هو أفضل ما كتب في هذا الموضوع - حسب ما أكّده لي الكثير من الفضلاء - فقد استطاع سماحة السيّد المؤلّف من استيعاب كلّ جوانبه, والإلمام بما يتعلّق به وما يحيطه من مواضيع جانبية لها علاقة به.
فتعرّض أولاً لذكر المصادر- من أتباع مدرسة الخلفاء - التي ذكرت أبناء علي وفاطمة الثلاثة : الحسن والحسين والمحسن (عليهم السلام), وهي المصادر بعينها التي أكّدت على إصرار الإمام علي بن أبي طالب بتسمية أحد أولاده الثلاثة باسم >حرب<, إلا أنّ النبي(صلى الله عليه وآله) منع من ذلك واختار لهم هذه الأسماء.
وشرع بردّ هذا الإدعاء الباطل وبيان أسبابه ودواعيه.
ثمّ دخل في صلب الموضوع, فقسّم المصادر التي ذكرت المحسن إلى ثلاثة أقسام :
الأوّل : المصادر التي ذكرته ضمن أبناء علي وفاطمة (عليهم السلام) فقط, ولم تذكر شيئاً عن ولادته أو سقوطه, وقد أحصى أربعين مصدراً - على سبيل المثال لا الحصر- لكبار حفّاظ السنّة وأعلام المؤرخين والكتّاب المحدّثين, مثل: محمد ابن إسحاق (ت 151هـ ) في كتابه السير والمغازي, ومحمد بن سعد (ت 231هـ ) في الطبقات الكبرى, وأحمد بن حنبل (ت 241هـ ) في المسند, ومحمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ) في الأدب المفرد, وغيرهم.
الثاني : المصادر التي ذكرته ضمن أبناء علي وفاطمة (عليهم السلام), وذكرت أنّه مات صغيراً, وأحصى السيّد المؤلّف ثلاثين مصدراً أيضاً لكبار أعلامهم, منهم : محمد ابن إسحاق ( ت 151 هـ) في السيرة النبوية, وابن قتيبة (ت 276 هـ ) في المعارف, والبلاذري (ت 279 هـ ) في أنساب الأشراف, والطبري (ت310هـ ) في تاريخه, وغيرهم.
الثالث : المصادر التي ذكرته ضمن أبناء علي وفاطمة (عليهم السلام), وذكرت أنّه سقط, وقد أحصى المؤلّف أيضاً خمسة وعشرين مصدراً لكبار علماء القوم ومحدّثيهم, منهم: أبو إسحاق إبراهيم النظّام (ت 231 هـ ) - كما حكاه عنه جماعة - وابن قتيبة (ت 276 هـ ) - كما حكاه عنه أيضاً جماعة - والنسابة الشيخ أبو الحسن العمري (ت بعد 425 هـ ) في كتابه المجدي, والنسابة محمد ابن أسعد الحسيني الجواني (ت 588 هـ ) في الشجرة المحمدية والنسبة الهاشمية, وغيرهم.
ثم عقد باباً خاصاً في توثيق الأعلام الذين نقل عنهم تلك المعلومات الخطيرة التي تدين بعض الصحابة.
وتعرّض أيضاً لدراسة تلك المصادر وأثبت أهميّتها وصحّة نسبتها لمؤلّفيها.
كلّ ذلك من أجل توثيق المؤلّف والكتاب وصحة نسبته إليه, حتّى لا يأتي شخص ويستشكل على بعضها بأنّها غير معتبرة, أو كون مؤلّفها غير موثّق عندهم.
ثمّ عقد باباً خاصاً لدراسة تلك النصوص الدالة على حصول الحدث المروّع المؤلم, وأنّها متفقة على مضمونه وإن اختلفت في بعض التفاصيل.
وتناول عدّة مواضيع علميّة هامة لها صلة بالموضوع.
وآخر المطاف أورد ثلاثة ملاحق :
الأوّل : إثبات نسبة كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة, وأنّ أول من شكّك في نسبته إليه هم المستشرقون, ومتى أصبح المستشرق أميناً على تراثنا العربي والإسلامي حتّى نعتمد عليه في مثل هذه الأمور المهمّة ؟! وذكر جملة من كبار العلماء الذين أثبتوا نسبة هذا الكتاب لمؤلّفه ابن قتيبة.
الثاني : ذكر التحريفات التي لحقت كتاب المعارف لابن قتيبة أيضاً.
الثالث : ذكر المحسن ابن الإمام الحسين(عليه السلام), صاحب المشهد المعروف في حلب, المعروف بمشهد السقط أو مشهد الطرح.
الكتاب
- الزيارات: 795