• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الحذر من تكفير المسلمين

الفصل الأول: الحذر من تكفير المسلمين

اذا فهمتم ماتقدم فانكم الأن تكفرون من شهد ان لا اله الا الله وحده وان محمدا عبده ورسله واقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان وحج البيت مؤمنا بالله وملائكته وكتبه ورسوله ملتزما لجميع شعائر الاسلام وتجعلونهم كفار او بلادهم بلاد حرب فنحن نسئلكم من امامكم في ذلك وممن اخذتم هذا المذهب عنه فان قلتم كفرناهم لانهم مشركون بالله والذي منهم ما اشرك بالله لم يكفر من اشرك بالله لان سبحانه قال (ان الله لا يغفر ان يشرك به) (الاية) وما في معناها من الايات وان اهل العلم قد عدوا في المكفرات من اشرك بالله (قلنا) حق الايات حق وكلام اهل العلم حق ولكن اهل العلم قالوا في تفسير اشرك بالله اي ادعى ان لله شريكا كقول المشركين هؤلاء شركاؤنا وقوله تعالى (وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء واذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون) اجعلوا الالهة الهاً واحدا الى غير ذلك مما ذكره الله في كتابه ورسوله واهل العلم ولكن هذه التفاصيل التي تفصلون من عندكم ان من فعل كذا فهو مشرك وتخرجونه من الاسلام من اين لكم هذا التفصيل استنبطتم ذلك بمفاهيمكم فقد تقدم لكم من اجماع الامة انه لا يجوز لمثلكم الاستنباط الكم في ذلك قدوة من اجماع او تقليد من يجوز تقليده مع انه لا يجوز للمقلدان يكفر ان لم تجمع الامة على قول متبوعه فبينوا لنا من اين اخذتم مذهبكم هذا ولكم علينا عهد الله وميثاقه ان بينتم لنا حقاً يجب المصير اليه لنتبع الحق ان شاء الله فان كان المراد مفاهيمكم فقد تقدم انه لا يجوز لنا ولا لكم ولالمن يؤمن بالله واليوم الاخر الاخذبها ولا نكفر من معه الاسلام الذي اجمعت الامة على من اتى به فهو مسلم فاما الشرك ففيه اكبر واصغر وفيه كبير واكبر وفيه مايخرج من الاسلام وفيه مالا يخرج من الاسلام وهذا كله باجماع وتفاصيل مايخرج ممالا يخرج يحتاج الى تبين ائمة اهل الاسلام الذي اجتمعت فيهم شروط الاجتهاد فان اجمعوا على امر لم يسع احد الخروج عنه وان اختلفوا فالامر واسع فان كان عندكم عن اهل العلم بيان واضح فبينوالنا وسمعاً وطاعة والا فالواجب علينا وعليكم الاخذ بالاصل المجمع عليه واتباع سبيل المؤمنين وانتم تحتجون ايضاً بقوله عز وجل (لئن اشركت ليحبطن عملك) وبقوله عز وجل في حق الانبياء (لو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون) وبقوله تعالى (ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين ارباباً) فنقول نعم كل هذا حق يجب الايمان به ولكن من اين لكم ان المسلم الذي يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله اذا دعى غائباً او ميتاً او نذر له او ذبح لغير الله او تمسح بقبر او اخذ من ترابه ان هذا هو الشرك الاكبر الذي من فعله حبط عمله وحل ماله ودمه وانه الذي اراد الله سبحانه من هذه الاية وغيرها في القرآن فان قلتم فهمنا ذلك من الكتاب والسنة قلنا لا عبرة بمفهومكم ولا يجوزلكم ولا لمسلم الاخذ بمفهومكم فان الامة مجمعة كما تقدم ان الاستنباط مرتبة اهل الاجتهاد المطلق ومع هذا لو اجتمعت شروط الاجتهاد في رجل لم يجب على احد الاخذ بقوله دون نظر قال الشيخ تقي الدين من اوجب تقليد الامام بعينه دون نظر انه يستتاب فان تاب والا قتل انتهى وان قلتم اخذنا ذلك من كلام بعض اهل العلم كابن تيمية وابن القيم لانهم سموا ذلك شركاً (قلنا) هذا حق ونوافقكم على تقليد الشيخين ان هذا شرك ولكن هم لم يقولوا كما قلتم ان هذا شرك اكبر يخرج من الاسلام وتجري على كل بلد هذا فيها احكام اهل الردة بل من لم يكفرهم عندكم فهو كافر تجري عليه احكام اهل الردة ولكنهم رحمهم الله ذكروا ان هذا شرك وشددوا فيه ونهوا عنه ولكن ما قالوا كما قلتم ولا عشر معشاره ولكنكم اخذتم من قولهم ماجاز لكم دون غيره بل في كلامهم رحمهم الله مايدل على ان هذا الافاعيل شرك اصغر وعلى تقدير ان في بعض افراده ماهو شرك اكبر على حسب حال قائله ونيته فهم ذكروا في بعض مواضع من كلامهم ان هذا لا يكفر حتى تقوم عليه الحجة الذي يكفر تاركها كما يأتي في كلامهم ان شاء الله مفصلا ولكن المطلوب منكم هو الرجوع الى كلام اهل العلم والوقوف عند الحدود التي حدوا فان اهل العلم ذكروا في كل مذهب من مذاهب الاقوال والافعال التي يكون بها المسلم مرتداً ولم يقولوا من نذر لغير الله فهو مرتد ولم يقولوا من طلب من غير الله فهو مرتد ولم يقولوا من ذبح لغير الله فهو مرتد ولم يقولوا من تمسح بالقبور واخذ من ترابها فهو مرتد كما قلتم انتم فان كان عندكم شيىء فبينوه فانه لا يجوز كتم العلم ولكنكم اخذتم هذا بمفاهيمكم وفارقتم الاجماع وكفرتم امة محمد صلى الله عليه وسلم كلهم حيث قلتم من فعل هذه الافاعيل فهو كافر ومن لم يكفره فهو كافر ومعلوم عند الخاص والعام ان هذه الامور ملأت بلاد المسلمين وعند اهل العلم منهم انها ملأت بلاد المسلمين من اكثر من سبعمائة عام وان من لم يفعل هذه الافاعيل من اهل العلم لم يكفروا اهل هذه الافاعيل ولم يجروا عليهم احكام المرتدين بل اجروا عليهم احكام المسلمين بخلاف قولكم حيث اجريتم الكفر والردة على امصار المسلمين وغيرها من بلاد المسلمين وجعلتم بلادهم بلاد حرب حتى الحرمين الشريفين اللذين اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحيحة الصريحة انهما لا يزالا بلاد اسلام وانهما لا تعبد فيهما الاصنام وحتى ان الدجال في اخر الزمان يطأ البلاد كلها الا الحرمين كما تقف على تقف على ذلك ان شاء الله في هذه الرسالة فكل هذه البلاد عندكم بلاد حرب كفار اهلها لانهم عبدوا الاصنام على قولكم وكلهم عندكم مشركون شركا مخرجاً عن الملة فانالله وانا اليه راجعون فوالله ان هذه الامور التي تكفرون بها الامة النذور وما معها ابن تيمية وابن القيم وهما رحمها الله قد صرحا في كلامهما تصريحا واضحا ان هذه ليس من الشرك الذي ينقل عن الملة بل قد صرحوا في كلامهم ان من الشرك ماهو اكبر من هذا بكثير كثير وان من هذه اللامة من فعله وعاند فيه ومع هذا لم يكفروه كما يأتي كلامهم في ذلك ان شآء الله تعالى (فاما النذر) فنذكر كلام الشيخ تقي الدين فيه وابن القيم وهما من اعظم من شدد فيه وسماه شركاً فنقول قال الشيخ تقي الدين النذر للقبور ولاهل القبور كالنذر لابراهيم الخليل عليه السلام او الشيخ فلان نذر معصية لا يجوز الوفاء به وان تصدق بمانذر من ذلك على من يستحقه من الفقرآء او الصالحين كان خيرا له عند الله وانفع (انتهى) فلو كان الناذر كافراً عنده لم يأمره بالصدقة لان الصدقة لا تقبل من الكافر بل يأمره بتجديد اسلامه ويقول له خرجت من الاسلام بالنذر لغير الله قال الشيخ ايضا من نذر اسراج بئر او مقبرة او جبل او شجرة او نذر له او لسكانه لم يجز ولا يجوز الوفاء به ويصرف في المصالح مالم يعرف ربه (انتهى) فلو كان الناذر كافراً لم يأمره برد نذره اليه بل امر بقتله وقال الشيخ ايضا من نذر قنديل نقد للنبي صلى الله عليه وسلم صرف لجيران النبي صلى الله عليه وسلم (انتهى) فانظر كلامه هذا وتأويله هل كفر فاعل هذا او كفر من لم يكفره او عد هذا في المكفرات هو او غيره من اهل العلم كما قلتم انتم وخرقتم الاجماع وقد ذكر بن مفلح في الفروع عن شيخه الشيخ تقي الدين ابن تيمية والنذر لغير الله كنذره لشيخ معين للاستغاثة وقضاء اللحاجة منه كحلفه بغيره وقال غيره هو نذر معصية (انتهى) فانظر الى هذا الشرط المذكور اي نذر له لاجل الاستغاثة به بل جعله الشيخ كالحلف بغير الله وغيره من اهل العلم جعله نذر معصية هل قالوا مثل ماقلتم من فعل هذا فهو كافرو من لم يكفره فهو كافر عياذاً بك اللهم من قول الزور كذلك بن القيم ذكر النذر لغير الله في فصل الشرك الاصغر من المدارج واستدل به بالحديث الذي رواه احمد عن النبي صلى الله عليه وسلم النذر حلفة وذكر غيره من جميع من تسمونه شركا وتكفرون به فعل الشرك الاصغر (واما الذبح) لغير الله فقد ذكره في المحرمات ولم يذكره في المكفرات الا ان ذبح للأصنام او عبد من دون الله كالشمس والكواكب وعده الشيخ تقي الدين في المحرمات الملعون صاحبها كمن غير منار الارض او من ضار مسلماً كما يأتي في كلامه ان شآء الله تعالى وكذلك اهل العلم ذكروا ذلك مما اهل به لغير الله ونهوا عن اهله ولم يكفروا صاحبه وقال الشيخ تقي الدين كما يفعله الجاهلون بمكة شرفها الله تعالى وغيرها من بلاد المسلمين من الذبح للجن ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذبايح الجن (انتهى) ولم يقل الشيخ من فعل هذا فهو كافر بل من لم يكفره فهو كافر كما قلتم انتم واما (السؤال) من غير الله فصله الشيخ تقي الدين رحمه الله ان كان السئل يسئال من المسئول مثل غفران الذنوب وادخال الجنة والنجاة من النار وانزال المطر وانبات الشجر وامثال ذلك مما هو من خصائص الربوبية فهذا شرك وضلال يستتاب صاحبه فان تاب والاقتل ولكن الشخص المعين الذي فعل ذلك لا يكفر حتى تقوم عليه الحجة الذي يكفر تاركها كما يأتي بيان كلامه في ذلك ان شاء الله تعالى (فان قلت) ذكر عنه في الاقناع انه قال من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسئالهم ويتوكل عليهم كفر اجماعاً (قلت) هذا حق ولكن البلاء من عدم فهم كلام اهل العلم لوتأملتم العبارة تأملا تاما لعرفتم انكم تأولتم العبارة على غير تأويلها ولكن هذا من العجب تتركون كلامه الواضح وتذهبون الى عبارة مجملة تستنبطون منها ضد كلام اهل العلم وتزعمون ان كلامكم ومفهومكم اجماع هل سبقكم الى مفهومكم من هذه العبارة احد ياسبحان الله ماتخشون الله (ولكن) انظر الى لفظ العبارة وهو قوله يدعوهم ويتوكل عليهم ويسئالهم كيف جاء بواو العطف وقرن بين الدعاء والتوكل والسؤآل فان الدعاء في لغة العرب هو العبادة المطلقة والتوكل عمل القلب والسؤآل هو طلب الذي تسمونه الأن الدعاء وهو في هذه العبارة لم يقل او سألهم بل جمع بين الدعاء والتوكل والسؤال والأن انتم تكفرون بالسؤال وحده فاين انتم ومفهومكم من هذه العبارة مع انه رحمة الله بين هذه العبارة واصلها في مواضع من كلامه وكذلك (ابن القيم) بين اصلها قال الشيخ من الصابئة المشركين ممن يظهر الاسلام ويعظم الكواكب ويزعم انه يخاطبها بحوائجه ويسجد لها وينحر ويدعو وقد صنف بعض المنتسبين الى الاسلام في مذهب المشركين من الصابئة والمشركين البراهمة كتاباً في عبادة الكواكب وهي من السحر الذي عليه الكنعانيون الذي ملوكهم النماردة الذي بعث الله الخليل صلوات الله وسلامه عليه بالحنفية ملة ابراهيم واخلاص الدين لله الى هؤلاء وقال ابن القيم في مثل هؤلاء يقرون للعالم صانعاً فاضلا حكيماً مقدسا عن العيوب والنقائض ولكن لا سبيل لنا الى الوجهة الى جلاله لا بالوسايط فالواجب علينا ان نتقرب اليه بتوسطات الروحانيات القريبة منه فنحن نتقرب اليهم ونتقرب بهم اليه فهم اربابنا والهتنا وشفعاؤنا عند رب الارباب واله الالهة فانعبدهم الاليقربونا الى الله زلفى فحينئذ نسال حاحاتنا منهم ونعرض احوالنا عليهم ونصبوا في جميع امورنا اليهم فيشفعون الى الهنا والههم وذلك لا يحصل الامن جهة الاستمداد بالروحانيات وذلك بالتضرع والابتهال من الصلوات والزكات والذبائح القرابين والبخورات وهؤلاء كفروا بالاصلين الذين جاءت بهما جميع الرسل احدهما عبادة الله وحده لا شريك له والكفر بما يعبد من دونه من اله (والثاني) الايمان برسله وبما جاؤا به من عند الله تصديقا واقرارا وانقياداً (انتهى) كلام بن القيم فانظر الى الوسائط المذكورة في العبارة كيف تحملونها على غير محملها ولكن ليس هذا باعجب من حملكم كلام الله وكلام رسوله وكلام ائمة الاسلام على غير المحمل الصحيح مع خرقكم الاجماع واعجب من هذا انكم تستدلون بهذه العبارة على خلاف كلام من ذكرها ومن نقلها ترون بها صريح كلامهم في عين المسئلة وهل عملكم هذا الا اتباع المتشابه وترك المحكم انقذنا الله واياكم من متابعة الاهوآء (واما) التبرك والمتمسح بالقبور واخذ التراب منها والطواف بها فقد ذكره اهل العلم فبعضهم عده في المكروهات وبعضهم عده في المحرمات ولم ينطق واحد منهم بان فاعل ذلك مرتد كما قلتم انتم بل تكفرون من لم يكفر فاعل ذلك فالمسئالة مذكورة في كتاب الجنائز في فصل الدفن وزيارة الميت فان اردت الوقوف على ماذكرت لك فطالع الفروع والاقناع وغيرهما من كتب الفقه (فان) قدحتم فيمن صنف هذه الكتب فليس ذلك منكم بكثير ولكن ليكن معلوما عندكم ان هؤلاء لم يحكوا مذهب انفسهم وانما حكوا مذهب احمد بن حنبل واحزابه من ائمة اهل الهدى الذين اجمعت الامة على هدايتهم ودرايتهم فان ابيتم الا العناد وادعوتم المراتب العلية والاخذ من الادلة من غير تقليد ائمة الهدى فقد تقدم ان هذا خرق للاجماع .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page