الواحد والثلاثون: ابن الشحنة (ت 815 هـ) فماذا عنده في تاريخه روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر؟
قال: وكتب _ الأفضل واسمه علي _ إلى الخليفة الإمام الناصر يشكو من عمه أبي بكر العادل، ومن أخيه عثمان، أول الكتاب شعر:
مولاي إنّ أبا بكر وصاحبه عثمان قد أخذا بالظلم حق علي
فانظر إلى حظ هذا الاسم كيف لقي من الأواخر ما لاقى من الأول
فكتب الناصر جوابه:
غصبوا علياً حقه إذ لم يكن بعد النبي له بيثرب ناصر
فاصبر فإنّ غداً عليه حسابهم وابشر فناصرك الإمام الناصر(1)
أقول: إنّ ابيات الملك الأفضل علي بن يوسف، وجواب الناصر العباسي مذكورة في جملة من المصادر، وهي أكثر مما ذكره ابن الشحنة، فقد ذكرها ابن خلكان في وفيات الأعيان(2) وهي كما يلي:
مولاي إنّ أبا بكر وصاحبه عثمان قد غصبا بالسيف حق علي
وهو الذي كان قد ولاه والده عليهما فاستقام الأمر حين ولي
فخالفاه وحلاّ عقد بيعته والأمر بينهما والنص فيه جلي
فانظر إلى حظ هذا الاسم كيف لقي من الأواخر ما لاقى من الأولِ
كما ذكر جواب الإمام الناصر، وفي أوله:
وافى كتابك ياابن يوسف معلنا بالودّ يخبر أنّ أصلك طاهر
غصبوا علياً حقه إذ لم يكن بعد النبي له بيثرب ناصر
فابشر فإنّ غداً عليه حسابهم واصبر فناصرك الإمام الناصر
وقد ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء(3) الأبيات، كما ذكرها ابن خلكان بتفاوت يسير، وذكرها الصفدي في تمام المتون(4)، وذكر ابن كثير في البداية والنهاية(5) أبيات الملك الأفضل دون جواب الناصر، وفي ذكرهم هذا ما يدلّ على غصب الشيخين حق الإمام علي في الخلافة، حتى صار غصبهما مضرب مثل حتى عند من والاهما من خليفة وملك ومؤرّخ.
____________
1 - روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر 12: 106.
2- وفيات الأعيان 3: 429.
3- سير أعلام النبلاء 5: 444.
4- تمام المتون للصفدي: 249.
5- البداية والنهاية 13: 108.
ما ذكره ابن الشحنة
- الزيارات: 594