• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

لو أجابهم علي(ع)

يزعم البعض:
أنه قد كان على علي (عليه السلام) أن يفتح الباب، أو تفتحه فضة أو غيرها. أما الزهراء (عليها السلام)، فلا مبرر لمبادرتها هي لفتح الباب دونهم.
والجواب:
هناك أمران، لا بد من الحديث عنهما:
أحدهما:هل يمكن لعلي (عليه السلام) أو غيره أن يفتح الباب؟!
الثاني:لماذا لا بد للزهراء (عليها السلام) دون سواها أن تتولى هذا الأمر؟
والإجابة على هذين السؤالين متداخلة، ولأجل ذلك حررناها على النحو التالي:
أولا:لقد كان النبي (صلى الله عليه وآله) يأمر بعض زوجاته بفتح الباب للطارق، كما تقدم، فلا حرج مبدئيا من قيام الزهراء بمهمة إجابة الطارقين.
ثانيا:إن من الواضح: أن فتح علي عليه السلام للباب، أو على الأقل إجابته للمهاجمين ولو من خلف الباب لا يخلو من أحد أمرين:
إما أن يفعل من يأمرونه به من المبادرة إلى بيعة صاحبهم ـ أعني أبا بكر ـ، ويكون في هذه الحالة قد قدم ما يشبه الاعتراف بشرعية ما قاموا به، بل هو يلغي كل دلالة على أن له حقا في هذا الأمر من الأساس.
وإما أن يقتصر على إجابة المهاجمين، ثم الامتناع عن تلبية طلبهم، وهذا سوف يدفع بالمهاجمين إلى مجادلته، ومحاولة التأثير عليه بالكلمة القوية، أو اللينة، أو حتى محاولة إخراجه للبيعة بالقوة.
وذلك منه عليه السلام سوف يعطيهم الفرصة لتشويه الأمور، وإظهارها على غير حقيقتها، وادعاء ما يحلو لهم عليه، بحيث يكسرونه ويشوهون الحقيقة للناس، وهم المهيمنون والحاكمون، وإليهم تتلع الأعناق الطامعة، ويتزلف المتزلفون.
إنهم سوف يقولون للناس:لقد جئنا للتعزية والسؤال عن الحال، ولكن عليا (عليه السلام) هو الذي واجهنا بالكلمة اللاذعة، أو بالعنف، حسدا منه لنا، واعتدادا بنفسه، وإدلالا بمواقفه، وبقوته، وبقرابته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم بفروسيته، وبكونه زوج بنت الرسول، وأبا السبطين، فهو المعتدي ونحن الضحية، وهو الحاسد والحاقد، والمهاجم والمغرور، وهو الطامع في أمر كان هو بنفسه قد أعلن انصرافه عنه، حيث إنهم كانوا قد أشاعوا عنه بين الناس، وهو منشغل بتجهيز رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأنه لا يريد هذا الأمر، كما يدل عليه قول المنذر بن أرقم في السقيفة، حينما رجحت كفة أبي بكر على سعد، واختلف الأنصار فيما بينهم، وتنازعوا: إن فيهم لرجلا، لو طلب هذا الأمر، لم ينازعه فيه أحد، يعني علي ابن أبي طالب(عليه السلام)(1).
وفي رسالة ذكر أن عمر بن الخطاب كتبها إلى معاوية، يقول فيها عن أبي بكر: وقدمت الناس إلى بيعته وصحبته، لأرهبه وكل من ينكر بيعته، ويقول: ما فعل علي بن أبي طالب؟ فأقول: خلعها من عنقه، وجعلها طاعة للمسلمين، قلة خلاف عليهم، فصار جليس بيته (2).
نعم إنهم سيقولون للناس:
إذا كان علي عليه السلام قد انصرف عن هذا الأمر، وإذا كان لا بد من ضبط الأمور، خوفا من الفتنة، فقد بادرنا إلى ذلك حفاظا على الإسلام، ولكي نحفظ للأمة وحدتها، وللناس كراماتهم، وانتظام أمور حياتهم، لأننا نريد الخير للناس، والزلفى والقرب من الله، ولا شئ سوى ذلك، وحين واجهنا بالعنف، لم يكن أمامنا خيار، إلا أن اعتقلناه درءا للفتنة، وحفاظا على الدين والأمة.
ومن الذي يستطيع أن ينكر عليهم ما يدعون، ويرى الناس أنهم حكام متسلطون، ولدى الحكام عادة السياط والسيوف إلى جانبها الأموال، والمناصب، وبإمكانهم تلبية المطامح والمآرب، ويبقى إعلامهم هو الأعلى صوتا، لأنه يضرب بسيوف المال والجاه، والجبروت، والأطماع، والهوى، وهناك الحقد الظالم من الكثيرين على علي (عليه السلام) وعلى كل من يلوذ به، أو ينسب إليه. وعليهم أن يستفيدوا من هذه الأحقاد أيضا لتثبيت أمرهم، وتقوية سلطانهم.

وحين أجابتهم فاطمة عليها السلام، كان جوابها المفاجأة التي ضيعت عليهم الفرصة التي رأوها سانحة، فواجهوها بالعنف والقوة، وبانفعال ورعونة، حيث بادروها بالهجوم الشرس، الذي ينم عن حنق لا مبرر له إلا الإصرار على انتزاع هذا الأمر بالقوة، حتى ولو كان بقيمة قتل المحسن ، وهتك حرمة بيتها
(عليها السلام) والاعتداء عليها بالضرب المبرح، وهي امرأة ليست هي بالطامعة، ولا الحاسدة، ولا المغرورة بنفسها، ولا الحاقدة، ولا المشاغبة، إنها امرأة جاءت لترى من الطارق؟ ولم تكن بصدد إطلاق الكلمات الرعناء بلا حساب، بل لا مبرر لأن تفعل ذلك ابتداء، وهي المرأة المثكولة بأبيها أعظم نبي وجد في هذا العالم، وقد أخرجهم من الظلمات إلى النور، وهي ابنته الوحيدة، والإنسانة المميزة التي هي أفضل نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهي التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها.
فلو أنهم حين جاؤا قد تكلموا بالكلام اللين والمهذب، وقالوا لها: كيف أصبحت يا بنت رسول الله؟ لقد جئنا للاطمئنان على حالكم، وللسؤال عن صحتكم، ولنعزيكم برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فهل تأذنين لنا بزيارتكم لمباسطة علي ومؤانسته، والاطلاع على أحواله، فهل كانت الزهراء ستواجههم بغير الخلق الرضي، والكلمة الطيبة، وبغير التأهيل والترحيب؟!
ثم تطالبهم وتحتج عليهم في ما يحاولونه من اغتصاب أمر الخلافة، أو يطالبهم علي (عليه السلام) بذلك بحكمة وأناة بعيدا عن أجواء العنف والقهر، واستعمال السيوف والسياط.
ولكن الحقيقة هي: أن هؤلاء كانوا يريدون الاستعجال بأخذ البيعة من علي (عليه السلام)، إذ أنهم سرعان ما سيظهر عدم صحة ما قالوه للناس، وأن عليا
(عليه السلام) لم ينصرف عن هذا الأمر، فبماذا يجيبون الناس على سؤال: لقد بايعتم أمس عليا (عليه السلام) في يوم الغدير، ثم قلتم لنا: إنه قد استقال من هذا الأمر، وها قد ظهر خلاف ما ادعيتم، فكان أن أسرعوا إلى علي (عليه السلام) ليأخذوا البيعة منه بالقوة وبطريقة إرهابية، ليتلافوا أي حجاج أو احتجاج يحرجهم، ويفضح ما لا يحبون فضحه، كما أنهم بهذا الجو الإرهابي يظهرون عليا (عليه السلام) على أنه متمرد على الشرعية، وخارج على القانون.
فكان موقف الزهراء(ع) مفاجئا لهم فقد أفقدهم القدرة على التصرف المناسب وضيع عليهم ما جاؤا لأجله، فتصرفوا معها برعونة وبانفعال وحقد، وتسببت في فضح أمرهم، وهتم المستور من نواياهم وخباياهم، فأين هي التقوى التي يدعونها، وحب الخير الذي يزعمونه؟! وعرف الناس حقيقة ما أرادوه من وأد الفتنة، وإقامة شرع الله وأحكام الدين الذي يتذرعون به.
إن ما فعلوه مع الزهراء (عليها السلام)، قد أفقدهم القدرة على تلميع الصورة، وكان فتح الزهراء للباب ضربة موفقة محقت كل كيد وزيف، وأبطلت كل تزوير أو تحوير للوقائع والحقائق.
وكيف يمكن تحصين الأجيال من التزوير الإعلامي، الذي قد يمارسه الحكام بكل ما يملكون من طاقات وإمكانات سلطوية ومادية؟!.
لقد قتل المأمون أخاه الأمين، ثم صورة إعلامه أنه إنسان تافه، جاهل وأحمق، بل ومتخلف عقليا، ولم يزل الباحثون يعتقدون فيه نفس هذا الاعتقاد الذي أوحى به المأمون للناس، مع أن الحقيقة هي أنه كان على عكس ذلك تماما، لكن ذنبه: أنه هزم وقتل.
وإذا كنا نحن نملك معابيره تمكننا من اكتشاف كثير من الحقائق فيها يرتبط بما ينسبونه إلى النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليه السلام) وغيرهم، لتصديقنا بالقرآن الذي هو ميزان ومعيار، وكذلك الحال بالنسبة للرسول (صلى الله عليه وآله) ولأمور أخرى، فإن غيرنا ممن لا يدين بالإسلام، إذا أراد أن يكتشف الحقيقة من خلال دراسة الشواهد التاريخية المتوفرة لديه، فسيصعب عليه ذلك جدا.
لأنه إذا قرأ:أن هناك إنسانا يهتف النبي (صلى الله عليه وآله) باسمه، ويقول هو وليكم بعدي، ويهتف الخلق ولا سيما الأنصار باسمه(1)، ويقولون في السقيفة، لا نبايع إلا عليا (4)، وهو العالم الشجاع، القوي المجاهد، صاحب المواقف الكبرى، والتضحيات الجسام، وهو صهر النبي وربيبه، وابن عمه وحبيبه الخ...
وقرأ في المقابل: أن مناوئيه (عليه السلام) قد اغتنموا فرصة غيابه عن الساحة، واختصوا بالأمر لأنفسهم ثم جاؤا إلى بيته وطالبوه بأن يقر لهم بما اغتصبوه، ويسلم ويعترف لهم، ويخضع لما أرادوه..
ثم قرأ ثالثة:ما يدل على وجود شائعات راجت بين الناس تقول: إن صاحب هذا الأمر قد انصرف عنه، ولم يعد يطلبه لأسباب خاصة أو عامة.
قال المحقق القاضي نور الله التستري: أوقع بعض المنحرفين عن علي في قلوب الناس أنه(ع) قد تقاعد عن تصدي الخلافة لشدة ما أصابه من مصيبة النبي (ص)، وسكن قعر بيته مشتغلا بالحزن والتعزية، فجاء خزيمة بن ثابت الأنصاري، وقال لقومه من الأنصار ما سمعه من حال علي(ع)، وذكر أنه لا بد ممن يلي هذا الأمر وليس سواه قرشي يليق بذلك.
فخاف الأنصار أن تشتد عليهم البلية، ويلي هذا الأمر قرشي فظ ينتقم منهم للثارات الجاهلية والأضغان البدرية، فتوجهوا إلى سعد بن عبادة سيد الأنصار وحضروا السقيفة ملتمسين منه قبول الخلافة، فأبى سعد ذلك لمكان علي(ع)، وأنه المنصوص بالخلافة عن الله تعالى ورسوله فلما سمع قريش بذلك ـ وكانوا منتهزين للفرصة ـ دلسوا في الأمر. وعجلوا في البيعة لأبي بكر إلخ...(5) .
ثم قرأ رابعة: أن هذا الشخص قد ندم على إعراضه، واستيقظ فيه هاجس الطمع من جديد، فواجههم حين أتوه برفض طلبهم، وبالإعلان بالنكير عليهم، بل واجههم بالشتائم وبقواذع القول، وقوارص الكلام، بل أنبهم على هذه الخيانة العظيمة، وعلى هذا الجريمة الجسيمة.
ثم قرأ أيضا:أنهم قد قابلوا الشتيمة بمثلها، والشدة والعنف بمثله أيضا، حتى تفاقمت الأمور إلى درجة الصدام، والافتراق والالتحام، بفعل حدة الغضب.
فإنه أيضا سوف يقبل ويصدق ذلك، ويرى أمامه صورة مكتملة ومنسجمة، وسيقول في نفسه: إن الملك عقيم لما فيه من الجاه والمال والمناصب والمكاسب، ولما فيه الكرامة والقداسة. والكل يحب أن يحصل على حكم فيه كل هذا، وسيتذرع لذلك بالحجج والبراهين، ويحشد له الشواهد والدلائل، وقد يظلم ويعتدي ويزور الحقائق في سبيل ذلك.
إذن، فلن يستطيع هذا الشخص أن يكتشف الحقيقة، إذا عرض عليه ملك أو سلطان يتنازعه فريقان كل منهما يقول في ظروف كهذه: أنا المظلوم والمعتدى عليه، والآخر هو الظالم وهو المهاجم، لأن هذا الشخص ـ كما قلنا ـ لا يملك المعابير الكافية التي تمكنه من حصحصة الحق، وتمييزه عن الباطل.
وقد عبر بعض المستشرقين عن هذه الحقيقة المهمة، حينما قال: إنه لم يدرك مظلومية الإمام الحسين عليه السلام إلا من قتل طفله الرضيع، وهو كلام صحيح، أنه لا يملك مفتاحا يستطيع بواسطته أن يدخل إلى شخصية الإمام الحسين (عليه السلام)، ولا معيارا يعرفه الحق من الباطل في قضية الحسين (عليه السلام) إلا المعيار العاطفي والإنساني، أما نحن فلدينا القرآن، وكلام الرسول (صلى الله عليه وآله) ولدينا مثل وقيم، وحقائق، نقيس بها الأمور، ونعرف الحق من خلالها.
وهكذا يتضح: أنه لو كان علي عليه السلام هو الذي أجاب المهاجمين لضاع الحق لدى الكثيرين من الناس، وهو ما لم يكن علي (عليه السلام) ليقدم على التفريط به في أي ظرف، ولكانوا فعلوا ما أرادوه من اقتحام البيت، وغيره من أمور، وكانوا أعظم شراسة وأشد ضراوة، وأكثر عنفا وفتكا بأهله، ولوقع الناس في أعظم البلاء، حيث تسد عليهم النافذة الوحيدة لمعرفة الحق خصوصا من كان منهم بعيدا عن أجواء المدينة، فضلا عن الأجيال اللاحقة، وإلى يومنا هذا، وهل كان يمكن اكتشاف المحق من البطل، والطامع، المتغلب، والمغتصب، المهاجم من المظلوم، والمضطهد، والمقهور، والمسلوب حقه، والمكذوب
عليه بما راج آنئذ من شائعات وأباطيل؟
نعم، لو كان علي (عليه السلام) هو الذي أجاب المهاجمين لضاع الحق، ولطمست الحقيقة.
ولعل أحدا منا، أو فقل:لعل الكثيرين منا لم يكونوا يتشيعون له، ولا عرفوا حقه وصدقه، ولكان لنا حديث آخر مع هذا الإسلام العزيز.
وقد كان علي عليه السلام إماما للأولين والآخرين وهو مسؤول عن تحصين الأجيال إلى يوم القيامة في وجه التضليل والتزوير، ولا سيما فيما يمس عقائدهم، وعليه أن يمنحهم الفرصة الحقيقية لاكتشاف هذا التزوير في أي موقع كان، ومن أي كان.

____________
1- تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 123.
2- البحار: ج 3، ص 292 ـ 294.
3- شرح نهج البلاغة للمعتزلي الشافعي: ج 6 ص 215، وإحقاق الحق: ج 2 ص 354 و 355 عن تحفة الأحباب للدشتكي.
4- تاريخ الأمم والملوك: (ط دار المعارف) ج 3 ص 202.
5- إحقاق الحق: ج 2 ص 347 / 348.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page