زعمه أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله بالله تعالى شركٌ !
عاشراً: كيف تعمد ابن تيمية خلط المفاهيم لتكفير المتوسلين!
تعمد ابن تيمية الخلط بين النداء ، والتوسل ، والإستشفاع ، والإستغاثة ، والدعاء ، والعبادة ! فجعلها كلها عبادة للمنادى والمتوسل به والمستشفع به والمستغاث به ! فعندما تقول: يارسول الله أتوسل بك ، أو أستشفع بك ، أو أغثني ، فقد عبدته بزعمه !
لقد افترض مسبقاً أن المتوسل أو المستغيث بالنبي صلى الله عليه وآله (يدعوه) وجعل معنى يدعوه يطلب منه وليس من الله تعالى ! فقال: إنك اعترفت أنك دعوت الرسول أو الولي بدل الله ! فأنت إذن كافر !
وهذا من أسوأ أنواع المصادرة على المطلوب ، حيث قام بلف الحكم المتنازع فيه في لفافة ، وجعله جزءً من مقدمة مسلَّمة عند مخالفه !
مع أن المتوسل لم يدع النبي صلى الله عليه وآله بدل الله تعالى ! بل توسل به واستغاث به واستشفع به الى الله تعالى ، لكرامته عند الله !
ومثال ذلك: أن يتوسل شخص الى رئيس مكتب الملك ، ليتوسط له عند الملك ! فيقول له ابن تيمية: إنك تعديت على شرعية الملك وجعلت رئيس مكتبه هو الملك ! فعملك هذا محاولة انقلاب تستحق بها الإعدام !!
وقد حاول ابن تيمية أن يستدل على هذه المصادرة المفضوحة بأن المستغيث يطلب من الرسول صلى الله عليه وآله أو الولي مالايقدر عليه إلا الله تعالى، وهذا يستلزم أنه يؤلهه !
لكن هذا كذب وافتراء على المسلمين ، لأن المتوسلين منهم يعرفون أن الأمر كله لله تعالى ، وأنه ليس للنبي صلى الله عليه وآله ولالمخلوق مع الله ذرة شراكة ، وإنما يستشفعون بنبيه صلى الله عليه وآله لكرامته على ربه ! فهم يطلبون من الله بواسطة نبيه ، أو يطلبون من نبيه أن يشفع لهم الى ربه !
ومن تهافت ابن تيمية أنه يدعي أن (لازم المذهب ليس مذهباً ) فعندما يقال له يلزم على قولك هذا أن يكون الله تعالى جسماً.. يجيب إن لازم المذهب ليس بمذهب ! أي يصح له أن يلتزم بشئ ولا يلتزم بلوازمه !
فحتى لو فرضنا أنه يلزم من التوسل بالنبي دعاؤه ، فلماذا لم يقل إن لازم المذهب ليس بمذهب ؟! أم يجوز ذلك لنفسه دون غيره ؟!
ومثال ذلك أيضاً: أن تتعطل سيارتك في الطريق ، فترى شخصاً وتناديه: يا محمد ساعدني ، أغثني ، أتوسل بك.. فهل يقول عاقل بأنك عبدته ؟!
ونفس الكلام في الذي يتوسل أو يستغيث بنبيه صلى الله عليه وآله ، فهو لايعبده ، وإنما يطلب مساعدته بما له من مقام وكرامة عند ربه تعالى .