بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين, والصلاة والسلام على خير البشر, نبيّنا ومقتدانا, أبي القاسم محمّد بن عبد الله, وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين, الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا.
والحمد لله على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الربّ لنا الإسلام ديناً بولاية سيّدنا ومولانا أمير المؤمنين وسيّد الموحّدين وقائد الغرّ المحجّلين, علي ابن أبي طالب (عليه السلام).
وبعد, فإنّ الحديث عن سيّدنا المحسن بن علي وفاطمة (عليهم السلام), حديث شيّق وذو دلالات كثيرة, لكنّه صعب في نفس الوقت لقلّة النصوص التأريخيّة المتعلّقة به التي تصرّح بحصول إسقاطه, قياساً بالنصوص التأريخيّة الكثيرة التي تعرّضت لمواضيع أقلّ أهميّة منه بكثير, وذلك بسبب التلاعب والتحريف الذي تعرّضت له السنّة النبويّة الشريفة على أيادي وعّاظ السلاطين, الذين أغرّتهم أموال الأمويين, فجعلتهم يكتمون حقائق واضحة رووها وقرأوها وثبتت صحّتها عندهم.
والحديث عنه أيضاً ليس حديثاً عن أمر تاريخي فحسب, بل تترتّب عليه آثارعقائدية كبيرة متّصلة بما جرى من مآسٍ وويلات على آل الرسول(صلى الله عليه وآله) بعد فقد عميدها وقائدها, متمثّلة بما صاحب وأعقب السقيفة التي أزالت الحقّ عن أهله وعرّضت الأُمة لمصائب كبيرة, لا زالت تعاني منها ليومنا هذا, والتي منها إسقاط المحسن الذي يعتبر أول ضحايا تلك الأحداث المريرة.
والكتاب الذي بين أيدينا يتعرّض لهذا الموضوع بأسلوب علمي هادئ وعميق, وبأدلة وحجج قويّة لا تدع لكلّ منصفٍ واعٍ يخاف يوم الحساب أيّ ذريعة بعدم الاعتقاد به, إلا إذا كان من الذين ختم الله على قلوبهم.
ونتعرّض في هذه المقدّمة الموجزة إلى المؤلَّف والمؤلِّف.