• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

وجوه اخرى تدل على عدم جواز تكفير المسلمين

الفصل الرابع عشر: وجوه اخرى تدل على عدم جواز تكفير المسلمين

ومما يدل على عدم صوابكم في تكفير من كفرتموه وان الدعاء النذر ليسا بكفر ينقل عن الملة وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم امر في الحديث الصحيح ان تدرء الحدود بالشبهات وقد روى الحاكم في صحيحة وابو عوانة والبزار بسند صحيح وابن السني عن بن مسعود رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا انفلتت دابة احدكم بارض فلاة فليناد يا عباد الله احبسوا يا عباد الله احبسوا يا عباد الله احبسوا ثلاثاً فان لله حاضراً سيحبسه وقد وري الطبراني ان اراد عوناً فليقل يا عباد الله اعينوني ذكر هذا الحديث الائمة في كتبهم ونقلوه اشاعة وحفظا للامة ولم ينكروه منهم النووي في الاذكار وبن القيم في كتابه الكلم الطيب وابن مفلح في الاداب قال في الاداب بعد ان ذكر هذا الاثر قال عبدالله بن الامام احمد سمعت ابي يقول حججت خمس حجج فضللت الطريق في حجة وكنت ما شيا فجعلت اقول يا عباد الله دلونا على الطريق فلم ازل اقول ذلك حتى وقعت على الطريق (انتهى) اقول حيث كفرتم من سئال غايباً او ميتاً بل زعمتهم ان المشركين الكفار الذي كذبوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اخف شركا ممن سئال غير الله في بر او بحر واستدللتم على تلك بمفهومكم الذي لا يجوز لكم ولا لغيركم الاعتماد عليه هل جعلتم هذا الحديث وعمل العلماء بمضمونه شبهة لمن فعل شيئاً مما تزعمون انه شرك اكبر فانالله وانا اليه راجعون قال في مختصر الروضة الصحيح ان من كان من اهل الشهادتين فانه لا يكفر ببدعة على الاطلاق ما استند فيها الى تأؤيل يلتبس به الامر على مثله وهو الذي رجحه شيخنا ابو العباس ابن تيمية (انتهى) اتظن دعاء الغايب كفرا بالضرورة ولم يعرفه ائمة الاسلام اتظن ان على تقدير ان قولكم صواب تقوم الحجة على الناس بكلامكم ونحن نذكر كلام الشيخ تقي الدين الذي استدللتم بعبارته على تكفير المسلمين بالدعاء والنذر والاففي ما تقدم كفاية ولكن زيادة فائدة قال الشيخ رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم من قصد بقعة يرجو الخير بقصدها ولم تستحبه الشريعة فهو من المنكرات وبعضه اشد من بعض سواء كان شجرة او عيناً او قناة او جبلا او مفازة او اقبح ان ينذر لتلك البقعة ويقال انها تقبل النذر كما بقوله بعض الضالين فان هذا النذر نذر معصية باتفاق العلماء لا يجوز الوفاء به ثم ذكر رحمه الله تعالى في مواضع كثيرة موجود في اكثر البلاد في الحجاز منها مواضع كثيرة وقال في مواضع اخر من الكتاب المذكور والسائلون قد يدعون دعاء محرماً يحصل معه ذلك الغرض ويحصل لهم ضرر اعظم منه ثم ذكر انه يكون له حسنات تربى على ذلك فيعفو الله بها عنه قال وحكي لنا ان بعض المجاورين بالمدينة الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم اشتهى عليه نوعاً من الاطعمة فجاء بعض الهاشميين اليه فقال ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث لك هذا وقال اخرج من عندنا فان من يكون عندنا لا يشتهي مثل هذا قال الشيخ وآخرون قضيت حوائجهم ولم يقل لهم مثل ذلك لاجتهادهم او تقليدهم او قصورهم في العلم فانه يغفر للجاهل ما لايغفر لغيره ولهذا عامة ما يحكي في هذا الباب انما هو من قاصرى المعرفة ولوكان هذا شرعاِ اوديناً لكان اهل المعرفة اولى به ففرق بين العفو عن الفاعل والمغفرة له وبين اباحة فعله وقد علمت جماعة ممن سئال حاجته لبعض المقبورين من الانبياء والصالحين فقضيت حاجته وهؤلاء يخرج مما ذكرته وليس ذلك بشرع فيتبع وانما يثبت استحباب الافعال وكونها سنة بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السابقون الاولون وما سوى هذا من الامور المحدثة فلا تستحب وان اشتملت احياناً على فوائد وقال ايضاً صارت النذور المحرمة في الشرع مأكل للسدنة والمجاورين العاكفين على بعض المشاهد وغيرها واولئك الناذرون يقول احدهم مرضت فنذرت ويقول الاخر خرج على المحاربون فنذرت ويقول الاخر ركبت البحر فنذرت ويقول الاخر حبست فنذرت وقد قام في نفوسهم من هذه النذور هي السبب في حصول مطلوبهم ودفع مرهوبهم وقد اخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ان نذر طاعة الله فضلا عن معصيته ليس سبباً للخير بل تجد كثيراً من الناس يقول ان المشهد الفلاني والمكان الفلاني يقبل النذر بمعنى انهم نذرو له نذوراً ان قضيت حاجتهم فقضيت الى ان قال وما يروي ان رجلا جاء الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فشكى اليه الجدب عام الرمادة فرأه وهو يأمره ان ياتي عمر فيأمره ان يخرج يستقي بالناس قال مثل هذا يقع كثيراً لم هو دون النبي صلى الله عليه وسلم واعرف من هذا وقايع وكذلك سؤال بعضهم للنبي صلى الله عليه وسلم او غيره من امته حاجته فتقضى له فان هذا وقع كثير ولكن عليك ان تعلم ان اجابه النبي صلى الله عليه وسلم او غيره لهؤلاء السائلين لا يدل على استحباب السؤال واكثر هؤلاء السائلين الملحين لما هم فيه من الحال لو لم يجابوا لاضطرب ايمانهم كما ان السائلين له في الحياة كانوا كذلك وقال رحمه الله ايضا حتى ان بعض القبور يجتمع عندها في اليوم من السنة ويسافر اليها من الامصار في المحرم او في صفر او عاشورا او غير ذلك تقصد ويجتمع عندها فيه كما تقصد عرفة ومزدلفة في ايم معلومة من السنة وربما كان الاهتمام بهذه الاجتماعات في الدين والدنيا اشد منكراً حتى ان بعضهم يقول نريد الحج الى قبر فلان وفلان وبالجملة هذا الذي يفعل عند هذه القبور هو بعينه نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو الذي انكره احمد بن حنبل رحمه الله وقال قد افرط الناس في هذا جداً واكثروا وذكر الامام احمد ما يفعل عند قبر الحسين رضى الله عنه قال الشيخ ويدخل في هذا ما يفعل بمصر عند قبر نفيسة وغيرها وما يفعل بالعراق عند القبر الذي يقال انه قبر علي وقبر الحسين الى قبور كثيرة في بلاد الاسلام لا يمكن حصرها (انتهى)كلام الشيخ فيا عباد الله تاملوا كم في كلام الشيخ هذا من موضع يرد مفهومكم من العبارة التي تستدلون بها من كلامه ويرد تكفيركم للمسلمين ونحن نذكر بعض ما في ذلك تتميماً للفائدة (منها قوله) في قصد البقعة والنذر في العيون والشجر والمغارات وما ذكره انه من المنكرات ولم يجب الوفاء به ولم يقل ان فاعل ذلك كافر مرتد حلال المال والدم كما قلتم (ومنها) ان من الناس من يأمر بالنذر والقصد لهذه الاشياء التي ذكرها وسماه ضالا ولم يكفره كما قلتم (ومنها) ان هذه المواضع وهذه القبور وهذه الافاعيل ملات بلاد الاسلام قديما ولم يقل لاهو ولا احد من اهل العلم انها بلاد كفر كما كفرتم اهالها بل كفرتم من لم يكفرهم (ومنها) انه ذكر طلب اهل القبور وانه كثر وشاع وغاية ذلك انه حرمه بل رفع الخطاء عن المجتهد في ذلك او المقلد او الجاهل وانتم تجعلونهم بهذه الافاعيل اكفر ممن كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم من كفار قريش (ومنها) ان غاية ان يعلم المسلم ان هذا لم يشرعه الله وانتم تقولون هذا يعلم بالضرورة انه كفر حتى اليهود والنصارى يعرفون ذلك ومن لم يكفر فاعله فهو كافر فيا عباد الله انتبهوا (ومنها) انه قال اجابة النبي صلى الله عليه وسلم او غيره لهولاء السائلين الملحين لو لم يجابو الاضطراب ايمانهم جعلهم مؤمنين وجعل اجابة دعائهم رحمة من الله تعالى لهم لئلا يضطرب ايمانهم وانتم تقولون من فعل فهو كافر ومن لم يكفره فهو كافر ومنها ان هذه الامور وهي سؤال النبي صلى الله عليه وسلم حدثت في زمن الصحابة كالذي شكى للنبي صلى الله عليه وسلم القحط رواه في النوم فامره ان يأتي عمر ولا ذكر ان عمر انكر ذلك وانتم تجعلون مثل هذا كافرا (ومنها) ان هذه الامور حدثت من قبل زمن الامام احمد في زمان ائمة الاسلام وانكرها من انكرها منهم ولازالت حتى ملأت بلاد الاسلام كلها وفعلت هذه الافاعيل كلها التي تكفرون بها ولم يرو عن احد من ائمة المسلمين انهم كفورا بذلك ولا قالوا هولاء مرتدون ولا امروا بجهادهم ولاسموا بلاد المسلمين بلاد شرك وحرب كما قلتم انتم بل كفرتم من لم يكفر بهذه الافاعيل وان لم يفعلها ايظنون ان هذه الامور من الوسائط التي في العبارة الذي يكفر فاعلها اجماعاً وتمضى قرون الائمة من ثمان ماية عام ومع هذا لم يرو عن عالم من علماء المسلمين انها كفر بل ما يظن هذا عاقل بل والله لازم قولكم ان جميع الامة بعد زمان احمد رحمه الله تعالى علماؤها وامراؤها وعامتها كلهم كفار مرتدون فانا لله وانا اليه راجعون واغوثاه الى الله واغوثاه ام تقولون كما يقول بعض عامتكم ان الحجة ما قامت الابكم والا قبلكم لم يعرف دين الاسلام يا عباد الله انتهوا ولكن بكلام الشيخ هذا يستدل عليكم على ان مفهومكم ان هذه الافاعيل من الشرك الاكبر خطأ وايضاً وان مفهومكم ان هذه الافاعيل داخلة في معنى عبارة من جعل بينه وبين الله وسائط الى آخره نبهنا الله واياكم من الضلال .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page