) ـ مرسلا ـ أنه قال: إن فاطمة ليست كإحداكن، إنها لا ترى دما في حيض ولا نفاس، كالحورية(26).


_____________
1- قال تعالى:{ويسألونك عن المحيض. قل: هو أذى، فاعتزلوا النساء في المحيض} سورة البقرة: 222.
2- ينابيع المودة: ص 260 وإحقاق الحق (الملحقات): ج 10 ص 25 عنه وعن مودة القربى: ص 103.
3- ذخائر العقبى ص 26 وشرح بهجة المحافل ج 2 ص 138. وراجع: عوالم العلوم: ج 11 ص 54 وفي هامشه عن: تاريخ بغداد: ج 12 ص 331 وعن كنز العمال: ج 12 ص 109 ح 3426 وعن مصادر كثيرة أخرى، وإسعاف الراغبين ومطبوع بهامش نور الأبصار: ص 173.
4- معاني الأخبار: ص 64 ومناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 330 عن أبي صالح المؤذن في الأربعين وتاج المواليد: ص 20 وكشف الغمة: ج 2 ص 90 والبحار ج 43 ص 16 / 15 راجع: ج 78 ص 112 عنهما، وينابيع المودة: ص 260 ومستدرك الوسائل: ج 2 ص 37. وعلل الشرائع: ج 1 ص 181 وعن مصباح الأنوار: ص 223 ومصباح الكفعمي: ص 659 وروضة الواعظين: ص 149 ودلائل الإمامة: ص 55 والروضة الفيحاء في تواريخ النساء: ص 252 وحبيب السير: ج 1 ص 433 وضياء العالمين مخطوط : ج 2 ق 3 ص 7 وإحقاق الحق: ج 10 ص 25 و 310 و ج 19 ص 11 عن مصادر أخرى والعوالم: ج 1 ص 641 وراجع: إعلام الورى: ص 148.
5- الأمالي للصدوق: ص 154 والبحار: ج 43 ص 21 وراجع: العوالم: ج 11 ص 153 وفي هامشه عن العديد من المصادر.
6- البحار: ج 43 ص 19 عن مصباح الأنوار وعوالم العلوم: ج 11 ص 66.
7- مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 330، والبحار: ج 43 ص 16.
8- المصدران السابقان ومجمع الزوائد: ج 9 ص 202 عن الطبراني وإعلام الورى: ص 148 ومرآة العقول: ج 5 ص 345 والطرائف: ص 111 والعوالم (قسم حياة الزهراء): ص 64 وضياء العالمين مخطوط : ج 2 ق 4 ص 7.
9- راجع: مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 64 ومناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 330 والبحار: ج 43 ص 16 و 153 عنه وعن أمالى الطوسي: ج؟ ص 42 ومستدرك الوسائل: ج 2 ص 42. وراجع: التهذيب: ج 7 ص 475 وبشارة المصطفى: ص 306 وراجع: عوالم العلوم ج 11 ص 66 3870. وضياء العالمين مخطوط : ج 2 ق 3 ص 7..
10- أخبار الدول: ص 87 ط بغداد على ما في إحقاق الحق (ملحقات): ج 10 ص 244. وراجع: عوالم العلوم: ج؟؟؟ ص 60.
11- دلائل الإمامة: ص 53 و 55 والبحار: ج 78 ص 112 وراجع ج 43 ص 7 عن كشف الغمة.
12- دلائل الإمامة: ص 52، والبحار ج 78 ص 112 ومستدرك الوسائل: ج 2 ص 37.
13- البحار: ج 43 ص 13 عن مصباح الأنوار وكشف الغمة: ج 2 ص 89. وعلل الشرائع: ص 179 وعوالم العلوم: ج 11 ص 55 وفي هامشه عن المصادر التالية: الكافي: ج 1 ص 46 والمحتضر: ص 132 و 138 والمختصر: ص 172 و 218 وغير ذلك.
14- روضة المتقين: ج 5 ص 349.
15- علل الشرائع: ج 1 ص 290 ح 1 والبحار: ج 43 ص 25 و ج 12 ص 107 و ج 81 ص 81. وعوالم العلوم: ج 11 ص 153 ومستدرك الوسائل: ج 2 ص 38.
16- الخرائج والجرائح: ج 2 ص 527.
17- إحقاق الحق (الملحقات): ج 10 ص 309 عن الشرف المؤبد السيوطي وراجع: عوالم العلوم: ج 11 ص 63.
18- راجع: إسعاف الراغبين (مطبوع بهامش نور الأبصار): ص 172، ونسب ذلك إلى المحب الطبري، وإلى صاحب الفتاوى الظهيرية الحنفي.
19- إحقاق الحق: ج 10 ص 25 عن المناقب المرتضوية: ص 78 وعوالم العلوم: ج 11 ص 64.
20- راجع: العوالم (حياة الزهراء): ص 66 و 153 عن صحيفة الرضا(ع) وذخائر العقبى: ص 44 وإتحاف السائل: ص 90 وتاريخ الخميس: ج 1 ص 417 ونزهة المجالس: ج 2 ص 183، وضياء العالمين مخطوط : ج 2 ق 3 ص 7.
21- العوالم (حياة الزهراء): ص 66 عن عمدة الأخبار: ص 349.
22- ذخائر العقبى: ص 26 عن النسائي. وفرائد السمطين: ج 2 ص 48 وراجع تاريخ بغداد: ج 12 ص 331.
23- روضة المتقين ج 5 ص 342 والكافي: ج 1 ص 458.
24- إعلام الورى: ص 148.
25- تاج المواليد للطبرسي ص 20 مطبوع ضمن مجموعة رسائل نفيسة، انتشارات بصيرتي ـ قم ـ ايران.
26- رواه الصدوق في كتاب الفقيه باب غسل الحيض من كتاب الطهارة.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page