زعمه أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله بالله تعالى شركٌ !
تاسعاً: إمامهم ابن حنبل كان يزور القبور ويتوسل بالأموات !
يتعجب الإنسان عندما يقرأ عن الحنابلة في القديم وحتى في الحاضر ، فيجد أنه ثبت عندهم أن إمامهم أحمد وكبار أئمتهم كانوا يزورون القبور ويتوسلون الى الله تعالى بأصحابها !
فهل كان إمامهم وأسلافهم وإخوانهم مشركون ؟!
ثم يجد أنهم هم بنوا على قبر أحمد بن حنبل في بغداد مسجداً وقبة ، وجعلوه مزاراً يصلون عنده ، ويتمسحون به ويتوسلون به ! وما زال ذلك ديدن الحنابلة الى اليوم !
فما بالهم اليوم يسكتون عمن يزور قبر أحمد في بغداد ، ولايفتون بوجوب هدمه ، ولايمنعون الناس من التوسل به والتبرك والتمسح به؟
وكيف صار ذلك حلالاً ، وصار قصد زيارة أفضل الخلق وسيد المرسلين صلى الله عليه وآله حراماً ، والتوسل به الى الله بدعةً وشركاً وكفراً ؟!
فهل إمامهم أحمد ، وأحمد عبد الحليم تيمية ، أفضل من النبي صلى الله عليه وآله ؟!
قال ابن كثير في النهاية:12/ 323: ( وفي صفر سنة 542 رأى رجل في المنام قائلاً يقول له: من زار أحمد بن حنبل غفر له . قال: فلم يبق خاصٌ ولا عامٌ إلا زاره ، وعقدت يومئذ ثم مجلساً ، فاجتمع فيه ألوفٌ من الناس ) !!
وفي وفيات الأعيان لابن خلكان:1/ 64: (أحمد بن حنبل... توفي ضحوة الجمعه لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول... ودفن بمقبرة باب حرب ، وباب حرب منسوب الى حرب بن عبد الله أحد أصحاب أبي جعفر المنصور ، والى حرب هذا تنسب المحلة المعروفة بالحربية ، وقبر أحمد بن حنبل مشهور بها يزار ).
وفي مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص454: (حدثني أبو بكر بن مكارم بن أبي يعلى الحربي وكان شيخاً صالحاً قال: كان قد جاء في بعض السنين مطرٌ كثير جداً قبل دخول رمضان بأيام ، فنمت ليلة في رمضان فأريت في منامي كأني قد جئت على عادتي الى قبر الإمام أحمد بن حنبل أزوره ، فرأيت قبره قد التصق بالأرض حتى بقي بينه وبين الأرض مقدار ساف أو سافين ، فقلت: إنما تم هذا على قبر الإمام أحمد من كثرة الغيث ! فسمعته من القبر وهو يقول: لا ، بل هذا من هيبة الحق عز وجل لأنه عز وجل قد زارني ! فسألته عن سر زيارته إياي في كل عام فقال عز وجل: يا أحمد ، لأنك نصرت كلامي فهو ينشر ويتلى في المحاريب .
فأقبلت على لحده أقبله ثم قلت: يا سيدي ما السر في أنه لا يقبل قبر إلا قبرك ؟ فقال لي: يا بني ، ليس هذا كرامة لي ولكن هذا كرامة لرسول الله (ص)! لأن معي شعرات من شعره! ألا ومن يحبني يزورني في شهر رمضان! قال ذلك مرتين )!!
وفي طبقات الحنابلة للموصلي:2/186: (سمعت رزق الله يقول: زرت قبر الإمام أحمد صحبة القاضي الشريف أبو علي فرأيته يقبل رجل القبر ! فقلت له: في هذا أثر ؟قال لي: أحمد في نفسي شئ عظيم ، وما أظن أن الله تعالى يؤاخذني بهذا )!!
وفي تاريخ بغداد للخطيب: 4 / 423: (عن أبي الفرج الهندباني يقول: كنت أزور قبر أحمد بن حنبل فتركته مدة ، فرأيت في المنام قائلاً يقول لي: لمَ تركت زيارة إمام السنة !!
وفي عمدة القاري للعيني:5 جزء9 /241: (سعيد العلائي قال: رأيت في كلام أحمد بن حنبل.. أن الإمام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبي(ص) وتقبيل منبره، فقال: لا بأس بذلك . قال فأريناه للشيخ تقي الدين بن تيمية ، فصار يتعجب من ذلك ويقول: (عجبت ! أحمد عندي جليل ، يقول هذا الكلام )! وأي عجب وقد روينا عن الإمام أحمد أنه غسل قميصاً للشافعي وشرب الماء الذي غسله به !!
وفي تاريخ الإسلام للذهبى:14/335: ( قال ابن خزيمه: هل كان ابن حنبل إلا غلاماً من غلمان الشافعي؟)
وفي الغدير للأميني:5/194: (قال ابن حجر في(الخيرات الحسان) في مناقب الإمام أبي حنيفة في الفصل الخامس والعشرين: إن الإمام الشافعي أيام كان هو ببغداد كان يتوسل بالإمام أبي حنيفة ويجئ الى ضريحه يزوره فيسلم عليه ثم يتوسل الى الله تعالى به في قضاء حاجاته ، وقال: قد ثبت أن الإمام أحمد توسل بالإمام الشافعي حتى تعجب ابنه عبد الله بن الإمام أحمد فقال له أبوه: إن الشافعي كالشمس للناس وكالعافية للبدن . ولما بلغ الإمام الشافعي أن أهل المغرب يتوسلون بالإمام مالك لم ينكر عليهم .
وفي الغدير:5/198: ( قال(ابن الجوري) في المنتظم: 10/ 283: وفي أوائل جمادي الآخرة سنة 574 تقدم أمير المؤمنين بعمل لوح ينصب علي قبر الإمام أحمد بن حنبل ، فعمل ونقضت السترة جميعها وبنيت بآجر مقطوع جديدة ، وبني له جانبان ، ووقع اللوح الجديد وفي رأسه مكتوب: هذا ما أمر بعمله سيدنا ومولانا المستضئ بأمر الله أمير المؤمنين . وفي وسطه: هذا قبر تاج السنة وحيد الأمة العالي الهمة العالم العابد الفقيه الزاهد الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رحمه الله . وقد كتب تاريخ وفاته وآية الكرسي حول ذلك . ووعدت بالجلوس في جامع المنصور ، فتكلمت يوم الإثنين سادس عشر جمادي الأولى ، فبات في الجامع خلق كثير وخُتمت ختمات ، واجتمع للمجلس بكرة ما حزر بمائة ألف ، وتاب خلق كثير وقطعت شعور ، ثم نزلت فمضيت الى زيارة قبر أحمد ، فتبعني من حزر بخمسة آلاف .
وقال الكوثري في هامش السيف الصقيل ص185: ( رأيت بخط الحافظ الضياء المقدسي الحنبلي في كتابه الحكايات المنثورة المحفوظ تحت رقم 98 من المجاميع بظاهرية دمشق ، أنه سمع الحافظ عبد الغني المقدسي الحنبلي يقول إنه خرج في عضده شئ يشبه الدمل فأعيته مداواته ثم مسح به قبر أحمد بن حنبل فبرئ ولم يعد إليه ! إنتهى ملخصاً).
وفي رحلة ابن بطوطه:1/220: (قبور الخلفاء ببغداد وقبور بعض العلماء والصالحين بها.... وبقرب الرصافه قبر الإمام أبي حنيفة ، وعليه قبة عظيمه وزاوية فيها الطعام للوارد والصادر ، وليس بمدينة بغداد اليوم زاوية يطعم الطعام فيها ماعدا هذه الزاوية . وبالقرب منها قبر الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل ، ولا قبة عليه . ويذكر أنها بنيت على قبره مراراً فتهدمت بقدرة الله تعالى . وقبره عند أهل بغداد معظم ، وأكثرهم على مذهبه ، وبالقرب منه قبر أبي بكر الشبلي من أئمة المتصوفة ).