طباعة

وقد علق هذا البعض على هذا الحديث بقوله

ظاهر هذا الحديث إن كتاب فاطمة ـ وهو مصحف فاطمة ـ يشتمل على الحلال والحرام.

ونقول:
أولا:إن هذا الحديث ضعيف السند.
ثانيا:إن التعبير ب‍: كتاب فاطمة قد ورد أيضا في رواية فضيل بن سكرة، عن الإمام الصادق (عليه السلام)(1) وليس بالضرورة أن يكون المقصود به مصحف فاطمة الذي هو موضع البحث، فضلا عن الجزم بذلك، ثم إرساله إرسال المسلمات، إذ قد كان لفاطمة عليها السلام كتب أخرى غير المصحف.
1 ـفقد روى الكليني في الكافي عن: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسحاق به عبد العزيز، عن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:
جاءت فاطمة تشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بعض أمرها، فأعطاها رسول الله صلى الله عليه وآله كربة (2) وقال تعلمي ما فيها، وإذا فيها:
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليسكت (3).
2 ـوروى في دلائل الإمامة بسنده عن ابن مسعود، قال: جاء رجل إلى فاطمة عليها السلام.
فقال: يا ابنة رسول الله، هل ترك رسول الله عندك شيئا تطرفينيه؟
فقالت: يا جارية، هات تلك الحريرة، فطلبتها، فلم تجدها.
فقالت: ويحك اطلبيها، فإنها تعدل عندي حسنا وحسينا.
فطلبتها، فإذا هي قد قممتها في قمامتها، فإذا فيها:
قال محمد النبي (ص): ليس من المؤمنين، من لم يأمن جاره بوائقه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو يسكت.
إن الله يحب الخير الحليم المتعفف، ويبغض الفاحش الضنين السائل الملحف.
إن الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، وإن الفحش من البذاء، والبذاء في النار(4).
وهذه الرواية أيضا وسابقتها أيضا لا تدل على أنها(ع) هي التي كتبت وألفت. بل في الرواية الأولى دلالة على عكس ذلك، لأنها ذكرت: أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطاها كربة مكتوبة من عنده، وقال: تعلمي ما فيها.
3 ـوروى الصدوق بسنده إلى أبي نضرة، عن جابر، رواية مفادها: أنه دخل على فاطمة عليها السلام ليهنئها بمولودها الحسين (ع)، فإذا بيدها صحيفة(5) بيضاء، درة، فسألها عنها، فأخبرته: أن فيها أسماء الأئمة من ولدها، وأنها قد نهيت عن أن تمكن أحدا من أن يمسها إلا نبي، أو وصي، أو أهل بيت نبي، ولكنه مأذون أن ينظر إلى باطنها من ظاهرها، فنظر إليها، وقرأ.. ثم ذكر ما قرأه (6).



____________
1- الكافي: ج 1 ص 242.
2- كرب النخل: أصول السعف، أمثال الكتف.
3- عوالم العلوم: ج 11 (الجزء الخاص بالزهراء(ع): ص 187 والكافي: ج 2 ص 667 ح 6 وراجع: ص 285 ج 1. والبحار: ج 43 ص 51 ح 52، والوسائل: ج 8 ص 487 ح 3 وفي الجنة الواقية: ص 508 قطعة منه.
4- دلائل الإمامة: ص 1 وعوالم العلوم: ج 11 ص 188 و 620 و 621. (الجزء الخاص بالزهراء(ع). وفي هامشه عن مسند فاطمة(ع): ص 113. وراجع مستدرك الوسائل: ج 18 وسفينة البحار: ج 1 ص 229 و 231 والمعجم الكبير للطبراني: ج 22 ص 413 مع اختلاف في اللفظ.
5- عبرت بعض النصوص الواردة في المصادر التي في الهامش باللوح.
6- عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 40 و 44 و 46. والاختصاص ص 210 والأمالي للطوسي ج 1 ص 297 والخصال ج 2 ص 477 / 478 وكمال الدين ص 305. 313.