• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

وجوه تدل على عدم جواز تكفير المسلمين

الفصل الثالث عشر: وجوه تدل على عدم جواز تكفير المسلمين

قد تقدم لك من كلام اهل العلم واجماعهم انه لايجوز ان يقلد ويؤتم به في الدين الامن جمع شروط الاجتهاد اجماعاً وتقدم ان من لم يجمع شروط الاجتهاد انه يجب عليه التقليد وان هذا الاخلاف فيه وتقدم ايضا اجماع اهل السنة ان من كان مقراً بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ملتزماً له انه وان كان فيه خصلة من الكفر الاكبر او الشرك ان لا يكفر حتى تقام عليه الحجة الذي يكفر تاركها وان الحجة لا تقوم الا بالاجماع القطعي لا الظني وان الذي يقوم الحجة الامام او نائبه وان الكفر لا يكون الا بانكار الضروريات من دين الاسلام كالوجود والوحدانية والرسالة او بانكار الامور الظاهرة كوجوب الصلوة وان المسلم المقر بالرسول اذا استند الى نوع شبهة تخفى على مثله لا يكفر وان مذهب اهل السنة والجماعة التحاشي عن تكفير من انتسب الى الاسلام حتى انهم يقفون عن تكفير ائمة اهل البدع مع الامر بقتلهم دفعاً لضررهم لا لكفرهم وان الشخص الواحد يجتمع فيه الكفر والايمان والنفاق والشرك ولا يكفر كل الكفر وان من اقر بالاسلام قبل منه سواء كان صادقاً او كاذباً ولو ظهرت منه بعض علامات النفاق وان المكفرين هم اهل الاهوآء والبدع وان الجهل عذر عن الكفر وكذلك الشبهة ولو كانت ضعيفة وغير ذلك مما تقدم فان وفقت ففي هذا كفاية للزجر عن بدعتكم هذه التي فارقتم بها جماعة المسلمين وائمتهم ونحن لم نستنبط ولكن حكينا كلام العلمآء ونقلهم عن اهل الاجتهاد الكامل (فلنرجع) الى ذكر وجوه تدل على عدم صحة ماذهبتم اليه من تكفير المسلم واخراجه من الاسلام اذادعى غير الله او نذر لغير الله اوذبح لغير الله اوتبرك بقبر اوتمسح به الى غير ذلك مما تكفرون به المسلم بل تكفرون من لايكفر من فعل ذلك حتى جعلتم بلاد الاسلام كفرا وحربا فنقول عمدتكم فى ذلك ماستبطتم من القرءان فقد تقدم الاجماع على انه لايجوز لمثلكم الاستنباط ولا يحل لكم ان تعتمدوا على مافهمتم من غير الاقتداء باهل العلم ولايحل لاحد يؤمن بالله واليوم الاخر ان يقلدكم فيما فهمتم من غير اقتداء بائمة الاسلام فان قلتم مقتدون ببعض اهل العلم في ان هذه الافعال شرك (قلنانعم) ونحن نوافقكم على ان من هذه الافعال مايكون شركا ولكن من اين اخذتم من كلام اهل العلم ان هذا هو الشرك الاكبر الذي ذكر الله سبحانه في القرأن والذي يحل ما صاحبه ودمه وتجري عليه احكام المرتدين وان من شك في كفره فهو كافر بينوا لنا من قال ذلك من ائمة المسلمين وانقلوا لنا كلامهم واذكروا مواضعه هل اجمعوا عليه ام اختلفوا فيه فنحن طالعنا بعض كلام اهل العلم ولم نجد كلامكم هذا بل وجدنا مايدل على خلافه وان الكفر بانكار الضروريات كالوجود والوحدانية والرسالة وما اشبه ذلك او بانكرا الاحكام المجمع عليها اجماعا ظاهراً قطعياً كوجوب اركان الاسلام الخمسة ومااشبهها مع ان من انكر ذلك جاهلا لم يكفر حتى يعرفق تعريفا تزول معه الجهالة وحينئد يكون مكذباً لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فهذه الامور التي يكفرون بها ليست ضروريات وان قلتم مجمع عليها اجماعاً ظاهراً يعرف الخاص والعام قلنا لكم بينوالنا كلام العلماء في ذلك والا فبينوا كلام الف منهم وحتى مائة او عشرة او واحد فضلا ان يكون اجماعاً طاهرا كالصلوة فان لم تجدوا الا العبارة فهذه عبارة مجملة ونطالب منكم تفصيلها من كلام اهل العلم لتزول عنا الجهالة ولكن من اعجب العجب انكم تستدلون بها على خلاف كلام صاحبها وعلى خلاف كلام من اوردها ونقلها في كتبه على خصوصيات كلامهم في هذه الاشياء التي تكفرون بها بل ذكروا النذر والذبح وبعض الدعاء وبعضها عدوه في المكروهات كالتبرك والتمسح واخذ تراب القبور للتبرك والطواف بها وقد ذكر العلماء في كتبهم منهم صاحب الاقناع واللفظ له قال ويكره المبيت عند القبر وتجصيصه وتزويقه وتخليقه وتقبيله والطواف به وتبخيره وكتابة الرقاع اليه ودسها في الانقاب والاستشفاء بالتربة من الاسقام لان ذلك كله من البدع (انتهى) وانتم تكفرون بهذه الامور (فاذا قلتم) صاحب الاقناع وغيره من علماء الحنابلة كصاحب الفروع جهال لا يعرفون من الضروريات بل عندكم على لازم مذهبكم كفار (قلت) هؤلاء لم يحكوا من مذهب انفسهم لاهم ولا اجل منهم بل ينقلون ويحكون مذهب احمد بن حنبل احد ائمة الاسلام الذي اجمعت الامة على امامته اتظنون ان الجاهل يجب عليه ان يقلدكم ويترك تقليد ائمة اهل العلم بل اجمع ائمة اهل العلم كما تقدم انه لا يجوز الا تقليد الائمة المجتهدين وكل من لم يبلغ رتبة الاجتهاد ان يحكي ويفتي بمذاهب اهل الاجتهاد وانما خصوا للمستفتي ان يستفتي مثل هؤلاء لانهم حاكين مذاهب اهل الاجتهاد والتقليد للمجتهد لا للحاكي هذا صرح به عامة اله العلم ان طلبته من مكانه وجدته وقد تقدم لك مافيه كفاية (وانما) المقصود ان العبارة التي تستدلون بها على تكفير المسلمين لا تدل لمرادكم وان من نقل هذه العبارة واستدل بها هم الذين ذكروا النذر والدعاء والذبح وغيره ذكروا ذلك كله في مواضعه ولم يجلعوه كفراً مخرجاً عن الملة سوى ما ذكره الشيخ في بعض المواضع في نوع من الدعاء كمغفرة الذنوب وانزال المطر وانبات النبات ونحو ذلك مما انه ذكر ان هذا وان كان كفرا فلا يكفر صاحبه حتى تقوم عليه الحجة الذي يكفر تاركها وتزول عنه الشبهة ولم يحكه عن قوله اي التكفير بالدعاء المذكور اجماعاً حتى تستدلون انتم عليه بالعبارة بل والله لازم قولكم تكفير الشيخ بعينه واحزابه نسال الله العافية ومما يدل على ان ما فهمتم من العبارة غير صواب انهم عدو الامور المكفرات فرداً في كتاب الردة في كل مذهب من مذاهب الائمة ولم يقولوا او واحد منهم من نذر لغير الله كفر بل الشيخ نفسه الذي تستدلون بعبارته ذكر ان النذر للمشايخ لاجل الاستغاثة بهم كالحلف بالمخلوق كما تقدم كلامه والحلف بالمخلوق ليس شركا اكبر بل قال الشيخ من قال انذرو الى تقضى حوائجكم يستتاب فان تاب والا قتل لسعيه في الارض بالفساد فجعل الشيخ قتله حداً لا كفراً وكذلك تقدم عنه من كلامه في خصوص النذور ما فيه كفاية ولم يقولوا ايضاً من طلب غير الله كفر بل يأتي ان شاء الله تعالى ما يدل على انه ليس بكفر ولم يقولوا من ذبح لغير الله كفرا تظنهم يحكون العبارة ولا عرفوا معناها ام هم اوهموا الناس ارادة لاغوائهم ام احالوا الناس على مفهومكم منها الذي ما فهمه منها من اوردها ولا من حكيها عمن ارودها ام عرفتم من كلامهم ما ان جهلوا هم ام تركوا الكفر الصراح الذي يكفر به المسلم ويحل ماله ودمه وهل يعمل عندهم ليلا ونهار اجهارا غير خفي وتركوا ذلك ما بينوه بل بينوا خلافه حتى جئتم انتم فاستنبطتموه من كلامهم لا والله بل ماارد وما اردتم وانهم في واد وانتم في واد (ومما) يدل على ان كلامكم وتكفيركم ليس بصواب أن الصلاة اعظم اركان الاسلام بعد الشهادتين ومع هذا ذكروا ان من صلاها رياء الناس ردها الله عليه ولم يقبلها منه بل يقول الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه غيري تركته وشركه ويقول له يوم القيمة اطلب ثوابك من الذي عملت لاجله فذكر ان ذلك يبطل العمل ولم يقولوا ان فاعل ذلك كافر حلال المال والدم بل من لم يكفره كما هو مذهبكم فيما اخف من ذلك بكثير وكذلك السجود الذي هو اعظم هيئات الصلاة الذي هو اعظم من النذر والدعاء وغيره فرقوا فيه وقالوا من سجد لشمس او قمر او كوكب او صنم كفر واما السجود لغير ما ذكر فلم يكفروا به بل عدوه في كبائر المحرمات ولكن حقيقة الامر انكم ماقلدتم اهل العلمولا عباراتهم وانما عمدتكم مفهومكم واستنباطكم الذي تزعمون انه الحق من انكره انكر الضروريات واما استدلالاتكم بمشتبه العبارات فتلبيس ولكن المقصود انما نطلب منكم ان تبينوا لنا وللناس كلام ائمة اهل العلم بموافقة مذهبكم هذا وتنقلون كلامهم ازاحة للشبهة وان لم يكن عندكم الا القذف والشتم والرمي بالعزية والكفر فالله المستعان لأخر هذه الامة اسوة باولها الذين انزل الله عليهم لم يسلموا من ذلك .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page