والغريب في الأمر هنا:أننا نجد البعض يحاول التخلص والتنصل من حقيقة هجران الزهراء عليها السلام لمن ظلمها إلى أن ماتت، بإطلاق القول:
إن معنى أن فاطمة عليها السلام هجرت أبا بكر، فلم تكلمه إلى أن ماتت: أنها لم تكلمه في هذا الأمر (أي المال)، أي لم تطلب حاجة ولا اضطرت إلى لقائه، ولم ينقل قط أنهما التقيا، فلم تسلم عليه ولا كلمته حيث تشاغلت بمرضها وغير ذلك (1).
ثم هم يقررون:إن الزهراء أتقى لله من أن يصدر منها ذلك وأورع (2).
ونقول:
إن نفس أولئك الذين يقولون ذلك قد ذكروا:أنها عليها السلام قد التقت بالشيخين، حينما جاءاها لاسترضائها، حينما مرضت، فكلمتهما ورضيت عنهما، حسب زعمهم(3).
كما أن الشاشي قد رد على ذلك بأن قولهم: غضبت يدل على أنها عليه السلام قد امتنعت عن الكلام جملة، وهذا صريح الهجر(4).
____________
1- شرح بهجة المحافل: ج 1 ص 131 عن الذهبي، وفتح الباري: ج 6 ص 139، والسيرة الحلبية: ج 3 ص 361.
2- فتح الباري: ج 6 ص 139.
3- تاريخ الإسلام للذهبي: (عهد الخلفاء الراشدين) ص 47 وفتح الباري ج 6 ص 139.
4- فتح الباري ج 6 ص 139.
تمحلات غير ناجحة
- الزيارات: 539